البيان الختامي للقمة العربية يرفض استعمال القوة ضد العراق بشكل مطلق

القمة العربية تنتقل الى البيان الختامي بعد نشوب أزمة وملاسنة حادة بين الرئيس القذافي وولي العهد السعودي الامير عبد الله

البيان الختامي للقمة العربية يرفض استعمال القوة ضد العراق بشكل مطلق
بدأت الجلسة الثانية من القمة العربية بعد فرصة الغداء بالاستماع الى كلمة العقيد الرئيس معمر القذافي التي عرض خلالها محادثة هاتفية بينه وبين خادم الحرمين السعودي اثر الاجتياح العراقي للكويت والتي سأل القذافي فيها خادم الحرمين عن كيفية دخول القوات الامريكية الى أرض عربية مستقلة لتشن عدوانها على العراق. فقال له خادم الحرمين ان للعراق مطامع في السعودية وان الولايات المتحدة دولة كبرى تدخل متى تشاء.

واثر سرد هذه الحادثة قاطعه ولي العهد السعودي من خلال كلامات قاسية مما ادى الى قطع الجلسة الثانية.

وبعد هذه الأزمة استدعت بعض الوفود عربية السيارات معلنة عن انسحابها من القمة ، وهذه الوفود هي: السعودية، السوريا، الليبية، وتجري حاليا محاولات حثيثة لمنع انسحاب الوفود العربية ولتخطي الأزمة.

ولم تشهد القمم العربية ملاسنة من هذا النوع باستثناء القمة التي عقدت مباشرة بعد الاجتياح العراقي للكويت.

وحاليا تم قطع بث أعمال القمة العربية وليس واضحا تماما اذا كانت القمة قد واصلت أعمالها بجلسة مغلقة أم انه تم تعطيل أعمال القمة اثر هذه الازمة.

وكان رئيس الجلسة الثانية قد طلب قطع بث وقائع القمة العربية، لكن الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي أصر على علنية الجلسة ورفض مواصلة القاء كلمته بدون بث مباشر على الهواء، مما ادى الى انسحاب الامير عبد الله ولي العهد السعودي، مما ادى الى تعليق الجلسة.

والقمة تواجه حاليا مأزقا كبيرا وتوترا لا يعرف كيف يمكن الخروج منه. حيث يقوم حاليا الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس اللبناني لحود والرئيس السوري بشار الأسد بمحاولة اقناع الوفد السعودي بعدم الانسحاب ومغادة القمة.

كما تواجه القمة أزمة اخرى ادت الى انقسامات حادة على اثر المبادرة الامراتية الداعية الى تنحية الرئيس العراقي صدام حسين ودخول قوات عربية لادارة شؤون العراق، وكان الرئيس بشار الأسد في كلمته قد رد على هذه المبادرة دون ذكرها مباشرة ورفض هذا المقترح.

وكما يبدو فان مساعي الرؤساء العرب لثني الوفد السعودي عن الانسحاب ولحل الأزمة قد تمخضت عن اتفاق توفيقي يقتضي بتبكير الجلسة الختامية تحاشيا لاستمرار الأزمة، الأمر الذي يعني قطع أعمال القمة والمنقاشات وعدم الخروج بقرارات هامة حول الأزمة العراقية.

وليس واضحا تماما بعد نوعية البيان الختام الذي سيصدر عن هذه القمة..

وكانت القمة العربية الاعتيادية قد بدأت في شرم الشيخ اعمالها اليوم، السبت وسط امال بنجاح القادة العرب فى الخروج بموقف عربى موحد يبعد عن العراق والمنطقة شبح الحرب التي تتجمع نذرها في العراق مع تسارع الحشود العسكرية الاميركية في الخليج، وبتجاوز الخلافات القائمة منذ فترة طويلة والاتفاق على سياسة موحدة بشأن العراق.

ويشير المعلقون ان المبادرة الامراتية جائت استجابة للضغوط الامريكية على القمة ومطابتها الخروج بموقف متشدد ازاء العراق والمطالبة بتنحية الرئيس العراقي صدام حسين. وليس من المستبعد ان يكون عرض المبادرة الاماراتية بهدف تفجير القمة العربية وخاصة بعد تيقن الولايات المتحدة ان القمة العربية لن تستجيب للضغوط الامريكية بشكل كامل.


وبدأت القمة اعمالها بكلمة اقاها الرئيس اللبناني اميل لحود استعرض فيها باقتضاب الاوضاع العربية خاصة المتعلقة منها بالشأنين الفلسطيني والعراقي.

وأعرب الرئيس اللبناني عن أمله في نجاح القمة العربية الخامسة عشرة فى توجيه رسالة واضحة وقوية مفادها ان الدول العربية ترفض بشكل مطلق اي عمل عسكري على العراق باعتباره تهديدا للامة العربية .
من المقرر ان يناقش الزعماء والقادة العرب مسودة اعلان ختامي يتضمن رفضا لاي هجوم على العراق بالاضافة الى دعوة الدول العربية بالامتناع عن المشاركة في حرب!.

ويرجح معظم المحللين ان نتائج القمة ستهبط إلى أدنى قاسم مشترك بين الدول العربية، مشككين في ان يكون لدى الزعماء العرب - على الرغم من معارضة بعضهم للحرب وخوفهم من مضاعفاتها على استقرارهم المحلي واقتصاديات بلادهم - القدرة على التاثير على " اطراف النزاع " حتى اذا استطاع القادة تجاوز الخلافات بين " حلفاء " الولايات المتحدة والدول التي تتهمها واشنطن برعاية الارهاب.

وتشير التحليلات الى ان الزعماء العرب الرافضين للحرب، سيحاولون جاهدين الخروج بموقف على اقل تقدير يدفع نحو تأجيل نشوب الحرب مراهنين على تطورات داخلية في الساحتين الامريكية والبريطانية وتطورات عالمية اخرى ربما تظهر فرص لانهاء الازمة او تصعب على واشنطن المضي قدما بسياسة الحرب...

الى ذلك، يتوقع ان تقوم القمة العربية بارسال مبعوثين الى بغداد وواشنطن وعواصم رئيسية اخرى لشرح وجهات نظرهم...!

وكان وزراء الخارجية العرب قد صاغوا مسودة اعلان تمثل حلا وسطا امس الجمعة تعارض الحرب ضد العراق ولكنها لا توقف التعزيز العسكري الأمريكي في الخليج..حيث اكد مشروع القرار على صيغة تؤكد "الرفض المطلق لضرب العراق" وتدعو "دول الجوار" الى "الامتناع عن المشاركة في اي عمل عسكري يستهدف أمن وسلامة ووحدة اراضي العراق".

وحسب النص الذي تم التوصل اليه فان القادة العرب سيؤكدون في البند المتعلق بالتهديدات الموجهة للعراق "الرفض المطلق لضرب العراق او تهديد امن وسلامة اي دولة عربية باعتباره تهديدا للامن القومي العربي" وضرورة "حل الازمة سلميا في اطار الشرعية الدولية".

كما يدعو النص الذي سيرفع الي القادة العرب الي "امتناع دول الجوار عن المشاركة في اي عمل عسكري يستهدف امن وسلامة ووحدة اراضي العراق او اي دولة عربية". ويدعو المشروع كذلك الى "اعطاء المفتشين المهلة الكافية لاتمام مهامهم في العراق ودعوتهم لمواصلة توخي الموضوعية". كما يدعو "كافة الدول الى مساندة الجهود العربية الهادفة لتجنب الحرب (...) وهذا ما سيتحقق من خلال استكمال العراق تنفيذ قرار مجلس الامن 1441"، مؤكدا "مسؤولية مجلس الامن في عدم المساس بالعراق وشعبه والحفاظ علي استقلاله وسلامة ووحدة اراضيه".

واتفقت اللجنة الوزارية علي ترك القرار المتعلق بخطة التحرك للقمة للبت فيها .

اما البند الثاني المتعلق بالحالة بين العراق والكويت فقد أكد ضرورة "احترام استقلال وسيادة دولة الكويت (...) والتأكيد علي الالتزام العراقي بذلك".

كما دعا الي "وقف الحملات الاعلامية والتصريحات السلبية تمهيدا لخلق اجواء ايجابية تطمئن البلدين بالتمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". ودعا لحود في كلمته باعتباره رئيسا للقمة الرابعة عشرة مجلس الامن الدولي الى عدم الازدواجية في المعايير وعدم الكيل بمكيالين ومطالبة اسرائيل بتنفيذ قرارات الامم المتحدة بهدف اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل.

وعلى الصعيد العراقي دعا الرئيس لحود بغداد الى التعاون مع الامم المتحدة لابعاد الذرائع لشن حرب عليه..وطالب القمة العربية بتوجيه رسالة واضحة و قوية برفض الدول العربية المطلق بشن حرب على العراق او الاعتداء على الكويت او على اي دولة عربية باعتباره تهديدا للامن القومي العربي.

واستعرض الاحداث التى مرت بها الامة العربية منذ قمة بيروت وحتى الان مشيرا الى ان قمة بيروت حققت مصالحة عربية تجلت بالتوافق على القرار الخاص بالحالة بين العراق والكويت.واكد ان مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت تبقي الطريق الافضل للتوصل الى حل شامل ودائم لقضية الشرق الاوسط بعيدا عن الحلول الجزئية التي اثبتت فشلها.

واشار الى ان القوات الاسرائيلية قامت بعد ساعات من اقرار المبادرة في مارس عام 2000 باجتياح الضفة الغربية دون ان يتمكن مجلس الامن من تنفيذ قراره بارسال لجنة لتقصي الحقائق.وحذر لحود من ان العدوان الاسرائيلي المستمر ينذر بأخطار محدقة وطالب بالاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومواصلة الجهد لبلورة موقف دولي فاعل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.وقال ان الانفراجات التي حصلت بعد قمة بيروت بقيت محدودة حيث زادت الصعوبات في المنطقة ولكنها لن تثني الدول العربية عن مواصلة العمل لتنفيذ قرارات القمة.

وفي ختام كلمته دعا رئيس الجمهورية اللبنانية، ملك البحرين، حمد بن عيسى ال خليفة لتولي مهام رئاسة الدورة الحالية للقمة العربية.والقى الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البحرين
كلمة بصفته الرئيس الحالي للقمة الخامسة عشرة، قال فيها " ان هذا اللقاء العربي تنعقد عليه أنبل تطلعات شعوبنا العربية في منعطف حاسم من تاريخها وتاريخ الانسانيه يحتاج توجها نحو طريق الخير ومسئولية البصيرة النيرة والقرار الحكيم".

وركز ملك البحرين " على ضرورة تجاوز الماضي والانفتاح على المستقبل بروح العصر لمواكبة عالمنا المتحرك والمنفتح على ثقافاته ومستجداته "...معربا عن ثقته بأن " الاقطار العربية متجهة بعزم الى مزيد من أصلاح شئونها وحل مشكلاتها في سعيها الحثيث نحو ادراك الصلاح ".

واكد ان " اجتماع اليوم هو من أجل العراق وفلسطين " وقال أن ما هو خير للعراق " خير لاشقائه وجواره وما يضرهم يضره فالجميع في قارب واحد ويؤسفنا أن يصل تعقيد الوضع الى ما وصل اليه ولن نستطيع الخروج منه الا بالعمل متكاتفين على تجنيب المنطقة خطر الحرب ". القى عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية كلمة شدد فيها على ضرورة التوصل الى حل سلمي للازمة العراقية في اطار مجلس الامن الدولي وقرارات الشرعية الدولية مؤكدا ضرورة الحفاظ على سلامة ووحدة الاراضي العراقية.

وأشار موسى الى أن الاجتماع الوزاري العربي التحضيري رفع
الى القمة القرار الواضح والرصين الذي تم التوصل اليه للتعامل مع هذه الازمة وتأكيد الدور العربي معها وقرارا اخر حول الحالة بين العراق والكويت .

وندد موسى بالجرائم العدوانية التي تقترفها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب العربي الفلسطيني مشددا على مشروعية استمرار المقاومة في ظل بقاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية . وقال ..." انه بات واضحا أن الاحتلال لابد أن يولد مقاومة وأن وقف المقاومة دون انهاء الاحتلال هو ضد طبائع الامور ومنطقها مشددا على ضرورة بذل الجهود من أجل حماية المواطنين الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال تطبيقا لاتفاقية " جنيف الرابعة " الخاصة بحماية المدنيين في وقت الحرب .

وأشار الامين العام لجامعة الدول العربية الى المبادرة العربية
التي أطلقتها قمة " بيروت العربية " لايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي تشكل الاطار العادل الذي يقبله العرب للتوصل الى حل وسلام عادل ومتوازن.

ووصف موسى وعد الرئيس الاميركي جورج بوش حول الدولة الفلسطينية بأنه يفتقر الى الخطط العملية لتحقيق هذا الوعد .

وشدد الامين العام لجامعة الدول العربية على ضرورة بذل الجهود وتوحيد الصفوف والمواقف العربية من أجل مواجهة التحديات العديدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تتعرض لها الامة العربية .

واشار عمرو موسى في ختام كلمته الى ان القمة قد تلقت رسالتين الاولى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والثانية من الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان. اكد الرئيس السورى بشار الاسد ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد ازاء الاخطار والتحديات التي تهدد الامن القومي العربي منبها الى اهمية الشعور بالخطر المحدق بالعراق .

واشار في كلمته أمام القمة العربية الى أن الخطط التي تحاك بالامة العربية حاليا تشبه ما تم في خطط واتفاقات سايكس بيكو في اوائل القرن العشرين التي جزأت العالم العربي.

وقال ان الخلاف على ضرب العراق او عدم ضربه هو مسالة في منتهى الخطورة موءكدا ضرورة الالتزام باتخاذ موقف واحد قوي رافض للحرب الامريكية على العراق ...حيث أن ضربه سيهدد جامعة الدول العربية ويفرغها من محتواها.

واتهم الولايات المتحدة بانها تريد من وراء افتعال الازمة في العراق السيطرة على موارده وخيراته ومقدراته والامة العربية وتدمير العقل العربي وضرب بنيته.

وفند الرئيس السوري مزاعم واشنطن بأن العراق خطر على جيرانه العرب وتساءل هل واشنطن تحرص وتخاف على العرب انها اذا كانت تخشى على الامة العربية وامنها فيجب عليها ان توقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية .

وأكد رفضه لاي دعوى بالقضاء على النظام العراقي واعتبرها لاتتفق مع القانون الدولي وتدخلا سافرا في شئون الدول.

ورحب الرئيس السوري بالتعاون الايجابي من جانب العراق...واستنكر في هذا الصدد ادعاءات واشنطن ولندن بعدم تعاون العراق مشيرا الى ان شعوب العالم تشهد بأن العراق تعاون ويتعاون مع الشرعية الدولية.

وحذر من خطورة تقسيم العراق الى دويلات...موءكدا ان واشنطن تسعى من خلال حربها المحتملة الى تحقيق هذا الهدف الذي يصب في مصلحة اسرائيل.

وأكد تأييده للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي وطالب بضرورة قطع كافة اشكال التعاون العربي مع اسرائيل وضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وضرورة انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة.

واقترح تشكيل وفد عربي ينقل القرارات والبيان الختامي للقمة العربية الى الدول الاعضاء دائمة العضوية بمجلس الامن.

التعليقات