29/04/2025 - 17:40

حكومة نتنياهو تلغي قرار إقالة رئيس الشاباك بعد إعلانه الاستقالة

ألغت الحكومة الإسرائيلية قرار إقالة رئيس الشاباك، بار، عقب إعلانه الاستقالة منتصف حزيران المقبل، في محاولة لاحتواء المواجهة القضائية وتجنب حسم المحكمة العليا. رغم ذلك، يبقى الملف مفتوحًا على احتمالات حسم قضائي مبدئي بشأن مكانة واستقلالية الجهاز الأمني.

حكومة نتنياهو تلغي قرار إقالة رئيس الشاباك بعد إعلانه الاستقالة

رونين بار (Getty Images)

قررت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إلغاء قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، وذلك عبر تصويت جرى بالهاتف، عقب إعلان بار، مساء أمس، الإثنين، عن قراره إنهاء مهامه رسميًا في 15 حزيران/ يونيو المقبل.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويبدو أن قرار حكومة بنيامين نتنياهو جاء في محاولة لقطع الطريق أمام صدور قرار قضائي عن المحكمة العليا بشأن الالتماسات المقدمة ضد إقالة بار، في ظل تصاعد المواجهة غير المسبوقة بين رئيس الحكومة ورئيس الشاباك، والتي هددت بالانزلاق إلى أزمة دستورية.

وقدّم نتنياهو استئنافا أمام المحكمة العليا، لشطب الالتماسات، وإلغاء الأمر المؤقت الصادر في قضية تعليق إقالة بار، وذلك بعد أن قدّم بار استقالته رسميا.

وبعد إعلان رئيس الشاباك، أمس الإثنين، عن قراره التنحي من منصبه منتصف حزيران/ يونيو المقبل، أثيرت تساؤلات حول مصير الالتماسات المقدمة إلى المحكمة العليا بشأن ظروف إقالته.

وبينما تبدو الاستقالة وكأنها تطوي المسار القضائي المرتبط بالقضية، إلا أن المشهد القانوني لا يزال مفتوحًا على عدة احتمالات، بحسب ما ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، اليوم الثلاثاء، واعتبرت أن المحكمة العليا باتت تواجه ثلاث خيارات مركزية.

ويتمثل الخيار الأول بالإعلان أن الالتماسات فقدت موضوعها وبالتالي إغلاق الملف؛ أو النظر في تفاصيله والبت في الطعون والمخالفات التي أثيرت خلال جلسات المحكمة، وهو الخيار الذي يدفع باتجاهه رئيس الشاباك نفسه، الذي أوضح أن يتوقع أن تحسم المحكمة في الملف.

والخيار الثالث هو إصدار قرار يتضمن موقفًا مبدئيًا يتعلق بـ"أهمية الإجراءات السليمة ومكانة رئيس الشاباك"، دون الغوص في الوقائع المحددة في القضية، والتوصية بالتوصل إلى تسوية بين حكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الشاباك حول حل وسط بشأن موعد تنحي الأخير.

واعتبرت القناة أن الاحتمال الثالث هو الأرجح حتى صباح اليوم: أن تصدر المحكمة العليا قرارًا لا يخوض في التفاصيل والوقائع الدقيقة، لكنه يتضمن موقفًا مبدئيًا، لا سيما في ما يتعلق بأهمية اتباع الإجراءات القانونية السليمة والتركيز على مكانة رئيس الشاباك واستقلالية الجهاز.

ورأت القناة أن أهمية هذا الملف مضاعفة، ليس فقط لكونه يتعلّق بإقالة رئيس حالي للشاباك، بل أيضًا لما يحمله من دلالات على طريقة تعيين رؤساء الجهاز مستقبلاً، وعلى كيفية تعريف مفهومي "الثقة" و"الولاء" في المناصب الحساسة، وهو المفهوم الذي يقف في صلب خلفية إقالة بار، والمساعي الموازية لإقالة المستشارة القضائية للحكومة.

وبحسب "كان 11"، فإن استقالة بار قد تسهم على نحو مفارق للتوقعات في دفع المحكمة لاتخاذ موقف، إثر تقليل مخاطر حدوث أزمة دستورية في حال أصدرت قرارًا لا تلتزم به الحكومة؛ رغم أن استقالته "بدت وكأنها انتصار للجهة التي تعارض إصدار حكم قضائي بهذا الشأن".

واعتبرت القناة أنه "باستقالته، لم يعد بار هو محور القضية. وبمجرد أن يغادر منصبه، تتراجع احتمالات أن ترفض الحكومة تنفيذ قرار محتمل من المحكمة العليا ما يمنح القضاة هامشًا أوسع لإصدار قرار مبدئي ومهم"، معتبرة أن القضية "تتجاوز أبعادها القانونية"، وأن "النقاش حولها لن ينتهي انتهاء مداولات المحكمة العليا".

ويوم الأحد الماضي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، بتصريح مشفوع بالقسم قدّمه للمحكمة العُليا، إن بار يمثّل "أكبر فشل استخباراتيّ بتاريخ إسرائيل"، وادعاءاته كاذبة في ما يتعلق بفشل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

التعليقات