نصر الله:" إذا قصفتم بيروت سنقصف عاصمة كيانكم.. سنقصف تل أبيب"

نصر الله: نجح أولمرت أن يكون مثل شارون في المجازر والقتل اليومي للنساء والأطفال.. أما في مجال القيادة السياسية والفهم العسكري فقد أثبت أنه أفشل وأعجز وأحمق رئيس حكومة.."

 نصر الله:
في كلمته،مساء أمس، الخميس، التي تناول فيها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله التطورات الميدانية والسياسية، أكد على أن مقاتلي حزب الله سيقصفون مدينة تل أبيب في حال أقدمت إسرائيل على قصف بيروت، كما أكد على استحالة هزيمة المقاومة اللبنانية، مشيراً إلى الهجمات الصاروخية العنيفة التي فندت الإدعاءات الإسرائيلية بشأن تدمير البنية العسكرية التحتية لحزب الله. وأشار إلى أن المقاومة اللبنانية هي رد فعل وليس فعلاً، ومن هنا فهي على استعداد لوقف قصف البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في حال أوقفت إسرائيل قصف القرى والمدن اللبنانية والأهداف المدنية؟

ودعا إلى اقتصار الحرب على "عسكر بعسكر". كما حمل الإدارة الأمريكية كل المسؤولية عن الدمار والقتل والتهجير الذي تتعرض له لبنان، من جهة كونها الطرف الذي يعيق وقف العدوان ويفرض الشروط، ولكون السلاح المستخدم هو سلاح أمريكي والادوات إسرائيلية. كما توجه إلى الوفود التي بدأت تهتم بزيارة لبنان وعرض تقديم المساعدة، بأن تقديم المساعدة يكون عن طريق العمل على وقف العدوان.

وأشار في كلمته أيضاً إلى الشرق الأوسط الأمريكي الجديد، الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله إلى تفتيت الدول الكبيرة فيه إلى دويلات صغيرة على أسس طائفية وعرقية، الأمر الذي يجب أن يقلق حتى الأنظمة العربية المتمسكة بكراسيها في السلطة إذ "ليس من المعلوم أن تبقى أوطان لهذه الأنظمة"!!

وبدأ حديثه عن المواجهات البرية التي يخوضها رجال المقاومة اللبنانية أمام مجموعة من الألوية في الجيش الإسرائيلي التي يرافقها تغطية عنيفة من سلاح الجو.

وقال نصر الله إن المواجهات البرية بدأت منذ اليوم الأول للعدوان، إلا أنها أصبحت الآن أوسع وأشمل وأشد وأعنف، مشيراً إلى المواجهات العنيفة في الأيام الأولى في مثلث مارون الرأس وعيترون وبنت جبيل، حيث يقف المقاومون في مواجهة عشرات الآلاف من الجنود والمئات من الدبابات، ولا يزال القتال يقف عند الخطوط الأمامية.

وقال نصر الله إن الإسرائيليين فوجئوا بهذه المواجهات، والآن يتأكدون من استنتاجاتهم الأولى بعد معركة بنت جبيل. وأكد على أمرين أساسين على المستوى الميداني. الأول وهو ما يرتبط بالعنصر البشري، حيث يحاصر الإسرائيليون بلدة أو قرية ويتركون مخرجاً منها، إلا أن" المقاتلين يحاربون في كل المواجهات حتى أخر نفس وحتى آخر طلقة. وفوجئ الإسرائيليون بالعنصر البشري للمقاومة، التي أثبتت لهم أنهم يقاتلون رجالاً لديهم الشجاعة والإستعداد للتضحية بأقدام لا ترتجف.. لدرجة أن الخبراء العسكريين يقولون إنه أشبه بمعجزة.. ألوية تهاجم مجموعات المقاومين، ومع ذلك يبقون ويقاتلون ويصمدون، بل ويبادرون ويهاجمون ويلحقون الخسائر بالعدو".

أما الأمر الثاني فهو القدرة التي توفرت للمقاومة من جهة الكمية والنوعية بمعنى "القدرة على تدمير دبابات العدو وآلياته العسكرية المتطورة.. فكل التكتيك العسكري الإسرائيلي يعتمد على التوغل بالدبابات والآليات، وتصبح حركتهم بطيئة جداً.. وعندما يتقدمون يبحثون عن أماكن لا توجد فيها مقاومة، فتلاحقهم وتطردهم..". كما أكد نصر الله أن " أعداد الدبابات والآليات التي دمرت هي أعداد كبيرة بفعل العنصر البشري والإمكانية العسكرية.

وقال:" هذان العنصران شكلا مفاجأة كبيرة للعدو.. ولذلك فهو في المواجهات البرية كما في المواجهات الصاروخية يعتمد سياسة الأكاذيب الواضحة والمكشوفة. وعلى سبيل المثال فقد أعلن عن سيطرته على مارون الرأس منذ اليوم الأول، مع العلم أن القتال دام عدة أيام، وكذلك في بنت جبيل".

وأكد نصر الله ثانية أن طريقة قتال حزب الله تختلف عن قتال جيش نظامي، فهو لا يتمسك بالجغرافيا، وقال:" ليس بناؤنا أن يقتل شبابنا دفاعاً عن تلة معينة أو بلدة معينة، فنحن لسنا جيشاً نظامياً وإنما نقاتل بطريقة حرب العصابات.. نتيح لهم التقدم إلى مداخل القرى للالتحام بهم وجهاً لوجه وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر.. وهذا ما يتحقق..".

كما أكد على أن مقاتلي حزب الله تمكنوا فعلاً من قصف السفينة الحربية الإسرائيلية "ساعار 4"، لافتاً إلى أن إسرائيل تعمدت إخفاء هذه الحقيقة، مثلما حصل مع البارجة الحربية "ساعار 5" التي ما لبثت أن اعترفت بها بعض عرض شريط مصور يظهر عملية القصف، إلا أن الضباب وبعد سفينة "ساعار 4" عن الشاطئ، حالا دون تصوير عملية القصف.

كما أشار إلى قيام مقاتلي حزب الله بإطلاق أكثر من 300 صاروخ يوم أمس، وصلت إلى بيسان والعفولة في العمق. مبيناً أن المقاومة التزمت بوقف القصف الصاروخي لمدة 48 ساعة، في أعقاب مجزرة قانا، التزمت فيها إسرائيل أيضاً بوقف القصف بشكل جزئي.

وقال نصر الله:" خلال هذين اليومين، تجلت حماقة العدو وغطرسته وجهله.. فقد أعلن أولمرت أن إسرائيل انتصرت، وقال أنه أمكن بالفعل تدمير البنية التحتية العسكرية، استناداً إلى وقف المقاومة للقصف الصاروخي، وكرر أقواله شمعون بيرس (الخرٍف)..".

وبحسبه فقد أثبتت قيادة المقاومة أنها تملك زمام القيادة وتتحكم في العمليات القتالية، وأن هناك تشكيلات في القاعدة تتلقى أوامر القيادة وتلتزم بالأوامر. كما أكد أن إطلاق أكثر من 300 صاروخ كان متعمداً يوم أمس، وكان متعمداً قصف بيسان والعفولة، وذلك من أجل إثبات أن المقاومة قادرة على القصف بالعدد والوقت والعمق المطلوب..

وقال:" هذه الفضيحة الإسرائيلية في إحدى جوانب المواجهة، دفعت رئيس أركان الجيش إلى القول بأنه يدرس ضرب العمق اللبناني.. يقصد بيروت.. وهنا أعلق أن العمق اللبناني باستثناء بيروت يقصف كل يوم.. وهل هناك مكان لم يقصف.. وفيما يتعلق ببيروت نقول إن شعب لبنان واحد وكرامته واحدة وأمنه واحد والمناطق لا تتمايز.. هو يهدد بقصف بيروت كعاصمة.. وهنا لن أستعمل عبارات مثل ما بعد بعد حيفا.. وطالما هو يدرس قصف بيروت.. فليسمع: إذا قصفتم بيروت سنقصف عاصمة كيانكم.. سنقصف تل أبيب..".

وتابع:" وفي موضوع القصف الصاروخي للمستعمرات نقول إن هذا رد فعل وليس فعلاً.. وفي أي وقت تقررون فيه وقف حملاتكم على قرانا ومدننا، لن نقصف مستعمراتكم.. ونفضل أن يكون القتال "عسكر بعسكر"!!

" بعد المهلة التي منحتهم إياها رايس، أنجز العدو إنجازين عظيمين نعترف بهما؛ الأول مجزرة قانا وقتل النساء والأطفال.. هذه هي أخلاقية الجيش الإسرائيلي وقيمه. أما الإنجاز الثاني المهم والعظيم فهو الكوماندوز الليلي في بعلبك.. في الحقيقة قاموا بإنزالين، الإنزال الأول استهدف مستشفى "دار الحكمة" والثاني كان في أطراف بعلبك. الإنزال الأول- الإنجاز العظيم- استهدف مستشفى في أطراف بعلبك وليس موقعاً عسكرياً.. يقولون إنهم دخلوا للحصول على معلومات هناك.. ما حصل هو إخفاق عسكري ومعلوماتي.. وبدأت المواجهات في ساحة المستشفى بمبادرة مقاومين كانوا هناك.. كان المستشفى خال سوى بضعة أشخاص.. حتى مدير المستشفى لم يكن موجوداً، ولم يكن هناك جرحى.. يعجزون عن مواجهة المقاومة في ساحة القتال، فيدخلون إلى المستشفى للبحث عن جرحى.. أما الإنزال الثاني فكان في أحد أحياء بعلبك، حيث قام سلاح الطيران بتدمير عدد من المنازل قبل الإنزال، ثم دخلوا منزلاً لمدنيين وقاموا بخطف عدد من الرجال، والقضية هنا مسألة خطأ في الاسم، وهذه مسألة معروفة ومتكررة في لبنان (تشابه الأسماء).. عملية عظيمة وكوماندوز يستهدف رجلاً كبيراً وعزيزاً وصاحب عائلة، وكل ذنبه أن اسمه حسن نصر الله.. هذه هي استخبارات العدو وموساده وجيشه.. ونحن نقول إن هؤلاء ليسوا أسرى بل رهائن، ولا نتعامل معهم كأسرى حرب، وعلى العالم أن يدين ذلك ويطالب بإطلاق سراحهم".

ويتابع نصر الله:" هذه الإنجازات تمت خلال المهلة الأمريكية البوشية الرايسية.. ويقف حالوتس ليقول إن هذه العملية تثبت أن إسرائيل قادرة على أن تصل إلى أي مكان.. نقول: صورتكم واضحة من خلال المواجهات البرية..".

كما وجه نصر الله كلمة إلى الإسرائيليين بالقول:" أنتم ضحية عقدة نفسية عند رئيس حكومتكم أولمرت، فهو يريد أن يثبت أنه مثل شارون ورابين والقادة التاريخيين. ونجح أن يكون مثلهما في المجازر والقتل اليومي للنساء والأطفال.. أما في مجال القيادة السياسية والفهم العسكري فقد أثبت أنه أفشل وأعجز وأحمق رئيس تسلم حكومتكم.."

" فليسأل كل إسرائيلي نفسه: أداء قيادته السياسية والعسكرية.. هل أدى إلى إطلاق سراح الجنديين؟ كان بالإمكان ذلك عن طريق التفاوض مثلما فعل شارون في السابق. وعندما قيل إن الهدف هو تعزيز قدرة الردع للجيش، فهل تعززت؟ وهل تحسنت صورة هذا الجيش؟.. لقد أثبتت الحرب أن هذا الجيش هو آلة عسكرية ضخمة حمقاء عاجزة إلا عن تدمير البيوت وقتل الأطفال والنساء والشيوخ.. ونسأل أولمرت عن الأهداف العالية التي وضعها لحربه الفاشلة.."

" أؤكد لكم أنه لا يمكن القضاء على حزب الله والمقاومة في فلسطين، لأنها ليست جيشاً، وليست دولة نظامية.. بل لأنها شعب يملك الإيمان والإرادة ورفض الذل والهوان.. يمكن قتل نساءه وأطفاله وتدمير مبانيه، ولكن لا يمكن هزمه وإنهاء الحرب معه.. فالحرب تتجدد مع كل جيل..".

وفي كلمته للشعب اللبناني أكد نصر الله أن ما يجري اليوم في لبنان من قتل وتدمير ووحشية، تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤوليته، فأولمرت وحكومته أدوات في هذه الحرب. وقال:" دماء أطفال ونساء قانا والأبرياء في لبنان يلطخ وجه بوش ورايس وتشيني ورامسفيلد، فالإدارة الأمريكية هي التي تحول دون وقف العدوان وتفرض الشروط. وهذا أمر واضح لكل لبناني وكل عربي وكل مسلم وكل مسيحي.. يجب ألا ننسى مسؤولية الإدارة الأمريكية عندما تضع الحرب أوزارها.. فلبنان لن يكون أمريكياً، ولن يكون إسرائيلياً، أو موقعاً في مواقع الشرق الأوسط الجديد الذي يريده بوش".

كما وجه في خطابه كلمة إلى من بدأوا يهتمون بلبنان مؤخراً، والوفود المتزايدة والإهتمام العربي، وقال:" يجب أن تفهموا جيداً أن هذه البيوت لم يدمرها زلزال، وإنما إسرائيل.. ومن هجر من النازحين ليس بسبب تسونامي أو إعصار، وإنما إسرائيل.. كل هذا المشهد الدموي المحزن نفذ من قبل إسرائيل بقرار أمريكي وسلاح أمريكي وصواريخ أمريكية.. لا نريد أن يتعاطى أحد مع لبنان كأنها مسألة إنسانية بائسة.. من يحب لبنان يبذل جهده لوقف العدوان والمهم أن تقولوا ذلك في الإجتماعات مع الإدارة الأمريكية.. كل العالم يعرف من يعيق وقف العدوان، بوش والإدارة الأمريكية.. فاذهبوا وارفعوا صوتكم هناك.. كونوا رجالاً ليوم واحد فقط هناك.. حافظوا على كراسيكم هناك.. في الشرق الأوسط الجديد لن تبقى لكم كراسي.. وليس معلوماً أن تبقى لكم أوطان.. ستقسم الدولة الكبيرة إلى دول صغيرة ضعيفة على أساس عرقي وطائفي.. وعندها لن يبقى العرش عرشاً.. أنا لا أناشد أحداً، وإنما أحرص عليكم وعلى بلدنا.. هكذا تكون المساعدة..".

" سلامي لأحبائي المقاومين المجاهدين، وعوائل الشهداء الأطهار.. العين والسراج وعنوان التضحية والعطاء.. وللجرحى والصامدين في أرضهم والنازحين من بينهم، والمحتضنين للنازحين والمقاومين، وكل من يقف معنا في العالم..".

واختتم كلمته بالتوجه إلى الإسرائيليين:" بوش لن ينقذكم من مأزقكم، فالإدارة الأمريكية في مأزق في العراق.. رهانكم على الأمريكيين رهان فاشل، ورهانكم على استمرار الحرب والعدوان رهان فاشل، ورهانكم على تراجع قوتنا وصمودنا رهان فاشل... فهذه الحرب لن تنتهي إلا بانتصار لبنان الشعب ولبنان الدولة"..

التعليقات