20/01/2016 - 06:45

سجال داخلي في الحكومة: سياسة جديدة لنفتالي بينيت؟

لاقى السّجال الذي نشب أمس الثّلاثاء، في أعقاب التّصريحات النّاريّة لوزير التّربية، نفتالي بينيت، ردود أفعال وتحليلات واسعة في الإعلام الإسرائيليّ، وذلك على خلفيّة تراشق التّهم المتبادل ما بين الوزير بينيت من جهة، ورئيس الحكومة، نتنياهو.

سجال داخلي في الحكومة: سياسة جديدة لنفتالي بينيت؟

لاقى السّجال الذي نشب أمس الثّلاثاء، في أعقاب التّصريحات النّاريّة لوزير التّربية، نفتالي بينيت، ردود أفعال وتحليلات واسعة في الإعلام الإسرائيليّ، وذلك على خلفيّة تراشق التّهم المتبادل ما بين الوزير بينيت من جهة، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، موشيه يعالون، من جهة ثانية.

وتلا السّجال تحليلات للوضع السّياسيّ الدّاخليّ في الائتلاف الحكوميّ عمومًا، وداخل حزب 'الليكود' على وجه الخصوص، على خلفيّة الأوضاع المترديّة عمومًا في البلاد وفي دول الجوار.

وقال المحلّل السّياسيّ في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، في عددها صباح اليوم الأربعاء، أنّه لا جديد في التّصريحات من الأمس فـ'ثلاثة الباءات: بيبي، بوغي، بينيت – لم يكتشفوا شيئًا. إلاّ أنّه لا يزال بالإمكان الانتباه للتيّارات التّحت-أرضيّة في يوم العراك الذي نشب بالأمس، بين مسؤولين كبار في الحكومة'.

ويشير فيرتر إلى أنّ خطابات كلّ من رؤساء الأحزاب الثّلاثة، يتسحاق هرتسوغ ('المعسكر الصّهيونيّ')، تسيبي ليفني ('حزب هتنوعاه' وزعيمة مشاركة لكتلة 'المعسكر الصّهيونيّ') ويئير لبيد (يش عتيد - هناك مستقبل) لم تثر أيّ صدى ولم تلفت الأنظار.

وأوضح أنّ السّجال دار في الأحزاب والتّيّارات اليمينيّة: بدايةً نفتالي بينيت، الذي 'ألقى خطابًا معارضًا بامتياز، وكأنّه ليس جزءًا من الحكومة والكابينيت'. من ثمّ غدعون ساعر، الذي وجّه سهامه أيضًا للحكومة التي 'تنجرّ'، وفق أقواله وراء الأحداث، بدلاً من أن تقود الأحداث.

وأضاف فيرتر أنّ هذا النّقد اللاذع الموجّه ضدّ رئيس الحكومة الإسرائيليّ يأتي في سياق فترة وجيزة حصد فيها نتنياهو على الكثير من النّقد تجاه سياساته، من الدّاخل ومن الخارج، وكان آخرها (قبل السّجال الدّاخليّ في الحزب) من قبل السّفير الأميركيّ في إسرائيل، دان شبيرو، ومن قائد عامّ هيئة الأركان العامّة للجيش الإسرائيليّ، غادي آيزنكوت.

ووفق فيرتر فإنّ 'المحرّك' الذي أدّى ببينيت لإطلاق مثل هذه التّصريحات، هي استطلاعات الرأي العامّ، التي أظهرت مؤخّرًا تراجعًا كبيرًا في شعبيّة نتنياهو وعدم الرّضا من أدائه في المجال الأمنيّ. هذه هي فرصة بينيت، لأنّ الأصوات الخاصّة بالليكود سوف 'تنزاح يمينًا' وفق فيرتر، ما يعني أنّ ليبرمان وبينيت يتنافسان على هذه الأصوات. وهنا، يقول فيرتر، ما على بينيت إلا التّشديد على الانقسام والتّمايز بينه وبين 'الأخت الكبرى'، في إشارى لحزب الليكود.

وواصلل فيرتر تحليله لموقف بينيت: 'وزير التّربية يشعر مشاعر رائعة داخل الحكومة. وهو لا يفكّر للحظة أن يستقيل منها، حتّى وإن ارتكبت أبشع الخطايا... بينيت يبني لذاته إستراتيجيّة ذكيّة بصيغة 'أن تمشي مرتديًا وتشعر عاريًا'. معارضة من الدّاخل. ائتلاف معارض. بالضّبط على خلاف استراتيجيّته من الانتخابات الأخيرة: حينما وصل مع قيثارته للميدان، وبينما كان يعزف عليها ويطرب، الأصوات خاصّته تدفّقت بكميّات إلى صندوق الليكود.... هذا في 2015...  في 2016 سوف يستخدم بينيت القيثارة لأهداف أخرى، أكثر عنفًا. ربّما يكسرها غضبًا، مثل مغنّي الرّوك المجانين والعرقين في لحظات الذّروة'.

 

                    

التعليقات