17/10/2021 - 23:03

تقديرات إسرائيلية: إيران تقترب من تحولها إلى دولة "عتبة نووية" ولن تعود إلى الاتفاق

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران غير راغبة في العودة إلى الاتفاق النووي الموقع معها عام 2015، الأمر الذي يعزز المخاوف الإسرائيلية من اقتراب تحول إيران إلى دولة "عتبة نووية"

تقديرات إسرائيلية: إيران تقترب من تحولها إلى دولة

مفاعل بوشهر الإيراني (أرشيفية - أ.ب.)

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران غير راغبة في العودة إلى الاتفاق النووي الموقع معها عام 2015، الأمر الذي يعزز "المخاوف الإسرائيلية" من اقتراب تحول إيران إلى دولة "عتبة نووية" دون اتفاق "يردعها"، بحسب ما جاء في تقرير لهيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الأحد.

وكشف التقرير أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، عقد، الأحد، جلسة مطولة للتباحث في الملف الإيراني والتطورات الأخيرة الناتجة عن الاتصالات مع واشنطن في هذا الشأن.

ولفت التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترى أن الجهود الدبلوماسية المبذولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي "تراوح مكانها"، وأنها لن تنجح بإرغام إيران على العودة للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، مقابل العودة الأميركية إليه ورفع القيود التي أعادت واشنطن فرضها على طهران في أعقاب انسحابها منه عام 2018.

وعقب اجتماع الكابينيت، نقلت القناة عن مصدر إسرائيلي مطلع على هذا الملف، قوله إن "إيران تقوم بالمماطلة في ما يتعلق باستئناف المفاوضات وليس من الواضح تماما ما إذا كانت راغبة في العودة إلى المحادثات".

وادعى المسؤول الإسرائيلي أن المحادثات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق "وصلت إلى طريق مسدود"، مدعيا أن "بعض الدول التي شاركت في محادثات فيينا تدرك ذلك".

وانطلقت مفاوضات فيينا في نيسان/ أبريل الماضي، بين إيران من جهة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا من جهة ثانية. ولا تزال هذه الدول أعضاء في اتفاق عام 2015 حول برنامج إيران النووي؛ وشهدت المفاوضات مشاركة أميركية غير مباشرة.

وفي هذه الأثناء، شدد التقرير على أن إسرائيل تعمل حاليا على الاستعداد لاقتراب إيران من تحولها إلى "دولة عتبة نووية" وذلك "من دون العودة إلى اتفاق دبلوماسي يعيدها إلى الوراء في مجال تخصيب اليورانيوم".

والأربعاء الماضي، لوحت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، باللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي في منع طهران من حيازة سلاح نووي.

وأشار وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، في واشنطن، إلى أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل" لمنع حيازة سلاحا نوويا؛ لكنه أضاف أن "الحوار يتطلب طرفين ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران" للانخراط في الحوار.

وأشار بلينكن، بحزم أكبر من السابق، إلى قرب نفاد صبره في ظل التعليق المستمر منذ حزيران/ يونيو للمفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015 بين إيران والدول الكبرى، معتبرا أن الهامش المتاح للحل الدبلوماسي "آخذ بالانحسار".

يدور في إسرائيل مؤخرا نقاش حول ما إذا وصلت إيران إلى مستوى دولة عتبة نووية، أم أنها لم تصل إلى هذا المستوى، وما الذي ينبغي أن تفعله إسرائيل في أي من الحالتين، وهل لديها قدرات عسكرية لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني؟ وكيف تتأثر علاقاتها مع الولايات المتحدة في مواجهة كهذه؟ ويأتي ذلك في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز"، في أيلول/ سبتمبر الماضي، تقدير خبراء في "المعهد العلوم والأمن الدولي" أن إيران قلّصت مدة انطلاقها نحو كمية يورانيوم مخصب كافية لصنع قنبلة نووية، إلى شهر واحد.

ووصل هذا النقاش في إسرائيل ذروته من خلال مقالين لوزيرَي الأمن ورئيسي أركان الجيش الإسرائيلي السابقين، إيهود باراك وموشيه يعالون، نشرا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نهاية الشهر الماضي. وانضم إلى هذا النقاش رئيس الحكومة الأسبق، إيهود أولمرت، بمقال نشره في صحيفة "هآرتس". واتّفق الثلاثة على أنه ثبت فشل سياسة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، بالانسحاب من الاتفاق النووي، المبرم عام 2015، وأن ذلك تسبب بتقدُّم إيران في تطوير البرنامج النووي.

وشغل كلّ من باراك ويعالون منصب وزير الأمن في حكومات نتنياهو. كذلك كشفت "يديعوت أحرونوت"، قبل عشر سنوات تقريبا، أن نتنياهو وباراك كادا يوعزان بشنّ هجوم عسكري في إيران، لكن قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والإدارة الأميركية عارضت ذلك بشدة.

وشكّك باراك، وهو رئيس حكومة أسبق أيضا، في إمكانية التوصُّل إلى اتفاق نووي جديد، لأن التوصل إلى اتفاق يعني أن تستجيب إيران إلى مطالب دولية بألا تصبح دولة نووية. "لكن بنظرة عن كثب، تتعالى صورة مقلقة أكثر بكثير. وثمة احتمال كبير أن الوقت أصبح متأخرا، وإيران تجاوزت على ما يبدو نقطة اللاعودة باتجاه كونها ’دولة عتبة’ نووية".

وأضاف أن "الحقيقة هي أن تخصيب اليورانيوم بمستويات لا يوجد لها أي استخدام غير عسكريّ، هو تصريح واضح بالنوايا: الغاية هي سلاح نووي". ووفقا لباراك، فإنه لن تكون هناك عقبة أمام إيران بإنتاج المواد الأخرى من أجل صنع سلاح نووي، وخلال فترة قصيرة "وفي موقع يصعب رصده". وأشار إلى أن "هذا ما فعلته كوريا الشمالية بالضبط، وبالرغم من المعارضة الشديدة للولايات المتحدة".

التعليقات