وجّه الحاخام الإسرائيليّ المستوطن، يغئال لفينشطاين، سهام نقده إلى الجيش الإسرائيليّ، واصفًا إيّاه بانتهاج الهوادة والتّهاون مع الفلسطينيّين عمومًا، ومع منفّذي العمليّات على وجه الخصوص، قائلًا إنّ التّربية العسكريّة الإسرائيليّة على ما أسماه بـ"عدم المساس بالأبرياء"، على حدّ قوله، هي التي تضعف من قوّته، وتؤدّي إلى تعاظم قوّة الفلسطينيّين.
وجاءت أقوال لفينشطاين خلال مؤتمر "تسيون فَيروشلايم" (صهيون والقدس)، الذي تناول "مجابهة تأثير التّيّار الإصلاحيّ على هويّة يهوديّة إسرائيل"، ليطلق في كلمته التي ألقاها، عدّة تصريحات ناريّة، إلى جانب تحريضه على الفلسطينيّين، كوصفه مثليّي الجنس على أنّهم "منحرفون"، وادّعى أنّ المسارح العصريّة تمثّل انهزاميّة في القيم، وأضاف أنّ الإصلاحيّين في الدّيانة اليهوديّن ينتمون إلى تيّار مسيحيّ.
وعن "التّهاون مع الفلسطينيّين"، قال لفينشطاين، إنّه "هناك ظاهرة نزع لشرعيّة القتال"، مضيفًا "هذا يُدعى "عدم المساس بالأبرياء"، هكذا يسمّون الأمر. الأمر بدأ في الرّصاص المصبوب، ولاحقًا، ازداد خطورة في "الجرف الصّامد"، في يهودا والسّامرة".
وأسهب لفينشطاين أنّ الظّاهرة "آخذة في الانتشار، كالنّار في الهشيم".
وفي انتقاد لاذع، فيه من السّخرية السّوداء، اقترح لفينشطاين، عن طريق السّخرية أن ينضمّ جنود المدرسة العسكريّة التّحضيريّة إلى صفوف النّيابة العامّة العسكريّة، إذ أشار أنّه "أصلًا، هم الذين يحدّدون على من يطلقون النّار، ومتى. الضّبّاط يقومون فقط بالضّغط على الزّناد".
واستدر لفينشطاين أنّ الأمر "يؤدّي إلى تعريض جنودنا للخطر. قيمة الجهة الثّانية، والتي تسمّى الأبرياء، آخذة في الازدياد، إلى درجة تعريض جنودنا للخطر، وأنا لا أقول أشياء من قلبي".
ووصف لفينشطاين الجيش الإسرائيليّ على أنّه ضلّ طريقه وأضاع قيمه، مهاجمًا ضبّاط التّربية في الجيش، محتجًّا على إغلاق قسم "الوعي اليهوديّ". وقال الحاخام المعروف بآرائه اليمينيّة المتطّرفة، أنّ التّعددّيّة في الجيش الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره، والعلاقة بالآخر والمغاير ودمج النّساء، تؤثّر سلبًا على الجيش الإسرائيليّ. وللإتيان بمثال على "ضياع قيم الجيش الإسرائيليّ"، تطرّق لفينشطاين إلى إلقاء ضابط إسرائيليّ محاضرة في "المركز الإسرائيليّ للديمقراطية"، كوصمة ديمقراطيّة تلطّخ يهوديّة الدّولة وقيمها.
كما وانتقد لفينشطاين النّشاطات الثٌّقافيّة التي يقوم بها جيش الاحتلال، عبر زيارات لمشاهدة أعمال مسرحيّة، مشيرًا إلى أنّ الخطر في مثل هذه الأعمال يكمن في "موضوع التّربية القتاليّة، وعدالة الطّريق"، والتي تُستبدل من خلال هذه المسارح، وفق ادّعائه، بقيم "انهزاميّة، تقوّض الأساطير".
ويشار إلى أنّ الحاخام لفينشطاين (60 عامًا) أقام عام 1987، بالتّعاون مع الحاخام إيلي سدان، المدرسة العسكريّة التّحضيريّة، في مستوطنة "عيلي" المقامة على أراضي جنوبيّ نابلس، في الضّفّة الغربيّة المحتلّة.
التعليقات