معاناة مستمرّة للاجئين في لبنان تحت وطأة كورونا وانهيار سعر الليرة

يعاني اللاجئون السوريون والفلسطينيون في مخيمات لبنان، في ظلّ الضغوطات الاقتصاديّة والصحيّة الجارية في لبنان تحديدًا والعالم عامةً. ويتعرض اللاجئون لظروف إنسانية سيئة، وحالات تمييز، وفقر وحرمان، تصعّب من تأقلمهم مع الواقع المرّ الذي فرضته عليهم الظروف السياسية.

معاناة مستمرّة للاجئين في لبنان تحت وطأة كورونا وانهيار سعر الليرة

مخيّم لاجئين فلسطينيين (أ ب)

يعاني اللاجئون السوريون والفلسطينيون في مخيمات لبنان، في ظلّ الضغوطات الاقتصاديّة والصحيّة الجارية في لبنان تحديدًا والعالم عامةً. ويتعرض اللاجئون لظروف إنسانية سيئة، وحالات تمييز، وفقر وحرمان، تصعّب من تأقلمهم مع الواقع المرّ الذي فرضته عليهم الظروف السياسية.

ويمكن اعتبار اللاجئين، من الشرائح الأضعف والأكثر هشاشة في المجتمع اللبناني، ومع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية، بالإضافة إلى أزمة كورونا، تفاقمت أوضاعهم السلبية في المخيمات الموزعة على مختلف المناطق في البلاد.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألفًا بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية. فيما يوجد قرابة 400 ألف لاجئ فلسطيني، في 12 مخيمًا وتجمعات سكنية أخرى ضمن المناطق اللبنانية.

وقال المنسق العام للهيئة الشبابية للفلسطينيين معاوية هيثم أبو حميدة إنه "بمناسبة اليوم العالمي للاجئين نضيء على اللاجئ الأقدم في العالم وهو اللاجئ الفلسطيني".

وأضاف أبو حميدة أنه "72 عامًا والفلسطيني يحمل هذه الصفة، وهي ظاهرة لم تحدث إلا للفلسطينيين فقط". واستدرك أنه "أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات كارثية بكل معنى الكلمة". متابعًا أن "اللاجئ الفلسطيني اليوم يختلف عن بقية اللاجئين، هو أقدم لاجئ في العالم، والحماية مرفوعة عنه".

مخيّم لاجئين فلسطينيين في لبنان (أ ب)

وذكر أن هناك تحركات من نشطاء للمطالبة بتفعيل الحماية للاجئ الفلسطيني، بهدف إخراج من يشاء من البلد المقيم بها إلى بلاد أخرى قادرة على استضافته".

وقالت إحدى اللاجئات، ساجدة عثمان إنه "بصفتي لاجئة فلسطينية في لبنان كالكثير من اللاجئين من مختلف الجنسيات في شتى بقاع الأرض، نعاني من التمييز العنصري والفقر والضائقة المالية والحرمان".

واعتبر اللاجئ محمد أبو ساجد أن "هناك تقصير بكل النواحي بحق اللاجئين الفلسطينيين سواء من الدولة اللبنانية أو من منظمة التحرير أو من وكالة الغوث الشاهدة الأولى والوحيدة على النكبة الفلسطينية".

وعلى غرار اللاجئين الفلسطينيين، أعرب نظراؤهم السوريون في مخيم المرج البقاعي شرقيّ لبنان، عن معاناتهم والصعوبات المعيشية التي تواجههم بسبب كورونا والأزمات المالية والاقتصادية.

وقال محمد صمد "إنني كلاجئ سوري في لبنان لم أحصل على حقوقي، لست أنا فقط، كل اللاجئين وخصوصًا الذين في المخيمات".

وأضاف صمد أنه "كل سنة ندفع إيجار الخيمة مليونين ليرة لبنانية، الكهرباء بالشهر تتراوح بين 60 و70 ألف ليرة، لا يوجد رحمة أبدا".

واليوم العالمي للاجئين هو مناسبة يحتفي بها العالم في العشرين من حزيران/ يونيو من كل عام، وتخصصه مفوضية اللاجئين للتعريف بقضية اللاجئين، وتسلط الضوء على معاناتهم واحتياجاتهم، وتبحث سبل الدعم والمساعدة في ظل تزايد الأزمات وأعداد اللاجئين.

مخيّم لاجئين سوريين في لبنان (أ ب)

وتوضح اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية، أن اللاجئ هو كل من وجد "بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف."

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن سوريا هي الخزان الأول للاجئين حول العالم، حيث شرد نحو 43% من سكانها، وأجبروا على ترك منازلهم، وقد وصل عدد الفارين من سوريا إلى 3.88 مليون، بنهاية 2014، أما عدد النازحين داخل البلاد فبلغ نحو 7.6 مليون.

التعليقات