بحر بشري في بيروت يهتف تأييدا وشكرا لسورية

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الثلاثاء، مظاهرة حاشدة نظمها حلفاء سورية في لبنان وعلى رأسهم حزب الله ضد ما تتعرض له سوريا من ضغط دولي لسحب قواتها من لبنان، وضد من وقفوا وراء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، الذي يدعو سورية إلى سحب قواتها من لبنان.

وهتف بحر من الجماهير يقدر عدده بحوالي مليون ونصف المليون متظاهر بشعارات التأييد والشكر لسورية على دعمها بالاساس للمقاومة اللبنانية من اجل تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي البغيض وعملها على رص صفوف الوحدة اللبنانية بين كافة مركبات اللبنانيين.

ورفعت لافتات رافضة للقرار 1559 وللضغوطات الأمريكية والفرنسية على سورية، كما رفعت لافتات تؤيد المقاومة جنبا إلى جنب مع صور الرئيسين السوري بشار الأسد وللبناني اميل لحود.

وجرت المظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة لمنع أي صدام مع أنصار للمعارضة.

وكان السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، قد دعا إلى أن تكون المسيرة سلمية.

ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية فقط، ما جعل المشهد مشابها إلى حد بعيد لمشهد التظاهرات المعارضة للوجود السوري.

وتعالت أناشيد حزب الله والشعارات المناهضة لتدخل اسرائيل وامريكا وفرنسا في شؤون لبنان الداخلية على مكبرات الصوت والتأكيد على عروبة ووحدة لبنان.

وجاءت المظاهرة بعد أسابيع من احتجاجات مناهضة لسورية نظمتها المعارضة اللبنانية عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وقد اختار حزب الله أن يحشد مؤيديه في ساحة رياض الصلح على مسافة مئات الأمتار من ساحة الشهداء، التي تنظم فيها المعارضة اعتصامات وتظاهرات يومية منذ الاغتيال في الرابع عشر من الشهر الماضي.
وكان المتحدث المركزي في المظاهرة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي القى خطابا وجه من خلاله انتقادات حادة الى المعارضة اللبنانية خصوصا الكلمات التي وصفها بـ"البذيئة" التي وجههوها الى سورية واعتذر نيابة عنهم امام سورية، لكنه في الوقت نفسه تعالى عن الخلافات الحزبية بين اللبنانية وطالب المعارضة باجراء حوار وطني بين جميع مركبات اللبنانيين.

كذلك وجه نصر الله رسائل من خلال خطابه الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ودعاه الى اعادة النظر في موقفه من القرار 1559 مؤكدا ان اغلبية اللبنانيين يرفضونه.

وقال للادارة الامريكية الا تحلم بتقسيم لبنان واكد في كلمة موجهة لاسرائيل انها لن تتمكن من تحقيق اطماعها في لبنان.ايها الإخوة والأخوات:

اتوجه اليكم انتم الذين اتيتم وتحملتم المشاق بالشكر الجزيل لأنكم لبيتم دعوة اخوانكم، من أجل أن تعبروا عن موقفكم وارائكم وموقعكم في هذا البلد وهذه الأمة.

كنتم في ساحات التضحية والفداء، بينكم عوائل الشهداء والجرحى والأسرى المحررون وعائلات الأسرى وشهداء الجيش اللبناني من أجل كرامة لبنان وعزة لبنان وسيادة لبنان واستقلال لبنان وديمقراطية لبنان...

انتم اليوم تقررون مصير وطنكم وبلدكم، اصبحتم فوق كل تشكيك، لن يجدي نفعاً كل ما سيقال، ونسأل اللذين يمكثون في الخارج:
هل كل هذه المئات من الآلاف هي دمى؟!
هل كل هذا الحشد هم عملاء للمخابرات السورية اللبنانية؟!

من المعيب أن يتحدث أحد عن شعبه بلغة الإتهام والتقزيم والإهانة.
أدعو الجميع الى تجاوز أي لغة او اصطلاح أو تعبير فيه إهانة لأحد في هذا البلد.

أقول لسورية قيادة وشعباً، نحن الشعب اللبناني أهل الأخلاق وأهل الوفاء وأهل الأدب نعتذر عن كل كلمة بذيئة...

ايها الإخوة والأخوات:

اجتمعنا اليوم للأهداف التي اعلنا عنها في المؤتمر الصحفي، وفي مقدمتها توجيه الشكر لسورية، سورية حافظ الاسد، سورية بشار الأسد، سورية الجيش العربي المقاوم.

نحتشد اليوم لنذكر العالم وشركاءنا في الوطن في ساحة الشهداء التي دمرتها اسرائيل وعمرتها سورية بضباطها وشهدائها...
بيروت دمرها شارون وحماها حافظ الأسد.
ونحن شعب لا ينكر الجميل، وإذا كان بعض أنكر جميلاً فهو على خلاف أخلاق اللبنانيين. ونقول لسورية أنت لست موجودة على شكل وجود عسكري وإنما موجودة في الأرواح والقلوب والعقول في الحاضر والماضي والمستقبل.
لا أحد يستطيع أن يخرج سوريا من قلب لبنان وعقل لبنان ومستقبل لبنان.

نحن نؤيد كل النتائج الصادرة عن المجلس الأعلى السوري اللبناني، ونؤكد أن أي تنظيم للإنسحاب يجب أن يكون محكوماً لاتفاق الطائف. ونحن نقول أننا نرفض القرار 1559.

من يقبل من المعارضة على أن الإنسحاب على أساس الطائف فنحن متفقون معه، ومن يريد الإنسحاب بموجب 1559 فهو انقلاب على اتفاق الطائف، انقلاب على الأسس التي قام عليها لبنان بعد الحرب الأهلية المدمرة.

نحن المحتشدون هنا نجدد إدانتنا للجريمة النكراء التي أدت الى استشهاد الرئيس رفيق حريري. وكلنا نريد كشف الحقيقة، لأن الحقيقة اذا كشفت تدفع الفتنة.
وندعو الى اخراج قضية اغتيال الحريري من التجاذب السياسي، لأنها قضية وطنية فلنخرج عائلة الحريري وقضيته ودماءه من ساحة التجاذب.

في ما نواجه من مأزق ومحنة سياسية، المخرج الوحيد هو أن تتم الإستشارات النيابية غداً، ويتم تسمية وتكليف إحدى الشخصيات لتشكيل الحكومة الجديدة، حكومة اتحاد وطني وحكومة وفاق وطني.

وإذا كانت المعارضة ترفض ذلك، فنقول: لا معنى لحكومة حيادية. البلد بحاجة الى حكومة مسؤولة تلاحق قضية اغتيال الحريري.

أدعو الجميع الى التعقل وإعادة النظر في التكتيك والإستراتيجية، وستدعم سوريا كل ما نتفق ونجمع عليه، وهي كانت ولا تزال لا تريد الا الخير للبنان.

نحن هنا لرفض 1959 لنحمي المقاومة وسلاح المقاومة ولنرفض التوطين. ليس من منطلق العنصرية، فالفلسطينيون أحباؤنا وحبات عيوننا ولكن من أجل أن يعودوا الى بيوتهم وحقولهم، فالتوطين خدمة لاسرائيل.

لا بد أن أوجه كلمة سريعة....

كلمة الى شركائنا في الوطن... تعالوا الى الحوار..

وكلمة الى الداخل والخارج.. لبنان حالة فريدة، لبنان ليس الصومال وليس أوكرانيا وليس جورجيا... لبنان هو لبنان الحالة الفريدة في هذا العالم
لبنان البلد الذي لا يمكن أن يبنى الا بتعاون اهله وتوافقهم وتلاقيهم
لا يمكن لأحد أن يفرض خياره على أحد لا بالكلمة ولا بالسلاح..


كلمة الى فرنسا، الى السيد الرئيس جاك شيراك..
.......
أدعو فرنسا وجاك شيراك الى إعادة النظر في موقفه

الكلمة التالية لأمريكا:
(الجماهير تهتف ضد أمريكا)

أقول للرئيس بوش وللسيدة كونداليزا رايس وللقائد الميداني ساترفيلد: أنتم مشتبهون في حساباتكم عن لبنان، ومخطئون في حساباتكم عن لبنان، لبنان عصي على التقسيم ....
لبنان لم يغير اسمه ولا تاريخه ولا ثوبه ولبنان لم ينزع جلده ولن يرمي بقلبه الى كلاب جنودكم..
ولبنان سيبقى لبنان العروبة ولبنان المقاومة ولبنان كل الأمة ...

أسألكم أنتم اللبنانيون: هل تخافون من أساطيل الولايات المتحدة الأمريكية؟ (هتافات استنكار)

لقد جاءت هذه الأساطيل في الماضي وهزمت.. وإذا جاءت ستهزم من جديد

أقول للأمريكيين: لا تتدخلوا في شؤوننا الداخلية، نحن أحرص على وطننا وعلى وحدتنا الوطنية وعلى عيشنا المشترك..

أبعدوا أصابعكم، أصابع الفتنة عن لبنان

كلمة لاسرائيل: (هتافات وأصوات استنكار)

الى شارون وموفاز وشالوم..
اقطعوا آمالكم وأطفئوا أحلامكم عن لبنان...
لا مكان لكم في لبنان، في العام 1982 كنتم في أعلى القمة وكنا خارجين من الدمار، وصمدنا وقاتلنا وقاومنا وقدمنا الشهداء وهزمناكم...

أما اليوم فنحن كلبنانيين بوحدتنا وبإرادتنا وجيشنا ومقاومتنا أقوى من أي زمن مضى. وأنتم الإسرائيليون يهزمكم إخواننا الفلسطينيون بقبضاتهم العارية..
إن ما عجزتم عن الحصول عليه بالحرب لن تحصلوا عليه بالسياسة.



الكلمة الأخيرة لكم ومعكم أنتم وكل الذين يؤيدونكم

اجتمعنا هنا من كل الفئات والطوائف والأحزاب لنؤكد موقفنا .. نرفض التقسيم ونرفض موت لبنان.. وعاش لبنان الواحد (هتافات الجماهير).

سوريا التي يجمعنا معها مشيئة الله وحقائق الكون والتاريخ والجغرافيا والقربى والمصير الواحد، نجدد لها شكرنا وتمسكنا بها.

سوف تبقى سوريا عرين الأسود كما كانت..

لسوريا نقول: عاشت سوريا الأسد ...

وسيبقى عرين الأسد في دمشق عريناً لكل الأسود في لبنان...

وأما للعدو المتربص على حدودنا والذي يسجن أبطالنا مثل سمير قنطار وسكاف والسجناء السوريين والأردنيين والفلسطينيين نقول: "لا مكان لكم عندنا ولا مكان لكم بيننا.. الموت لاسرائيل (هتافات).

ننتهي هنا .. لن نقيم تجمعاً ثابتاً نشغل به العالم كل يوم ونأتي اليه بمجموعة ثابتة شبه متحركة من الأشخاص. نحن تحركنا لا ينتهي هنا بل يبدأ من هنا، في كل يومين أو ثلاثة أيام سيكون تجمع شعبي في واحدة من المدن اللبنانية، يوم الجمعة المقبل الموعد في مدينة العطاء طرابلس، ويوم الأحد الموعد في مدينة الشهداء النبطية.

والمواعيد المقبلة سيتم الإعلان عنها من قبل اللجنة المكلفة من اجتماع الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية.

عشتم وعاشت المقاومة
عاش لبنان..وعاشت سورية

والسلام عليكم