تناولت اتصالات أميركية – إسرائيلية، مؤخرا، "ضرورة" توطيد إسرائيل علاقاتها مع الإمارات "وربما مع السعودية أيضا". وأحد الاتجاهات المركزية في هذا السياق هو تشكيل منظومة دفاع جوي إقليمية، لمواجهة الصواريخ البالستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار الإيرانية. ويتوقع أن تدفع زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط تعزيز العلاقات الأمنية بين دول المنطقة، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس.
وفي هذا السياق، تطالب الولايات المتحدة إسرائيل بدعم الإمارات ودفع صادرات أمنية إليها، وإظهار انفتاح تجاه السعودية. "ولذلك، يجري البحث بجدية بالغة الآن في الفكرة التي تكررت كثيرة طوال السنة الأخيرة، حول مأسسة هندسة دفاع جوي، تركز على تحسين الدفاع أمام صواريخ وطائرات بدون طيار إيرانية"، بحسب الصحيفة. ويأتي ذلك في أعقاب هجمات منسوبة لإيران، بضمنها هجمات شنها الحوثيون في اليمن، بصواريخ وطائرات مسيرة ضد منشآت نفطية سعودية وإيرانية، في السنوات الأخيرة.
وتسعى إدارة بايدن إلى تحسين علاقاتها مع النظام السعودي، التي تراجعت بشكل كبير إثر اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وإعلان الإدارة أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، هو الذي أصدر الأمر بتنفيذ هذه الجريمة، ما أدى إلى مقاطعته من جانب إدارة بايدن. لكن بايدن يسعى الآن إلى تحسين العلاقات بسبب أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد يزور السعودية.
اقرأ/ي أيضًا | تقرير: تنسيق أميركي - إسرائيلي لتعزيز الضغوط على إيران
وليس واضحا بعد إذا كان بايدن سيزور إسرائيل، في وقت لاحق من الشهر الحالي، إذ لم يعلن البيت الأبيض حتى الآن عن موعد لزيارة كهذه، ويرجح في إسرائيل أن البيت الأبيض ينتظر اتضاح صورة الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل وما إذا كانت الحكومة ستسقط، قبل تحديد الجدول الزمني لجولة بايدن في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، فإن "إسرائيل بإمكانها مساعدة دول أخرى في مجال المنظومات الدفاعية، التطوير التكنولوجي، وسائل جمع معلومات استخباراتية والقدرة على الربط بينها". ولا تشمل هذه المنظومات "القبة الحديدية". ونقلت الصحيفة عن رئيس الدائرة السياسية – الأمنية السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، زوهار بالتي، تشديده على أنه "لم يتم بيع منظومة كهذه لدولة في المنطقة".
وستكون إسرائيل أكثر المستفيدين من تشكيل منظومة دفاع جوي إقليمية. "نصب رادارات في الخليج سيسمح بإنذار مسبق لإسرائيل قبل إطلاق (صواريخ وطائرات بدون طيار) من إيران". وترددت أنباء، في شباط/فبراير الماضي، أن الإمارات معنية بشراء رادار إسرائيلي.
وتوطيد العلاقات الأمنية بين دول الخليج مرتبط بخطوة بادرت إليها الولايات المتحدة، العام الماضي، بنقلها التعاون مع الجيش الإسرائيلي إلى مسؤولية القيادة الوسطى للجيش الأميركي، بدلا من قيادة أوروبا. ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين كبار قولهم إن "هذه الخطوة الأميركية ساهمت بشكل ملحوظ في تحسين التنسيق بين الأطراف، وعلى أساس يومي".
التعليقات