افتتاح فعاليات مؤتمر «تجديد الفكر القومي والمصير العربي» في دمشق..

-

افتتاح فعاليات مؤتمر «تجديد الفكر القومي والمصير العربي» في دمشق..
انطلقت فعاليات مؤتمر تجديد الفكر القومي والوحدة العربية بجلسة أولى، يوم أمس الثلاثاء، تحت عنوان "تجديد الفكر القومي والوحدة العربية"برئاسة الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق ومشاركة المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة والدكتور مطاع صفدي والدكتور خلف الجراد.

يستمر المؤتمر لمدة خمسة أيام وذلك في إطار احتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية» وقد افتتح المؤتمر في فندق الشام في قاعة امية، ويشارك فيه نخبة كبيرة من الكتاب والمفكرين.

وتركزت الندوة الافتتاحية حول أسئلة وتحديات التجديد الفكري وألقى المحاضرة الافتتاحية د. عزمي بشارة ثم تلاه الكاتب السوري المقيم في فرنسا مطاع صفدي. وترأس الجلسة الدكتور سليم الحص رئيس حكومة لبنان الأسبق.

وأكد د. بشارة أن القومية ضرورية ليس للشعب العربي فحسب بل لضمان الدول القطرية قبل وجود الدولة القومية وهي عملية لتوحيد أغلبية الشعب وجامع سياسي وتعبير عن تطلعات سياسية لها تاريخ حديث وقديم.

وقال بشارة إن القومية العربية حاجة عملية ماسة وبراغماتية في الوصول الى مجتمع حديث قائم على الانتماء الفردى وايضا لتزويد المواطن بهوية ثقافية جامعة .

وأشار الدكتور بشارة الى ما يعززه الواقع الحالي في المنطقة من مخاطر والخوف من تحول الحرب الخارجية والاحتلال الى خوف من احتراب داخلي وقال.. إنه مع ذلك لا يمكن الادعاء ان هذه الوقائع تقدم دليلاً على نجاح ما في تثبيت الهوية القطرية كهوية قومية .

وأضاف ...لقد تحولت الأمة التي يفترض أن تبنى على اساس الانتماء الى الدولة بحيث تعيد صياغتها برامج التدريس الرسمية واعادة كتابة التاريخ المشترك والتجربة المشتركة الى هوية قطرية فلكلورية ورومانسية الى حد بعيد بما فيها محاولات لتجذيرها تاريخيا فى مهرجانات بابلية وفينيقية وفرعونية بودر اليها من اعلى لتنفيذ مارب سياسية واعادة تشكيل الانتماء والولاءات على اساسها .

وأضاف بشارة..أنه لو نجحت الدولة القطرية في تشكيل أمة مدنية على أساس الانخراط في مواطنة حقوقية تشكل ضماناً مدنياً ضد الاستبداد بدل ان تشكل العشيرة أو الطائفة لنشأت امكانية تحول هذه المواطنة الى هوية وطنية فعلية .

ورأى الدكتور بشارة ان عدم تحقق ذلك ادى الى بقاء احتمالات الانتماء قائمة بين قومية عربية ثقافية وسياسية في آن معاً وبين انتماءات سياسية عشائرية وطائفية بعضها عابر والبعض الاخر غير عابر للحدود.

وقال المفكر بشارة .. في مثل هذا الظرف الذي تتجلى فيه واقعية الطوائف والعشائر وتشظي الدولة وعدم قدرتها على بناء امة قطرية لم يعد ممكناً التعاطي مع القومية العربية كرومانسية الا كسوء نية سياسي يعبر عن موقف مشيراً الى انه على الرغم من النقد اللاذع لبعض القوميين العرب الذي يصفهم بالرومانسيين وانهم يستندون الى افتراض ماض عربي موحد ومجيد الا انه يكاد هذا النقد ينطلق من ان الايديولوجية القومية نظرية علمية تحتاج الى تصحيح ..والواقع انه لم توجد قومية في الشرق أو الغرب الا وافترضت وحدة من هذا النوع واسقطتها على ماض غابر ولا توجد ايديولوجية قومية من دون وجود عناصر رومانسية.. والقومية العربية حاجة عملية لتوحيد أغلبية الشعب حتى فى الدولة القطرية لكى لا تنهار الى طوائف واثنيات.

وأضاف.. أنه حتى لو لم تقم دولة عربية واحدة فدرالية أو غير فدرالية فإن الدول العربية القطرية لا تستطيع الاستغناء عن العروبة كقومية فى عملية بناء امة مواطنية للعرب ولغير العرب كما انها تشكل أساسا لتعاون الدول العربية ووحدتها فى المستقبل على نمط الاتحاد الاوروبي أو بين دولها من المشترك والموحد أكثر بكثير مما بين دوله التى لا تجمعها لغة قومية .

وأكد بشارة ضرورة وجود تيار عروبي فاعل يطرح المشترك ويلح عليه ويعارض التجزئة الطائفية ويطرح بدائل ديمقراطية ويندمج في الحركة الثقافية والجماهيرية فى كل بلد على حدة لانه يشكل ضمانة اكيدة ضد هيمنة الفكرة الطائفية او الانتماءات التجزيئية الاخرى للامة.
وتساءل المفكر بشارة .. من أين يأتي انطباع الرومانسية عن القومية العربية والذى يجتره سطحيون من حلفاء المرحلة الاميركية ؟ .

وقال .. نحن لا نتحدث عن تبنيهم رومانسية التنوير والكثير من الأساطير غير الصحيحة عن نشوئها ومؤسسيها بل نتحدث عن اعجابهم بالتطرف القومي والرومانسية القومية الانكليزية وأساطيرها المؤسسة او اذا تجلت الرومانسية على نمط خطب بوش فى كاتدرائية فى واشنطن او اذا كررها اليسار الاسرائيلي في صراعه ضد الحق الفلسطيني ومع قانون العودة الاسرائيلي ومع يهودية الدولة بنبرة قومية لافتة يحترمها العدميون العرب لان اليسار الصهيوني فى رأيهم يعد متنوراً وليس رومانسياً وفي الواقع لا تخلو الطقوس والخطب الاميركية والاسرائيلية الرسمية من رومانسيات واساطير قومية ودينية بل وتعج بها .

ونبه الدكتور بشارة من خطوة ظاهرة انتشرت فى السنوات الخمس الاخيرة في الدول العربية تعتمد على المجاهرة فى تسييس الانتماءات الطائفية والمذهبية والعشائرية وغياب الحرج عند تسييسها كجماعات هوية لافتاً الى استخدام البعض دون حرج والمجاهرة بشكل غير مسبوق بمصطلحات الطائفية السياسية التى كان الفرد المتوسط يجهد في اخفائها .

وأكد المفكر بشارة أن بناء أمة على أسس اثنية بديلة للقومية العربية لن تنجح حتى ولو على اساس المواطنة المشتركة فى الدولة كما هو الحال فى العراق مضيفا انه ثبت من هذه التجربة ان الاحتلال من الخارج تحت شعار الديمقراطية وفى عملية تصادم مع عملية بناء الامة لا ينتج ديمقراطية .
وخلص الى ان الحديث عن فشل الهوية القومية العربية في تشكيل وفاق وطني وضرورة اقصاء الهوية القومية العربية الى مستوى الهويات الطائفية التوافقية هو من نفس نمط الاستنتاج فما فشل وثبت فشله هو اقصاء الهوية العربية من جهة او تحويلها الى ايديولوجية من جهة اخرى بدل التعامل معها كأساس لبناء الامة فى أول مراحل الاستقلال وما فشل هو تهميش هذه القومية وتحويلها الى جماعة هوية.
وبدوره ألقى الدكتور الحص كلمة أكد فيها أن الحديث عن القومية عموماً والقومية العربية خصوصاً لا يستقيم في كنف واقع يتنامى فيه مد العولمة مع التمسك بمفهوم ضيق للقومية يشي بالقوقعة أو الانفراد أو العزلة موضحاً انه في عصر العولمة عصر التداخل والتفاعل وتجاوز الحدود المرسومة بين الكيانات والدول تتسم القومية العربية بالحركية والانفتاح والتفاعل البناء مع سائر الكيانات الوطنية والقومية في العالم فالتلاحم العربي المفترض او المنشود لايعني فى حال من الأحوال طلاقاً مع الغير أو نأياً عن صديق أو حليف أو شريك على المستوى الإقليمي او الدولي. وأشار انه كثيراً ما تلتبس فكرة العروبة مع فكرة الرابط الإسلامي في ظل تعاظم شأن التيارات الإسلامية الجياشة في العالم هذه الأيام فالإسلام بالطبع هو من صلب الثقافة والتراث العربيين وتداخل التاريخ العربي والتاريخ الإسلامي ظاهرة لا مراء فيها .

وقال الحص: " في بلدى لبنان تاريخ طويل لحركات سياسية أخذت بناصية التقوقع عن المحيط العربي لا بل التبرؤ من كل ماهو عربي وذلك تحت لافتة الذود عن خصوصيات لبنان المجتمع والوطن والدولة واستطرادا ًعن سيادة الدولة واستقلال البلد ومصالحه ناهيك بالحديث عن كرامة الانسان فى الوطن الصغير وعزته وسعادته والسجال بين تيار الانعزال اللبناني وتيار الانفتاح القومي ازاء المحيط العربي كان ولا يزال من أبرز العلامات الفارقة لحقبة طويلة من تاريخ بلدنا منذ ماقبل الاستقلال... وقد احتدم السجال في مراحل معينة حتى حدود التفجر صدامات دامية كما كان مثلا خلال احداث العام 1958 على خلفية الصراع الاقليمي الدولي الذى اشتعل بين ماسمي "حلف بغداد" بقيادة الولايات المتحدة الاميركية وحركة عدم الانحياز التي تصدرها التيار الناصري فى الشارع اللبناني فانتهت تلك المواجهة العنيفة لابل الفتنة بشعار" لاغالب ولا مغلوب".

وهكذا استمر السجال لا بل الصراع بين التيارين ولو سلميا وتداخل هذا الصدام بين التيارين الانعزالي والعروبي مع عوامل أخرى محلية واقليمية ودولية فجرت حربا اهلية طاحنة على امتداد خمسة عشر عاما مابين 1975 و 1990 هذه الحرب الاهلية آلت ايضا عمليا الى واقع " لاغالب ولا مغلوب" تجسد باتفاق الطائف الذي اجترحه مجلس النواب اللبناني عام 1989 في لقاءات عقدها في مدينة الطائف فى المملكة العربية السعودية بدعوة من مليكها ثم ترجم مضمونه نصوصاً دستورية في عام 1990 فأضحى الاتفاق من صلب الدستور اللبناني الا ان تسوية اللا غالب واللا مغلوب هذه المرة أقرها الاتفاق فى نصين متكاملين ..أحدهما يؤكد ان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه والثانى يؤكد ان لبنان عربى الانتماء والهوية .

وبين قائلا ...هكذا حسمت عروبة القطر أو الوطن اللبناني أقله مبدئياً اما ابعاد ماتعنيه او يجب ان تعنيه عروبة لبنان فقضية من المفترض ان تبلورها المناقشات والحوارات التى يجب ان تتوالى على مستوى جلاء وتعميق وتعميم الفكر القومي العربي في لبنان .

وأشار الحص الى أن التسوية اللبنانية في المزاوجة بين فكرة الوطن النهائي وعروبة الانتماء والهوية قد تكون فريدة اذ هي وليدة حالة وظروف معينة تعرض لها لبنان دون سائر أشقائه العرب موضحاً ان التسوية في جوهرها مرشحة لان تعمم على سائر ارجاء الوطن العربي مع الزمن بدليل اننا نحن العرب فى كل مكان درجنا على التمييز في المعنى أو المضمون بين الوطنية والقومية وبين الشعب والامة نقول بالشعب اللبناني والسوري والعراقي والفلسطيني والسعودي والمصري والتونسي والجزائري والمغربي واليمني والكويتي الى ماهنالك .. ولكننا نقول ايضا بالامة العربية التي تضم كل هذه الشعوب فى بوتقة واحدة . وقال.. نتحدث فى لبنان كما فى سائر اقطار العرب فى المشرق والمغرب عن الوطنية بمعنى الانتماء القطري ونتحدث فى الآن عينه عن القومية العربية التى تعبر عن أواصر لغوية وتاريخية وتراثية ومصلحية ومصيرية تشد هذه الشعوب وتجعلها بمثابة اعضاء فى جسم متداخل ومتكامل.

واضاف الحص من هنا القاعدة المسلم بها التي تضع فلسطين فى منزلة قضية العرب المركزية التي يتوقف على مصيرها الامة برمتها انها بمثابة القلب فى ذاك الجسم...القلب عليل اذن.. الكيان العربي برمته سقيم .. ومن هنا القول ان محنة فلسطين تكمن وراء شتى الازمات وحالات عدم الاستقرار التى كانت المنطقة بأسرها مسرحاً لها منذ قيام الكيان الصهيوني الغاصب ولا تزال حتى اليوم .. وستبقى كذلك حتى اشعار آخر محنة فلسطين بما هي اغتصاب لارض وتشريد لشعب ...هي من العوامل الناتئة التي فعلت وتفعل فعلها فى ازمات لبنان المتعاقبة .. وكذلك فى محنة العراق وكان لها شأن فى ماكان من انقلابات واضطرابات ومشاكل فى سائر اقطار الوطن العربي من اقصاه الى اقصاه.

ورأى الحص ان الفكر القومي العربي مادة مطروحة دوماً على طاولة الحوار والنقاش والبحث والتنقيب والتطوير بينما السؤال في هذا السياق يجب ان يبقى مطروحاً .. الى اين ..؟ ماهى الصيغة او الصيغ التى ينبغى ان تستخلص فى ترجمة العروبة مسارا صاعدا وجهدا مشتركا وهدفا نبيلا يصب في مصلحة الامة جمعاء ..؟ وبالتالي فى خدمة شعوبها جميعا كيف يجب أن توظف قضية العروبة في خدمة الانسان العربي بما يحصن أمنه ويثرى هناءه وينمي أسباب سعادته ويوطد مكانته على الساحة الدولية .

وتابع الحص... اذا كان لنا ان نضع يدنا على عنوان كبير فاننا نقول ..لابد من العمل على تحقيق اتحاد عربي على غرار الاتحاد الاوروبي لابل وأبعد فنحن أولى بالاتحاد فى مايجمع بيننا من الاوروبيين فى ماكان يفرق بينهم لعقود وقرون من الزمن ونحن ندرك ان طريق الاتحاد لابد ان تمر في محطتين ...التنمية الديمقراطية من جهة كى يأتي قرار الاتحاد معبرا عن ارادة الشعب الحرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة ثانية كي يتأمن القدر الحيوي المطلوب من التجانس بين المجتمعات العربية التي تنضوي في الاتحاد العتيد .

وختم بالقول...هذه الإشكالات تدفعنا الى التأكيد اننا فى دعوتنا الى اتحاد عربي ومن ثم الى الخوض فى تجارب الاصلاح على صعيد التطوير الديمقراطى وعلى صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية انما نخاطب الشعب العربي وبالتالى الرأى العام في الوطن العربي عسى أن يتنامى رأى عام عربي لتحقيق الاصلاح المنشود .

وقدم الدكتور مطاع صفدي مداخلة بعنوان "من اسئلة البزوغ والافول حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية"عرض فيها واقع العرب الراهن وما آل اليه في المرحلة الموصوفة بالتحرر من الاستعمار الغربي معتبراً انها تمثل الحقبة الثانية بعد بوادر النهضة الاولى فى أواخر القرن التاسع عشر والتى انتهت بعد الحرب العالمية الاولى وانهيار الدولة العثمانية وانتقال الوطن العربي من التبعية التركية الى الاستعمار الغربي.

ورأى صفدي ان النهضة الثانية بدأت مع مرحلة الاستقلالات الوطنية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وشارفت على الانقضاء مع عودة احدث اشكال الاستعمار وأعلى مراحله تحت السيطرة الاميركية وحليفتها الصهيونية العالمية والاقليمية.

وأشار صفدي الى ان النهضة العربية الثانية الممتدة زهاء نصف قرن التي ابتدأت مع أرقى الاهداف الانسانية الاملة بظروف الحرية والعدالة والرخاء سرعان ما اصطدمت بمختلف العوائق الذاتية والخارجية فلم تتجاوز معظم الاقطار العربية عتبة الاستقلال النسبي الا قليلاً في الوقت الذي سيطر فيه الصراع السياسي مع أشكال النفوذ الاستعمار المتجدد الأمر الذي جعل هذه الاقطار حبيسة في مواقع الدفاعات الاولية عن ابسط مصالحها الحيوية فشلت حركة التحرر الوطني وعجزت عن النمو المتوازن بين شرطي التنمية المادية والتنمية الانسانية
المستديمة.

وقال....ان حقبة النهضة الثانية كادت ان تستنفد أهم امكانياتها على أثر التتابع المضطرد لمسلسل الحروب مع اسرائيل وأصدائها من الحروب الاهلية المعلنة وغير المعلنة.
وقال صفدي.. ان الفكر النهضوي العربي عانى من اشكالية بنيوية غابت عن أكثر المشتغلين على مفاهيم التخلف والتحديث فلم يكن ثمة تنبه واضح للفصل بين النهضوي والسياسوي الراهن أي أن اسئلة النهضة قلما كانت متميزة عن ظروف الانية المحيطة بها ومن اهمها ضغوط التحديات السياسية التى غالبا ما كانت توصف بالتحديات المصيرية وهو أمر يكاد يكون مالوفاً ومفهوماً بالنسبة لأمة واقعة دائما تحت تسلط القوى الاجنبية ذات التميز بعوامل التفوق الحضاري التي حرمت منها هي لأسباب عديدة.

وطرح صفدي سؤالا حول معنى التغيير من دون تنوير وقال ...لا يمكن القول ان ثقافة النهضة قد طورت افكارا مترابطة أو واضحة تتعلق ببناء خطاب متماسك على الاقل من ناحية الاستشعار الاولى باشكالية القضية ومن ثم العمل على توصيف ظاهراتها واقتراح مناهج معينة لمقاربتها فكانت الاحزاب العقائدية هي السباقة لتشكيل طروحات فكرية بهدف اعطاء المعادل الثقافي لاشكاليات الواقع واصلاحه.

وخلص الى ان التجربة العربية في العصر الحديث غصت بالشعارات الخلاصية لكنها في الوقت عينه متخمة بالخيبات..مشيرا الى ان اخطر الكوارث ليست الناجمة عن خيبات الصراع مع العدو التقليدي بل من التراكمات السلبية التى يغدو فيها الجسد المجرح برماح الاخرين عرضة لاوبئة ذاتية.

ويتناول المؤتمر على مدى خمسة ايام موضوعات تتعلق بالفكر القومي والحفاظ على الهوية العربية والدفاع عن المصالح القومية من أبرزها:
تجديد الفكر القومي والوحدة العربية- الفكر القومي العربي- ومسألة الهوية- القطر والطريق الى الدولة الامة الديمقراطية- والمواطنة في الوعي القومي القومية- ومسألة الدين بين الظلامية والتنوير- حركات المقاومة وتهمة الارهاب الثقافة العربية والرابطة القومية..محاولة في التجديد- بؤس الايديولوجيا القطرية في الصراع العربي الاسرائيلي- المسؤولية القومية وعروبة فلسطين- دور الاقتصاد العربي في التخلف القومي والقطري- الوطن العربي في الايديولوجيا الصهيونية- القومية بين الاصولية والتبعية- العرب في الاستراتيجية الاميركية.. من الهيمنة الى التفكيك- العولمة والمسألة القومية وكذلك الفكر القومي في مواجهة الطائفية و في غياب الوعي القومي.. المصير العربي الى أين- اضافة الى دور الاعلام في زمن الميديا في تجديد الفكر القومي.

كما عقد مؤتمر تجديد الفكر القومي والمصير العربي جلسة فكرية ثانية في فندق الشام ظهر اليوم حملت عنوان "الفكر القومي العربي.. ومسألة الهوية" ترأسها الدكتور عبد الله عبد الدايم ومشاركة الدكتور علي محافظة من الاردن والدكتور عبد الاله بالقزيز من المغرب.

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر إلى 20 نيسان الجاري نخبة من المفكرين والمثقفين العرب من مختلف الدول العربية الذين عرفوا بدورهم الريادي في قيادة الفكر القومي العربي. ويهدف المؤتمر الى تعميق التضامن العربي والتلاحم القومي بين ابناء الامة من خلال حشد قدرات وطاقات المفكرين العرب وتحويلها الى طاقة دفاعية تغييرية متماسكة ومتواصلة في إطار ثقافي متعاون وفعال يسمح لهم أن يمارسوا دورهم الثقافي في تعزيز الانتماء العربي بشكل أعمق وأقوى.

وتأتي الدعوة للمؤتمر في إطار احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 من أجل تعزيز التضامن في ظل مخططات تهدف الى تغييب كل ما هو عربي الهوية والانتماء وإخراج الدول العربية من المصير المشترك ومحو الوعي الجمعي للأمة من خلال تكريس الاحتلال وبث بذور الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة.


التعليقات