تطرّق وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، اليوم السبت، إلى قضية الأزمة بين بلاده ولبنان مؤخرًا، وقال "أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي... أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مسارًا للمضي قدما بما يحرّر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة ‘حزب الله‘".
ويُشار إلى أن ظاهر الأزمة كانت تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، التي انتقد فيها دور السعودية في حرب اليمن، فيما تصريح بن فرحان إلى وكالة الأنباء "رويترز" يوحي إلى أن الأزمة أعمق بكثير مما صرّح قرداحي.
وصرّح وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، لقناة الجزيرة أن "الحكومة تحاول حل الأزمة مع الحفاظ على مصلحة لبنان وصداقته مع دول الخليج".
وأضاف بو حبيب أنه "من غير الوارد أن يحجب مجلس النواب الثقة عن الحكومة في هذا التوقيت، وما قاله قرداحي كان قبل شهر من تعيينه وزيرا للإعلام".
وقال وزير الخارجية اللبناني "لن نقطع علاقاتنا بالدول العربية الشقيقة التي سحبت سفراءها".
وفي السياق، التقى قرداحي، عصر اليوم السبت، البطريرك الماروني، بشارة الراعي، وبحث معه التطورات الأخيرة، ربطًا بنتائج تصريحاته حول اليمن وتداعياتها خليجيًا.
وتباحث الطرفان الإمكانيات المطروحة أمام لبنان لحلّ الأزمة المستجدة مع دول الخليج، ومن ضمنها مسألة الاستقالة، وما إذا كان من شأنها تحسين الوضع، خصوصًا أنّ الأجواء التي تتسرّب تؤكد أن "استقالة قرداحي ما عادت نافعة".
وقد غادر قرداحي الاجتماع من دون الإدلاء بأي تصريح.
وتتخطى الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت تصريحات قرداحي حول الحرب في اليمن، لتعكس وفق محللين، صراعًا سعوديًا إيرانيًا يدفع ثمنه مجددًا لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية.
وتدعم القوتان الإقليميتان منذ عقود قوى سياسية محلية متخاصمة، لكن دعم السعودية الحليفة التقليدية للبنان، تراجع تدريجيًا خلال السنوات الماضية، على خلفية تعاظم دور حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز المدعومة من طهران.
وحملت الرياض على المسؤولين اللبنانيين، خصوصًا حلفاءها لا سيما رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بسبب عدم تصديهم لهذا الدور.
اقرأ/ي أيضًا | الإمارات تسحب دبلوماسييها من لبنان تضامنا مع السعودية
التعليقات