24/10/2018 - 20:17

رئيس الأركان الأذري في البلاد لأول مرة: الهدف إبرام صفقات سلاح

*زيارة صادِقوف تعد رسالة واضحة لإيران، نظرا لموقع أذربيجان الإستراتيجي وحدودها الواسعة مع إيران *أذربيجان حافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل عززتها في السنوات الأخيرة. * إسرائيل باعت لأذربيجان على مدى العقد الأخير وسائل قتالية بمئات ملايين الدولارات

رئيس الأركان الأذري في البلاد لأول مرة: الهدف إبرام صفقات سلاح

صادِقوف يصافح آيزنكوت (تصوير الجيش الإسرائيلي)

في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها، وصل رئيس أركان القوات المسلحة الأذربيجانية نجم الدين صادِقوف، اليوم الأربعاء، إلى البلاد، اجتمع خلالها بنظيره الإسرائيلي غادي آيزنكوت، وضباط كبار، لبحث "سبل توطيد العلاقات العسكرية، وإنجاز صفقات أمنية"، حيث سيقوم بتفقد وحدات عسكرية مختلفة في الجيش الإسرائيلي.

وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" إلى أن الزيارة تهدف إلى توطيد العلاقات العسكرية ودفع صفقات أمنية بين البلدين إلى الأمام.

وقالت الصحيفة إن زيارة صادِقوف تعد رسالة واضحة لإيران، نظرا لموقع أذربيجان الإستراتيجي وحدودها الواسعة معها، وأشارت إلى أن أذربيجان حافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل عززتها في السنوات الأخيرة.

يشار الى أن إسرائيل باعت لأذربيجان على مدى العقد الأخير، وفقا لتقارير مختلفة، وسائل قتالية بمئات ملايين الدولارات، في صفقات عسكرية ضخمة تضمنت كذلك بيع إسرائيل للدول الأذرية طائرات من دون طيار.

وفي الرابع عشر من أيار/ مايو الماضي، زار وفد أذري رسمي البلاد بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس، حيث أشارت التقارير حينها إلى تطور في علاقات إسرائيل بـ"دولة إسلامية" أخرى، وهي أذربيجان الدولة المجاورة لإيران، حيث زار البلاد وفد حكومي أذري، بعيدا عن الأضواء.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد كان الوفد الأذري يتألف من كبار المسؤولين في الحكومة، وذلك للمشاركة في اللقاء الحكومي الأول للجنة الاقتصادية لتعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، حيث مثل إسرائيل الوزير وعضو المجلس الوزاري المصغر، زئيف إلكين. ومكث الوفد الأذري، الذي يتألف من وزير الضرائب وعدد من نواب الوزراء، مدة ثلاثة أيام في إسرائيل، من الأحد حتى الثلاثاء.

وكان هدف اللقاء هو فحص الطرق لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، مثلما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، الذي زار أذربيجان في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، كشف شريط مصوّر أُعد للترويج للجيش المحلي في أذربيجان استخدام المؤسسة العسكرية الأذرية لأنظمة أسلحة متقدمة من تطوير شركات صناعات الأسلحة الإسرائيلية، كشف عنها لأول مرة، إذ لم يتم الإعلان عنها مسبقًا من الجهات الرسمية للبلدين، وسط تقارير صحفية تشير إلى اتخاذ إسرائيل لأذربيجان قاعدة للعمليات الاستخباراتية وجمع المعلومات ضد إيران.

وظهر بشريط مصوّر من بطولة فنانة محلية، صمم لتمجيد الجيش الأذري، طائرات انتحارية بدون طيار من صناعة شركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، وأنظمة صاروخية من صناعة "رفائيل – شكبة تطوير الوسائل القتالية" الإسرائيلية.

وكانت وسائل إعلامية عالمية، قد أكدت في مناسبات سابقة، أن إسرائيل تبيع أنظمة رادارية لأذربيجان بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، وتقنيات تكنولوجية متطورة تتعلق بالطائرات المسيّرة، في مقابل اتخاذها من الحدود الأذرية الجنوبية مع إيران منطقة نفوذ استخباراتية وقاعدة لجمع المعلومات ضد إيران.

كما تجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلامية أجنبية قد أشارت إلى أن أذربيجان استخدمت طائرة مسيرة إسرائيلية انتحارية من طراز "هاروف" في قصف الجيب الأرمني الانفصالي ناغورني كارباخ (أرتساخ)، علما بأن أرمينيا تخوض صراعا مع أذربيجان بشأن هذا الجيب، في ظل موقف دولي يدعو إلى خفض وتيرة الصراع.

وكان الرئيس الأذري، إلهام علييف، قد كشف لدى زيارة نتنياهو لباكو في العام 2016، أن بلاده قد عقدت صفقة مع إسرائيل بقيمة 5 مليار دولار.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى صفقة بين الطرفين، تشتري بموجبها أذربيجان منظومة اعتراض الصواريخ "القبة الحديدية". كما أشارت تقارير أخرى إلى أنها اشترت أيضا منظومات رادار وطائرات مسيرة (بدون طيار)، كما تقوم بجمع معلومات استخبارية حول إيران.

كما لفتت "هآرتس" إلى تقارير ادعت أن الموساد وبعد أن نهب الأرشيف النووي الإيراني قام بنقله إلى إسرائيل عن طريق أذربيجان.

يشار إلى أن إسرائيل تولي أهمية إستراتيجية للعلاقات مع أذربيجان منذ مطلع سنوات تسعينيات القرن الماضي. وتعتبر المزود الرئيس للطاقة لإسرائيل، إضافة إلى أنها مشترية مركزية للسلاح الإسرائيلي، علاوة على موقعها الجغرافي.

ولفتت "هآرتس" إلى أن أذربيجان تتمتع بحقول كبيرة من النفط والغاز والتي تحولت بالنسبة لإسرائيل إلى مصدر أساسي للنفط الذي يتدفق من باكو عن طريق تركيا. وفي المقابل، تزود إسرائيل السلطات في أذربيجان بوسائل قتالية كثيرة، بداعي موقعها بين تركيا وروسيا وإيران.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان في عام 1992، بعد وقت قصير من انسحاب أذربيجان من الاتحاد السوفيتي. حيت تملك إسرائيل سفارة في باكو، إلا أن الأذريين لم يرسلوا بعد سفيرًا لبلادهم إلى إسرائيل. وتحد أذربيجان من الجنوب الجمهورية الإسلامية في إيران، وهو موقع يلعب دورًا مركزيًا في العلاقات مع إسرائيل. فيما تعتمد إسرائيل على أذربيجان بتزويدها بثلثي النفط المستهلك في إسرائيل، بموافقة الرئيس علييف.

 

التعليقات