أن تكون طبيبًا فلسطينيًا في إسرائيل في زمن الإبادة

استمع أيضاً على

في هذا اللقاء من بودكاست "مدى الكرمل" - المركز العربي للدراسات التطبيقيّة والاجتماعيّة، نناقش الدراسة الصادرة عن المركز بعنوان "أصوات مكتومة وفضاءات معسكرة: الأطبّاء الفلسطينيّون في المستشفيات الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر"، مع ضيفتنا غادة مجادلة، معدّة الدراسة والباحثة في مجال التقاطع بين الصحّة والسياسة.

يتمحور هذا اللقاء حول دور جهاز الرعاية الصحيّة الإسرائيلي في حرب الإبادة، باعتباره جزءًا لا يتجزّأ من بُنى النظام الإسرائيلي. ويبرز هذا الدور بأكثر من مستوى وفقًا للدراسة: أوّلًا في دعم المجهود الحربي، وثانيًا في قمع الأطباء الفلسطينيّين العاملين في المستشفيات الإسرائيليّة، وثالثًا في التأثير على الرأي العامّ العالمي في أعقاب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ليتواءم بالتالي نظام الرعاية الصحيّة الإسرائيلي مع أهداف الدولة العسكريّة والسياسيّة.

ونتطرّق إلى نتائج الدراسة التي تفضي لأربع تجارب يعايشها الأطبّاء الفلسطينيّون منذ بداية حرب الإبادة على غزّة تتلخّص في العناوين التالية: "الإسكات والترهيب"، "العنصريّة البنيويّة"، "العسكرة" و"نزع الإنسانيّة"، حيث يتكشّف من خلالها دور جهاز الرعاية الصحيّة الإسرائيلي في محو الهويّة الفلسطينيّة والفاعليّة السياسيّة الفلسطينيّة في قلب نظام الرعاية الصحيّة، وذلك على الرغم من كون الفلسطينيّين يشكّلون نحو ربع القوى البشريّة لهذا النظام، حيث يبقى هؤلاء مهمّشين من ناحية فعليّة، فيما يقوم تواجدهم في النظام الصحّي الإسرائيلي مقام القناع الذي يخفي ديناميكيّات القوّة الفاعلة الأوسع.

ختامًا، نحاول أن نسلّط الضوء على التمثيل المستقلّ لمقدّمي الرعاية الصحيّة من الفلسطينيّين، والذي من دونه ستستمرّ المنظومة في قمعهم وإدامة تهميشهم بمختلف المستويات، ليس فقط في زمن الإبادة او التوتّرات السياسيّة كما تظهر الدراسة، ولكن فيها على وجه الخصوص.