"أحد الوحدة والضغط": انتفاضة اللبنانيين تواصل زخمها

تدفق آلاف المحتجين، اليوم الأحد، إلى ساحات الاحتجاج الرئيسية في لبنان، للمشاركة في مظاهرات حاشدة ضمن فعاليات "أحد الوحدة والضغط"، فيما انتفاضة اللبنانيين زخمها منذ انتلاقها 17 تشرين الأول الماضي، وعلى الرغم من استقالة الحريري، مطالبة

(أ ب)

تدفق آلاف المحتجين، اليوم الأحد، إلى ساحات الاحتجاج الرئيسية في لبنان، للمشاركة في مظاهرات حاشدة ضمن فعاليات "أحد الوحدة والضغط"، في استمرار للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في الـ17 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وأسفرت عن استقالة الحكومة.

وبدأ نشطاء لبنانيون في بيروت، التجمع منذ ساعات العصر للمشاركة في تظاهرات "أحد الضغط والوحدة"، للمطالبة بتشكيل حكومة مستقلة، حيث توافدوا إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، حاملين الأعلام اللبنانية وشعارات تندد بالطبقة السياسية الحاكمة، مطالبين بـ"محاسبة الفاسدين".

وأكد عدد من المشاركين، الاستمرار بالتظاهر والاعتصام حتى تحقيق المطالب، وسط دعوات إلى الإضراب العام غداً، وإقفال الطرقات في كل المناطق "حتى تشكيل الحكومة"، حسبما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.

وأطلق متظاهرون شعارات بينها "ثوار أحرار حنكمل المشوار"، "ثورة!"، و"الشعب يريد إسقاط النظام" على وقع أغان وطنية وتصفيق. كما نُظمت مسيرة نسوية من المتحف الوطني شرق بيروت إلى ساحة الشهداء المجاورة بمشاركة المئات، ورفعت لافتات كُتب على إحداها "ثورتنا ثورة نسوية".

وأفادت المصادر بأنّ المحتجّين عند تقاطع إيليا في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، أغلقوا الطريق بأجسادهم، وسط إجراءات أمنيّة للجيش، فيما واصل "حراك أبناء بعلبك" اعتصامه الاحتجاجي مقابل قلعة بعلبك الأثريّة، حيث رفع المعتصمون الأعلام اللبنانية، وشعار: "نريد دولة مدنيّة"، و"الشعب عطشان حريّة".

وطالب المحتجون برحيل كل رموز السلطة الراهنة، وليس الحكومة فقط، وتسريع عملية تشكيل حكومة كفاءات، وإجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة.

وأمهل المحتجّون السلطات حتى مساء الثلاثاء المقبل لتسمية رئيس حكومة جديدة، مهددين ببدء إضراب عام.

قالت مجموعة "لحقي" المدنية، في بيان، إن "تظاهرة أحد الضغط هي لنقول إن اليوم هو أحد الوحدة، وحدتنا، نحن الناس، بمواجهة سلطة اجتمعت لضرب مصالحنا وحقوقنا، وإن الثورة متمسكة بأهدافها لتتحقق إرادة الناس".

وتابعت أن هذه "التظاهرة هي من ضمن سلسلة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وأُطلق عليها أحد الضغط، وتمثل أطياف الشعب اللبناني، وتهدف إلى إسقاط النظام".

وتزامنًا مع انطلاق مظاهرات "أحد الوحدة" في مختلف المناطق اللبنانيّة، تجمّع لبنانيّون في إحدى الساحات بالعاصمة البريطانيّة لندن، حاملين الأعلام اللبنانيّة، ومنددين بالطبقة السياسيّة الحاكمة في لبنان.

وقبيل بدء التظاهرات اليوم، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، في كلمة ألقاها على تجمع جماهيري في محيط القصر الرئاسي في بعبدا، إن "الشعب فقد ثقته بدولته ويجب استرجاع هذه الثقة"، مضيفا "رسمنا خريطة طريق تتمثل في محاربة الفساد وإنعاش الاقتصاد وإقامة الدولة المدنية".

ونظّم مناصرو "التيار الوطني الحر" ورئيسه، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، وزير الخارجية جبران باسيل، تجمعا على طريق القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، "دعما لخطة الرئيس الإصلاحية" التي أطلقها في خطابه الخميس الماضي، في الذكرى الثالثة لانتخابه.

وتواصل الانتفاضة اللبنانية زخمها في أسبوعها الثالث، في ظل انتظار نتائج مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، ولا تزال الدعوات قائمة لعدم مغادرة الشارع حتى تحقيق كل المطالب.

وتحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قدم سعد الحريري، في 29 من الشهر نفسه، استقالة حكومته، التي نالت الثقة النيابية في 15 شباط/فبراير الماضي.

 

التعليقات