03/01/2007 - 07:39

المركز للأمن القومي الإسرائيلي يعتبر أن الحرب على لبنان مست بقدرة الردع

"للحرب نتيجتان بعيدتا المدى؛ الأولى أن الدول العربية أدركت أن قوة إسرائيل مشكوك فيها، والثانية فهي خذلان إسرائيل للولايات المتحدة والدول الغربية في ظل "الإنجازات المشينة" للحرب.."

المركز للأمن القومي الإسرائيلي يعتبر أن الحرب على لبنان مست بقدرة الردع
يتضح من استعراض "الميزان الاستراتيجي للشرق الأوسط" للسنوات 2005-2006، والذي أعد من قبل مختصين في "المعهد لدراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب (مركز يافه للدراسات الإستراتيجية سابقاً)، أن "الحرب على لبنان أكدت على المشكلية في البيئة الإستراتيجية لإسرائيل، ومست بصورتها الرادعة، وكشفت عن ضعف الجيش في عملية اتخاذ القرارات في إسرائيل".

وجاء أنه قد تصاعدت في السنة الماضية التهديدات على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بسبب عدم التقدم في اتجاه التسوية على المسار الفلسطيني، وغياب الإنجازات في الصراع مع "الإرهاب العالمي والتطرف الإسلامي" والفشل الأمريكي في العمل على استقرار الوضع في العراق.

وبحسب المعهد لدراسات الأمن القومي فإن الفشل الأمريكي في العراق يمس بمكانة الولايات المتحدة، ولا يوجد لإسرائيل أية مكاسب من استمرار الوجود الأمريكي في العراق. أما بالنسبة لسورية، فقد اعتبر المعهد استعداد سورية للمفاوضات دلالة على ضعف استراتيجي يدفعها للعمل على تحسين وضعها من خلال عدة خطوات، من بينها المفاوضات مع إسرائيل. وأشار الباحثون إلى أنه يجب دراسة مواقف سورية عن كثب..

أما بالنسبة لإيران، فقد جاء أن سعي إيران للحصول على قدرات نووية عسكرية يحظى بدعم شعبي إيراني واسع، وهناك شكوك بإمكانية تطبيق عقوبات دولية فاعلة على إيران. كما جاء أن الزمن يلعب إلى جانب إيران، وبدون عملية عسكرية، فإن حصولها على السلاح النووي هو مسألة وقت.

وأضاف التقرير أنه في مقابل إيران، يقف عالم عربي منقسم يصارع قادته على بقائهم، لأن "الدولة العربية فقد من قوتها لصالح منظمات تحت- دولية، واللاعبون من غير العرب هم اللاعبون المركزيون".

كما أشار الباحثون، ومن بينهم د.تسفي شتراوبر، إلى أنه بالرغم من وجود القدرة التكنولوجية لإسرائيل على تنفيذ عملية هجومية على إيران، يجب إتاحة المجال للمجتمع الدولي لمواصلة إجراءاته، وعدم جعل إسرائيل عاملاً مركزياً في هذا الشأن.

أما بالنسبة لحرب لبنان ودلالاتها، فقد جاء أنه بالرغم من قرارات الأمم المتحدة، لا يوجد لدى حزب الله أية قيود على إعادة التسلح مجدداً. كما جاء أنه من الجائز الإفتراض على المدى القصير بأن حزب الله سوف يحافظ على الهدوء في المناطق الحدودية، من أجل إتاحة المجال له لإصلاح منظوماته ومواقعه.

وأضاف التقرير أن الجميع، سواء الخصوم أو الحلفاء، ينظرون إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، كفشل إسرائيلي. فقد أظهرت الحرب بمنتهى الحدة مدى سهولة ضرب الجبهة الداخلية، وغياب الرد الفاعل على مشكلة الصواريخ قصيرة المدى والمتوسطة.

وفي إطار أبعاد الحرب على لبنان، قال غيورا آيلاند، أحد الباحثين في المعهد، رئيس شعبة التخطيط والعمليات في الجيش الإسرائيلي سابقاً، ورئيس المعهد للأمن القومي سابقاً، أن للحرب نتيجتين قاسيتين وبعيدتي المدى؛ الأولى أن الدول العربية أدركت أن قوة إسرائيل مشكوك فيها في حد معين، ومن الممكن أن تقوم بالمستقبل بتنفيذ عمليات هجومية، لم يكن يطرحها أحد قبل نصف سنة. أما النتيجة الثانية فهي خذلان إسرائيل للولايات المتحدة والدول الغربية في ظل "الإنجازات المشينة" للحرب. وهذه الحقيقة من الممكن أن تؤثر في المستقبل على كل نقاش يتصل بإسرائيل في المنظار الهجومي.

التعليقات