الهذلول: "أختي في سجن سعودي، هل سيظلّ بومبيو صامتًا؟"

كشفت شقيقة الحقوقيّة والناشطة النّسويّة السعودية لجين الهذلول، علياء الهذلول، تفاصيل جديدةً حول تعرّض شقيقتها المعتقلة في السجون السعودية منذ أيّار/ مايو الماضي، للتعذيب والتّحرّش الجنسيّ والتّهديد بالاغتصاب من قبل سعود القحطاني، اليد اليمنى لوليّ العهد محمد بن سلمان.

الهذلول:

لجين الهذلول (تويتر)

كشفت شقيقة الحقوقيّة والناشطة النّسويّة السعودية لجين الهذلول، علياء الهذلول، تفاصيل جديدةً حول تعرّض شقيقتها المعتقلة في السجون السعودية منذ أيّار/ مايو الماضي، للتعذيب والتّحرّش الجنسيّ والتّهديد بالاغتصاب من قبل سعود القحطاني، اليد اليمنى لوليّ العهد محمد بن سلمان.

ونشرت الهذلول مقالًا في صحيفة "نيوزيورك تايمز" بالتّزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى السعودية، وعنْونَته بعنوان " أختي في سجن سعودي. هل سيظل مايك بومبيو صامتًا؟"، قائلةً فيه إنّ "من المتوقع أن يناقش بومبيو أوضاع اليمن وإيران وسورية، واستكمال التحقيق في مقتل الصحافي جمال خاشقجي، لكن أدهشني حقًّا عدم إدراج قضية الناشطات السعوديات المحتجزات في سجون المملكة بحثًا عن حقوقهن وكرامتهن، ضمن جدول أعماله، لأن واحدة من النساء المحتجزات، لجين الهذلول، هي أختي، عملت بلا كلل لرفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية".

وبيّنت الهذلول: "أنا أعيش في بروكسل، وفي 15 أيار/ مايو الماضي، تلقيت رسالة من عائلتي تقول إنه تم اعتقال لجين من منزل والدي في الرياض، صدمت من هذا الخبر، لم تتمكن العائلة من معرفة سبب اعتقالها ومكان احتجازها في حينه. وفي الـ19 من الشهر نفسه، اتهمتها وسائل الإعلام السعودية وخمسَ نساء معتقلات بـ"الخيانة"، ونقلت صحيفة مقربة من الحكومة السعودية عن مصادر قولها، إنّ المعتقلات سيحكم عليهن بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا أو حتى عقوبة الإعدام".

وأوضحت أنّه "ألقي القبض على لجين لأول مرة في كانون الأول/ ديسمبر 2014 بعدما حاولت القيادة من الإمارات إلى السعودية، وتم إطلاق سراحها بعد أكثر من 70 يومًا في السجن ووضعها تحت حظر السفر لعدة أشهر".

وذكرت شقيقة المعتقلة في مقالها أنّ "لجين توجّهت لدراسة الماجستير في البحث الاجتماعي التطبيقي بجامعة السوربون في أبوظبي، لكن في آذار/ مارس تم اقتيادها من رجال الأمن أثناء قيادتها، وترحيلها على متن طائرة ونقلها إلى أحد السجون في الرياض. وأفرج عنها بعد أيام قليلة لكنها مُنعت من السفر خارج المملكة وتم تحذيرها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ثم جاء اعتقالها في أيار/ مايو 2018"، وتابعت: "كنت آمل أن يتم إطلاق سراحها في 24 حزيران/ يونيو، الذي تزامن وموعد رفع الحظر المفروض على قيادة النساء في السعودية لكن ذلك لم يتم". 

وقالت علياء إنّها اعتقدت أنّ سكوتها سيحمي لجين، الأمر الذي جعلها تلتزم الصّمت إزاء القضية، وتضيف: "لكن صدمتي كانت كبيرة حينما أصبحت تهمة "الخيانة" جاهزة وفي انتظار أي شخص انتقد أو أدلى بملاحظة على أي شيء متعلق بالسعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم تكن السعودية أبداً ديمقراطية، لكنها لم تكن دولة بوليسية أيضًا".

وحول ظروف سجن الهذلول، شرحت شقيقتها أنّه تمّ وضعها في السجن الانفراديّ لمدّة ثلاثة أشهر، امتدّت منذ اعتقالها في 15 أيار/ مايو حتّى منتصف آب/ أغسطس الماضي، أي حتّى نقلها إلى سجن ذهبان، وخال الفترة هذه كلّها لم يسمح لها إلا ببعض المكالمات القصيرة، كانت تقول فيها "لنا من شدة خوفها لا تقلقوا أنا في فندق"، لكنّ والد الكاتبة وشقيقتها المعتقلة لاحظ بعد زيارته الأولى إليها في السجن أنّها كانت ترتجف بشكل غير طبيعي، بالإضافة لعجزها عن الجلوس أو الوقوف بشكل طبيعي، مبيّنةً أنها قالت إنّ هذا سببه مكيّف الهواء بغية طمأنة والدها.

ولكن لدى زيارة الوالد مرّةً أخرى لابنته، في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر، وسؤاله لها حول صحّة التقارير التي نشرتها حينها المنظمات الحقوقية عن تعذيب الناشطات، "انفجرت (لجين) باكية وقالت إنها كانت تخضع للضرب العنيف والتحرش الجنسي طيلة فترة اعتقالها في العزل الانفرادي حين كانت الزيارات ممنوعة عنها"، وأخبرت والديها أنّها "تعرضت لجميع أصناف التعذيب من ضرب وإيهام بالغرق وصعق بالصدمات الكهربائية وتحرش جنسي، كما تم تهديدها بالاغتصاب والقتل"، بحسب مقال الهذلول.

وبيّنت علياء الهذلول أنّ شقيقتها أكدت أنّ سعود القحطاني كان "يستمتع ويتلذذ برؤيتها تتعذب على يد 6 من رجاله في كل ليلة من ليالي رمضان، وأنّه هددها مرارًا بذبحها بعد اغتصابها وإلقاء جثتها في مجاري الصرف الصحي"، مضيفةً في مقالها أنّ لجين سألت وفدًا من هيئة حقوق الإنسان السعودية، زارها بعد انتشار التقارير حول تعذيبها والمعتقلات الأخريات، عمّا إذا كانوا سيوفّرون لها الحماية منهم، ليحبطوها بإجابتهم: " لا نستطيع حمايتك أبدًا".

وكانت مجموعة تضمّ نوّابًا في البرلمان البريطاني ومحامين دوليّين، قد طلبت لقاء الناشطات المعتقلات في السعودية، بغية التحقيق في عدّة تقارير حقوقيّة حول تعرّضهن للتعذيب وحرمانهن من التمثيل القانوني والزيارات العائلية، كما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تحقيقًا أوردت فيه معلوماتٍ من مسؤولين حكوميين وشخصيّات أخرى مطّلعة على أوضاع الناشطات داخل مراكز الاحتجاز، حول مواجهة الناشطات المعتقلات لتعذيب قاسٍ بأساليب عديدة بينها الصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق.

وقدّم المسؤولون والشخصيات الذين أوردت "وول ستريت جورنال" إفاداتهم للجنةٍ حقوقيّةٍ سعودية تحقق في التعذيب الذي تواجهه النساء المعتقلات خلال حملات القمع التي قام بها ولي العهد، لترفع تقاريرها لاحقًا للملك سلمان بن عبد العزيز.

التعليقات