25/05/2016 - 10:25

التطبيع مقابل المفاوضات؟

قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث السابق للرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير، في مؤتمر عقد بالعاصمة البريطانيّة، لندن، أمس، الثلاثاء، إن الدول العربية ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

التطبيع مقابل المفاوضات؟

بلير خلال ندوة في كاليفورنيا بداية الشهر الجاري (رويترز)

قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث السابق للرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير، في مؤتمر عقد بالعاصمة البريطانيّة، لندن، أمس، الثلاثاء، إن الدول العربية ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في حال وافق رئيس وزرائِها، بنيامين نتنياهو، على مبادرة السلام السعوديّة، التي أقرّتها جامعة الدول العربيّة في قمّة بيروت في العام 2003.

وقاد بلير مبادرة سياسيّة إقليميّة بالتنسيق مع الرئيس المصريّ، عبد الفتاح السيسي، من أجل فتح المجال لانضمام المعسكر الصهيوني إلى حكومة نتنياهو، حيث أفرد السيسي لذلك خطابًا الأسبوع الماضي.

وأضاف بلير أنه مقتنع بأنه على ضوء الواقع الحالي في الشرق الأوسط، فإن هنالك احتمالًا بأن الدول العربيّة ستوافق على جعل مبادرة السلام العربيّة 'أكثر مرونة' واتخاذ خطوات ملفتة نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، حتّى في أثناء المفاوضات، لا بعد التوصّل إلى تسوية دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أي 'بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مبادرة السلام العربية إطارًا للمفاوضات مع الفلسطينيين'.

وأعرب بلير عن اعتقاده بأنه مع وجود القيادة الحاليّة الجديدة في المنطقة، فيمكن الحصول على أمر كهذا (تطبيع العلاقات مع إسرائيل)، لكّنه يتعلق بشكل كبير برد حكومة نتنياهو على مبادرة السيسي المتعلقة بمبادرة السلام العربيّة والخطوات المستعدّة إسرائيل لاتخاذها تجاه الفلسطينيين.

وادّعى بلير أنه في ضوء عدم الثقة العميق بين القيادتين الإسرائيليّة والفلسطينيّة والقيود السياسية القاسية التي يتواجد بها الطرفين، فإن مفتاح نجاح مسار المفاوضات هو التدخل الفاعل للدول العربيّة، مضيفًا 'علينا توسعة قاعدة دعم مسار السلام، نحن بحاجة لمساعدة دول المنطقة، الأبواب بين الدول العربية وإسرائيل مغلقة الآن، ومفتاحها تقدّم مسار السلام مع الفلسطينيين'.

لكن رغم 'التفاؤل' الذي تحدّث به بلير في محادثاته مع نتنياهو ورئيس حزب المعسكر الصهيوني، بوجي هرتسوغ، وجهات دولية أخرى حول تحقيق اختراق في العلاقات بين الدول العربيّة وإسرائيل، فإن جهات دبلوماسيّة غربيّة تشكّك بتقديرات بلير وبمقدرة مبادرتها أن تصبح واقعًا.

ونقلت هآرتس أن بلير استنتج على ضوء التفاهمات بين وزير المالية، موشي كحلون ونتنياهو، أن الحكومة الإسرائيلية 'ستبقى مستقرّة حتى العام 2019 وأن الطريق الوحيد لدفع المسار السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين هو إدخال المعسكر الصهيوني إلى الحكومة الإسرائيليّة'، وبالفعل، بدأ بلير مباحثات مع نتنياهو وهرتسوغ في محاولة لإنشاء جدول أعمال مشترك لدفع عملية السلام بعد انضمام المعسكر الصهيوني للحكومة، وهو ما دفع هرتسوغ للقول في خطابه بالكنيست، بداية الأسبوع الجاري، إن هنالك فرصة إقليميّة نادرة لدفع عملية السلام.

ولم تقتصر جهود بلير على الحزبين الإسرائيليين الأكبرين، إنما زار العاصمة المصريّة، القاهرة، أسبوعًا قبل انفجار المفاوضات بين نتنياهو وهرتسوغ، والتقى مسؤولين مصريين، حيث اقترح على السيسي إلقاء خطاب إلى الجمهور الإسرائيلي والأحزاب يتحدث عن ضرورة دفع عملية السلام بينهم وبين الفلسطينيين وهو ما كان بالفعل، حيث جاء خطاب السيسي بتنسيق كامل مع نتنياهو وهرتسوغ عمل عليه بلير.

اقرأ/ي أيضًا | بلير حاول 'هندسة' الحكومة الإسرائيلية لتضم المعسكر الصهيوني

التعليقات