كيف يتعامل "حزب الله" مع العقوبات الأميركيّة على إيران؟

تجاوز تأثير العقوبات الأميركيّة على طهران، الأشدّ منذ سنوات، إيران، وطاول أبرز حلفائها في المنطقة، أي "حزب الله" اللبناني، بحسب ما نقل موقع "واشنطن بوست"، اليوم، الأحد، عن مصادر في الحزب.

كيف يتعامل

ناشطون في "حزب الله" (أ ب)

تجاوز تأثير العقوبات الأميركيّة على طهران، الأشدّ منذ سنوات، إيران، وطاول أبرز حلفائها في المنطقة، أي "حزب الله" اللبناني، بحسب ما نقل موقع "واشنطن بوست"، اليوم، الأحد، عن مصادر في الحزب.

وقال مسؤولون في "حزب الله" إنّ العقوبات الأميركيّة أجبرت الحزب على تقليص نفقاته بشكل هائل، بعد التقليص الكبير في مخصصّاته التي يحصل عليها من إيران.

وأثرت العقوبات على الجناح العسكري للحزب، إذ منح مقاتلو إجازات أو نقلوا إلى قوات الاحتياط، حيث يحصلون على رواتب أقلّ، وفي بعض الأحيان، بدون رواتب أبدًا، بحسب ما نقلت الصحيفة عن أحد موظّفي الحزب الإداريين.

ولفتت الصحيفة إلى أن "حزب الله" سحب عددًا من مقاتليه من سورية، حيث لعبوا دورًا بارزًا في القتال إلى جانب قوّات النظام السوري، ساهم في منع سقوطه.

كما طال تأثير العقوبات قناة "المنار"، أبرز المنابر الإعلاميّة للحزب، حيث ألغي بعض البرامج وسرّحت طواقم العاملين فيه، وفقًا لما نقلت الصحيفة عن أحد ناشطي "حزب الله".

كما أن البرامج الخيريّة التي كانت وفيرة لدى الحزب، وساهمت في توطيد دور الحزب في أوساط الطائفة الشيعية الفقيرة، يومًا ما، اختفت، مثل توفير الأدويّة المجانيّة وحتى البقالات لمقاتلي الحزب وذويهم.

نصر الله طالب في آذار بالماضي بالتبرع للحزب (أ ب)
نصر الله طالب في آذار بالماضي بالتبرع للحزب (أ ب)

وتدّعي الإدارة الأميركيّة أنها صادرت قرابة عشرة مليارات دولار من العوائد الإيرانيّة منذ تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي، غير أن المتضرّرين من هذه السياسة، وفق الصحيفة، هم الفقراء الإيرانيّون.

ورجّح محلّلون أن تأتي العقوبات الأميركيّة الأشد برد فعل معاكس لرغبات ترامب، فنقلت الصحيفة عن المحلّل السياسي المقرّب من "حزب الله"، كمال وازن، الذي قال إنّ "الإيرانيين معتادون على العقوبات. لكن تشديدها إلى هذه الحدّ قد يؤدي إلى ردّ فعل مختلف. لن يصمت الإيرانيّون حيال ذلك"، وأضاف "إنهم يجابهون حربًا أكثر قسوة من الحروب الفعليّة... موت بطيء يتهدّد البلاد، حكومةً وشعبًا".

ونقلت الصحيفة عن "مسؤول بارز" في "حزب الله"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إقراره أن الدعم الإيراني انخفض منذ تشديد العقوبات الأميركيّة، ما أجبر الحزب على تقليص مصروفاته، "ما من شكّ أن لهذه العقوبات تأثيرًا سلبيًا.. لكن هذه العقوبات على مركّب من مركّبات الحرب، وسنواجهها في هذا السياق".

ويواجه "حزب الله"، كذلك، عقوبات أميركيّة ضدّه، غير تلك المفروضة على إيران، فرضت على بنوك وأفراد على صلات به، منذ تصنيفه "منظمة إرهابيّة" في الولايات المتحدة أثناء تواجدها العسكريّ في لبنان، في ثمانينيّات القرن الماضي.

غير أن المسؤول في الحزب، قال إن تأثير العقوبات على إيران على الحزب أكبر من تأثير العقوبات المفروضة عليه، دون أن يكشف عن حجم التقليصات الميزانيّة التي تحوّلها.

وقدّر مسؤول أميركي في نيسان/ أبريل الماضي أن إيران تحوّل 70% من ميزانيّة "حزب الله"، وهو مبلغ يقدّر بـ700 مليون دولار سنويًا.

ويملك "حزب الله" مصادر أخرى للتمويل، وفق ما نقلته الصحيفة، ويسعى إلى تحويل التهديد إلى فرصة لضخّ عوائد مالية جديدة.

أمّا مقاتلو "حزب الله" الثابتون، فلا زالوا يحصلون على رواتبهم، لكن دون إضافات مثل بدل الغاز أو بدل الوجبات أو بدل المواصلات، بحسب ما نقلت الصحيفة عن أحد ناشطي الحزب.

ورغم الضائقة الماليّة التي يعاني منها الحزب، إلا أنه لم يوقف مخصّصات عوائل الشهداء، التي استمرّت مثلما كانت عليه قبل الأزمة الماليّة، ويعتبرها الحزب مقدّسة وضروريّة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في "حزب الله".

وتنتشر في الأحياء المواليّة لـ"حزب الله" صناديق جمع تبرّعات للحزب، منذ طالب أمينه العام، حسن نصر الله، في آذار/ مارس الماضي بجمع تبرّعات "للجهاد المالي" في خطاب متلفز، كما تطوف سيارات تجارية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وعليها صناديق للتبرّعات لحضّ الناس على التبرع نقدًا إنفاذًا "للواجب الديني".

وقلّل المسؤول في "حزب الله" الذي تحدّث للـ"واشنطن بوست" عن تأثير الأزمة الماليّة على جاهزيّة الحزب للقتال، وقال "لا زالنا نتلقّى السلاح من إيران. وما زلنا جاهزين لمواجهة إسرائيل. وما زال دورنا في سورية والعراق على ما هو عليه. لم يترك أحد الحزب لأنه لم يتلقَ معاشه، كما أن خدماتنا الاجتماعيّة لم تتوقّف"، وتوقّع "ألا تدوم العقوبات إلى الأبد، وكما كنا قادرين على الفوز عسكريًا في العراق وسورية، سننتصر في هذه الحرب، أيضًا".

التعليقات