11/03/2016 - 11:33

باراك رفض اغتيال عماد مغنية بالعام 2000

استعرض رئيس "أمان" خطة الاغتيالات أمام باراك، "وكان واضحا لجميع الحاضرين أن فكر باراك مشغول"، فقد كان منشغلا بتنفيذ الانسحاب من جنوب لبنان. وفجأة أوقف باراك مالكا عن الكلام، وقال: "استمروا في الحرب الاستخبارية وراء هدف التصفية"

باراك رفض اغتيال عماد مغنية بالعام 2000

يسلط كتاب صدر حديثا في إسرائيل على قرارات اتخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، ايهود باراك، في العام 2000، وتحديدا في شهر أيار، عشية الانسحاب من جنوب لبنان.

وبحسب الكتاب، 'ضباب الصباح – القصة الحقيقية لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان' من تأليف الضابط السابق عاموس غلبواع، و'ضباب الصباح' هو الاسم الذي أعطاه الجيش لعملية الانسحاب، فإنه خلال شهر أيار العام 2000 وصلت إلى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) معلومات وصور تدل على أن قياديين في حزب الله ينفذون جولات ودوريات في جنوب لبنان من أجل الاطلاع على استعدادات الجيش الإسرائيلي للانسحاب.

وأضاف غلبواع في كتابه أن تقديرات حزب الله كانت أن الانسحاب سيجري في شهر تموز، وأن دوريات حزب الله كانت غايتها بلورة خطة عمل لتشويش الانسحاب وضرب القوات الإسرائيلية. وقد تمكنت 'أمان' والموساد من جمع معلومات دقيقة حول نوايا الحزب، التي شملت إطلاق صواريخ وتفجير ألغام وسيارات مفخخة وإرسال انتحاريين.

وعقد رئيس 'أمان' في حينه، عاموس مالكا، اجتماعا حضره عدد قليل من الضباط، في يوم 21 أيار، وكان أحد المشاركين فيه رئيس 'جبهة الإرهاب' في قسم الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات، الملقب باسم 'موفاز الصغير'، وهو شلومو موفاز شقيق رئيس أركان الجيش حينذاك، شاؤول موفاز.

ويقتبس غلبواع في كتابه عن مالكا قوله إن 'موفاز استعرض معلومات بموجبها أن قياديين في حزب الله يوشكون على النزول إلى جنوب لبنان. الأمر مؤكد، وتم إجراء استعدادات عملانية واستخبارية مسبقة بين الجهات المختلفة لدينا. وهذه فرصة لا تتكرر من أجل تصفيتهم أو على الأقل تصفية الأرفع بينهم. وسنطرح ذلك على رئيس أركان الجيش. لكن شلومو فكر عميقا واقترح نقل المسؤولية عن القرار من شقيقه رئيس أركان الجيش إلى رئيس الحكومة ووزير الأمن'، ايهود باراك، الذي كان سيقوم بجولة في شمال البلاد في اليوم التالي.

ولم يذكر غلبواع في كتابه أسماء القياديين في حزب الله المرشحين للتصفية، بينما كان قد كشف عن أسمائهم في السابق، الصحافي ومحلل الشؤون الاستخبارية، يوسي ميلمان. وكتب أن على رأسهم القيادي العسكري لحزب الله، عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل في دمشق في العام 2008، ونائبه طلال حمية ومصطفى بدر الدين.

وفي طريقهما من القدس إلى المنطقة الشمالية، في اليوم التالي، اطلع باراك من سكرتيره العسكري، غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اليوم، على خطة اغتيال المسؤولين في حزب الله.

واستعرض مالكا خطة الاغتيالات أمام باراك، 'وكان واضحا لجميع الحاضرين أن فكر باراك مشغول'، فقد كان منشغلا بتنفيذ الانسحاب من جنوب لبنان. وفجأة أوقف باراك مالكا عن الكلام، وقال: 'استمروا في الحرب الاستخبارية وراء هدف التصفية'. وكان واضح للحاضرين أن معنى ذلك هو أن باراك لم يصادق على اغتيال مغنية.

ويرجح أن باراك رفض المصادقة على خطة اغتيال مغنية في أيار العام 2000 لأنه تخوف من عواقب عملية كهذه وتأثيرها على خطة الانسحاب، التي تعهد بها لناخبيه أثناء انتخابات العام 1999، 'بإعادة الجيش الإسرائيلي بعد 18 عاما في الوحل اللبناني'.

اقرأ/ي أيضًا | حماس تجدد نفيها التورط في اغتيال هشام بركات

وبعد يومين من هذا الاجتماع، في 24 أيار العام 2000، أصدر باراك تعليمات لقائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ببدء الانسحاب من جنوب لبنان.

 

التعليقات