مصر تشنّ حملة على قنوات فضائيّة

مركز سواسية لحقوق الإنسان يطالب بإعادة بث تلك القنوات مرة أخرى، والتعامل بطريقة مرنة مع أصحابها، وإمهالهم مددا كافية لتسوية أوضاعهم قبل اتخاذ مثل تلك القرارات " الجائرة "، كما طالب الحكومة باحترام حرية الرأي والتعبير وعدم استخدام سلطاتها مع الأفراد والمؤسسات والهيئات المخالفة لها في الرأي.

مصر تشنّ حملة على قنوات فضائيّة

 

أعلنت ( نايل سات )، الشركة المصرية للأقمار الصناعية، وهي ملك للدولة المصرية، إغلاقها أربع قنوات فضائية تبث من خلالها، وهي " الناس، والحافظ، والصحة والجمال، والخليجية ".

هذا وقطعت الشركة إشارة بث القنوات التابعة لشركة البراهين صباح أمس الثلاثاء بشكل مفاجئ، وجميعها فضائيات إسلامية.

كما تم تقديم إنذارين بالإغلاق لكل من قناتي الـ " أو.تي.في "، لصاحبها رجل الأعمال، نجيب سويس، و" الفراعين "، وذلك لمخالفتهما شروط الترخيص الصادر عنها، بحسب قناة الجزيرة.

ووفقا لرويترز، فإن المنطقة الإعلامية الحرة، كانت قد أوقفت ترخيص شركة البراهين العالمية لحين توفيقها أوضاعها، وأشارت إلى أنها كانت قد أضافت " بعض الضوابط العامة والمبادئ التي يتعين على جميع القنوات الفضائية مراعاتها مستقبلا فيما تقدمه على شاشاتها، بهدف ضمان مزيد من الالتزام من جانب القنوات بميثاق الشرف الإعلامي ومبادئ العمل بالمنطقة ".

ونقلت المصادر قول مسؤولين مصريين إن السلطات المصرية قد أنذرت هذه القنوات الأربع عدة مرات لتسوية أوضاعها القانونية، الأمر الذي نفاه مدير الناس، عاطف عبد الرشيد، في حديث للجزيرة، وقال إنه على استعداد لتوفيق أوضاعه بما يتوافق مع قوانين الدولة.

وأوضح عبد الرشيد أن إدارة ( نايل سات ) قد أبلغت القنوات الأربع بوجود أمر بوقف إشارة البث من جانب رئيس الهيئة العامة للاستثمار، وأنهم فوجئوا بقطع إرسال القنوات بينما كانت البرامج تعرض على الهواء، مشيرا إلى أن اتصالات تجري حاليا مع الهيئة لتدارك الأمر والتوصل سريعا إلى قرار باستعادة الإشارة واستئناف البث.

إيقاف قنوات " أوربت، والبدر، والرحمة " لأسباب دينية وسياسية

وفي وقت سابق أوقفت مصر بث قناة " أوربت " على القمر الاصطناعي ( نايل سات ) قائلة إن القناة لم تسدد أمولا تراكمت عليها، بينما تؤكد إدارة قناة أوربت أن الشركة ترفض استلام الشيكات لإيجاد ذريعة لقرارها، وسط تفسيرات بأن القرار جاء للتخلص من برنامج شهير يقدمه الإعلامي عمرو أديب " من القاهرة " عبر القناة وعادة ما يتطرق لقضايا سياسية ساخنة.

هذا ونفى مسؤولون مصريون كبار أن يكون وقف بث أوربت ناشئا عن انتقادات لسياسة الحكومة في البرنامج المذكور.

وقال بعض المراقبين، إن مصر استاءت من تدخل قنوات فضائية عربية بشكل غير مباشر في قضايا طائفية أثيرت فيها في الأسابيع الماضية، وذلك من خلال توجيه انتقادات إلى الدين المسيحي، الأمر الذي يرجح أن يكون سببا وراء إغلاق تلك القنوات.

وكانت شركة نايل سات قد أوقفت أيضا مطلع الشهر بث قناة " البدر " الدينية الخاصة، بدعوى مخالفتها " الضوابط والشروط "، غير أن بعض المراقبين قالوا إن القرار جاء بعد استضافة القناة علماء دين انتقدوا تجاوزات الأنبا بيشوي الرجل الثاني في الكنيسة بحق المسلمين والقرآن الكريم.

كما وأغلقت النايل سات مؤخرا، قناة " الرحمة " الدينية، وذلك بحجة معاداتها للسامية وازدراء اليهود، كما قامت بوقف بث كل من قناتي البركة والحكمة الإسلاميتين.

وقبل أسابيع شهدت مصر بعض التوتر الطائفي، وذلك بعد أن أدلى الأنبا بيشوي، بتصريحات اعتبرها البعض انتقادا للدين الاسلامي، في وقت رددت فيه في بعض المواقع على الانترنت أن زوجة كاهن أسلمت، وأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتجزها، وفقا لرويترز.".

وحذر البيان من أن استمرار نايل سات في "التعنت والتعسف مع القنوات الفضائية وإتباع سياسة الكيل بمكيالين معهم، من شأنه أن يضر بسمعة ومكانة مصر في العالم"، ويؤكد أنها "دولة لا تحترم المواثيق ولا المعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وخاصة تلك المتعلقة بحرية الرأي والتعبير".

 وطالب مركز سواسية بإعادة بث تلك القنوات مرة أخرى، والتعامل بطريقة مرنة مع أصحابها، وإمهالهم مددا كافية لتسوية أوضاعهم قبل اتخاذ مثل تلك القرارات " الجائرة "، كما طالب الحكومة باحترام حرية الرأي والتعبير وعدم استخدام سلطاتها مع الأفراد والمؤسسات والهيئات المخالفة لها في الرأي.

الفقّي يدعو القنوات إلى الابتعاد عن إثارة الفتنة

وبحسب صحيفة الشروق المصرية المستقلة، فقد قال وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، في تصريح للصحفيين: " إنه أصدر تعليماته بإعادة مراجعة القنوات التلفزيونية التي تبث على القمر المصري، نايل سات، والتأكد من أنها تلتزم بتعاقداتها مع إدارة المنطقة الإعلامية الحرة ومع إدارة النايل سات وإلتزامها ببنود التعاقد".

أنس الفقي، وزير الإعلام المصري

وذكر الفقي أن القنوات ملزمة بحسب تعاقداتها بعدم بث مواد ذات طبيعة دينية متطرفة أو تدعو إلى الطائفية أو العنف، وكذا مراجعة محتوى بعض هذه القنوات ومدى اتفاقه أو تعارضه مع مواثيق الشرف الإعلامي.

وأكد الفقي أنه لن يسمح بوجود أي تجاوزات على قنوات التليفزيون المصري أو القنوات التي يبثها القمر المصري نايل سات، داعيا وسائل الاعلام للابتعاد عن الإثارة والفتنة.

هذا وناشد المسؤولين عن القنوات الفضائية المصرية والعربية، الابتعاد عن إثارة القضايا العقائدية والخلافية على شاشات التليفزيون، لأنه لا طائل من وراء ذلك سوى إثارة الفتنة وتأجيج النار وإشعال الخلاف بين أطراف الوطن الواحد حيث تخسر كل الأطراف.

تقييد خدمة الرسائل الإخبارية القصيرة

 هذا وكتبت الصحف المصرية يوم أمس الثلاثاء، بأن جهاز تنظيم الاتصالات، وهو جهاز حكومي، طلب من وسائل الاعلام الحصول على تصريح مسبق قبل بث الأخبار من خلال الرسائل الهاتفية القصيرة (sms).

وبحسب ( ا ف ب)، فإن الجهاز قد توجه إلى شركات الاتصالات التي تقدم هذه الخدمات لوسائل الاعلام المختلفة، منوها إلى أنه بات يتعين عليها الحصول على تصريح مسبق من وزارة الاعلام.

وقالت صحيفة الشروق المستقلة نقلا عن مسؤول في إحدى شركات الاتصالات، إن الجهاز " طلب إلينا أن نحصل على هذه التصريحات بأسرع وقت ممكن."

وصرح مسؤول في جهاز الاتصالات لصحيفة (( المصري اليوم )) أن القرار ليس له أي بعد سياسي، مؤكدا أن الهدف هو تنظيم أنشطة قرابة ثلاثين شركة تعمل بدون رقابة.

 

التعليقات