04/05/2024 - 21:00

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: "كنا قريبين جدا من السنوار أخطأناه بأيام قليلة"

هنغبي يجري مقابلة مع القناة 12 بهدف التأكيد على الرسائل التي أطلقها مكتب نتنياهو في وقت سابق، السبت، على لسان "مسؤول سياسي رفيع"، ويؤكد أن الاحتلال سيجتاح رفح وأن إسرائيل لن تلتزم بإنهاء حربها على غزة في إطار صفقة محتملة.

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي:

لافتة ضخمة تحمل صورة السنوار في شوارع تل أبيب (Getty Images)

ادعى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، اليوم السبت، إن إسرائيل كانت "قريبا جدا" من الوصول إلى رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية "أخطأته بأقل من بضعة أيام"، مشددا على أن الحرب لن تنتهي قبل اغتيال زعيم الحركة التي شنت هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأكد هنغبي، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أصدر أوامر للجيش الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بالقرب من الحدود مع مصر، رغم المعارضة الدولية الواسعة للهجوم على المنطقة التي تؤوي نحو 1.4 مليون نازح، مؤكدا أن واشنطن مطلعة على الخطط الإسرائيلية بهذا الشأن.

كما شدد هنغبي خلال المقابلة على أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب التي تشنها على قطاع غزة، ولن تقدم أي التزامات بهذا الشأن في إطار المفاوضات الجارية عبر وسطاء في محاولة للتوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية مؤقتة في قطاع غزة يتم بموجبها تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال هنغبي إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي زار إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، أجرى جولة في منطقة كرم أبو سالم حيث التقى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، للإطلاع على الجهود الإسرائيلية المزعومة لزيادة حجم المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة، وشاهد بنفسه الاستعدادات الميدانية للهجوم المقرر على رفح.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي وضع فرقتين عسكريتين بالقرب من رفح تمهيدا لعملية عسكرية مقررة على المدينة، وأضاف أن بلينكن شاهد عددًا لا ينتهي من الدبابات في "غلاف غزة" عند ذهابه إلى معبر كرم أبو سالم، مؤكدا أن الأوامر صدرت للجيش لاجتياح رفح وأن إسرائيل لن تكشف لأعدائها عن الموقع المحدد للهجوم.

في المقابل، أكد هنغبي أن إسرائيل مستعدة لإجراء مباحثات مع لبنان حوب المناطق الحدودية المتنازع عليها، مشددا على أن التركيز الإسرائيلي ينصب على "الجبهة الجنوبية" في إشارة إلى الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 211 يوما؛ وقال إن إسرائيل لن تسمح بعودة سكان المناطق الشمالية قبل ضمان أمنهم عبر إبعاد قوات حزب الله عن المنطقة الحدودية.

واعتبر هنغبي أن "السنوار في أزمة؛ ربما سيكون من الصعب عليه اتخاذ قرار قد يعني نهاية سلطة حماس. بمجرد أن يتخلى عن ورقة ضغط مهمة لبقائه الشخصي، وهي الرهائن المحتجزين في غزة، لن يكون الأمر سهلاً بالنسبة له، وهذا هو السبب وراء بطء التقدم في الأمور".

وتزامنت تصريحات هنغبي مع إحاطات لوسائل إعلام إسرائيلية ودولية من قبل مكتب نتنياهو قال فيها إن إسرائيل لن تتنازل عن اجتياح رفح، وكذلك لن تلتزم بإنهاء حربها على غزة، علما بأن حماس تشترط الحصول على ضمانات بشأن إنهاء الحرب للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، ما أثار موجهة انتقادات واسعة لنتنياهو واتهامه بمحاولة إفشال المفاوضات.

يأتي ذلك، فيما نقل المراسل السياسي لموقعي "واللا" الإسرائيلي و"أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "هناك مؤشرات مبكرة على أن حماس ستوافق على تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة – إطلاق سراح الرهائن لأسباب إنسانية – دون التزام رسمي من إسرائيل بإنهاء الحرب".

من جهة أخرى، قال المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") نقلا عن مصادر مطلعة، إنّ العملية العسكرية المحتملة في رفح ستكون محدودة ولا تشبه عمليتي غزة أو خانيونس، وإنها ستكون على شكل مداهمات بسبب عدد المدنيين الكبير في رفح والضغوط الأميركية.

بدورها، اتهمت المعارضة الإسرائيلية، نتنياهو، بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى مع حماس بعد الإحاطة الصحافية التي نشرت على لسان "مسؤول سياسي رفيع" أكد إصرار تل أبيب على دخول رفح جنوبي قطاع غزة مع أو بدون صفقة. واعتبر أعضاء في الكنيست أن هذا التصريح صدر من نتنياهو "في محاولة لإفشال المفاوضات قبيل تسلم الوسطاء رد حماس، الذي يُتوقع أن يكون إيجابيا".

وقالت عضو الكنيست، كارين إلهرار ("ييش عتيد")، إن نتنياهو "يفعل كل شيء لمنع التوصل إلى اتفاق بما في ذلك تقديم إحاطة يوم السبت". وأضافت أن "الاعتبار الرئيسي لنتنياهو، عدم إغضاب (وزير الأمن القومي، إيتمار) بن غفير و(وزير المالية، بتسلئيل) سموتريتش، وإرضاء القاعدة الانتخابية.

بدورها، قالت رئيسة الكتلة البرلمانية لـ"ييش عتيد"، عضو الكنيست ميراف بن آري، "قرأت الإحاطات التي صدرت يوم السبت من مكتب رئيس الحكومة، قبل وقت قصير من تسليم حماس ردها". وأضافت "لا يسعني إلا أن أتساءل عن أي رجل فظيع يقود هذه الدولة (في إشارة إلى نتنياهو) لم يكن هناك ولن يكون مثل هذا الشخص".

وتابعت مخاطبة نتنياهو: "أعِدهم (المختطفين) إلى الوطن، وبعد ذلك واصل الحرب. رفح لن تذهب إلى أي مكان، (لكن) الرهائن في خطر كل يوم".

التعليقات