قدّر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، أن ردا إيرانيا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله، فؤاد شكر، سيستغرق بعض الوقت إلى حين تجهيز الرد وليس فوريا، وانتقد كلمة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، حول حرب طويلة لا تأخذ بالحسبان تحرير الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال يدلين لإذاعة 103FM اليوم، الخميس، إن "الإيرانيين سيأخذون بعض الوقت، ويتعين عليهم بعد أن يتخذوا القرار بالرد أن يؤكدوا أنهم لا يخشون من الدخول إلى حرب شاملة، ولست متأكدا من أنهم اتخذوا قرارا كهذا، وبعد ذلك ينبغي أن يعدوا شكل الرد".
وأضاف حول طبيعة رد إيراني أن "الإيرانيين ارتقوا درجة في 13 نيسان/أبريل (هجوم الصواريخ والمسيرات على إسرائيل)، ولا أعتقد أنهم سينزلون عنها، فقد تجاوزوا بذلك حاجزا نفسيا بإطلاق نيران مباشرة على إسرائيل. وفي الماضي لم يرغبوا بالتورط، وفعلوا ذلك إما بواسطة وكلائهم أو بعمليات سرية من الأرجنتين وحتى أوروبا".
واعتبر يدلين أن هجوم نيسان/أبريل لم ينجح، وتوقع أن الإيرانيين أجروا في أعقابه تحقيقا بهدف تحسين هجوم مقبل "وكذلك حول الصواريخ التي استخدموها، وربما كميتها، وربما لن يوفروا إنذارا مسبقا ولن يستخدموا طائرات مسيرة التي تحلق لمدة ثماني ساعات، وإنما سيستخدمون صواريخ بالستية التي تحلق لمدة 10 – 12 دقيقة. ولديهم عمل كثير ينبغي القيام به ولذلك أعتقد أن الرد لن يكون فوريا، وسيستغرقهم وقتا للتخطيط".
وحسب يدلين، فإن "الإيرانيين لا يريدون الحرب. والإستراتيجية الإيرانية لا تشمل مواجهة مقابل إسرائيل. ورغم ضعفها إلا أن إيران هي دولة عظمى إقليمية مع قدرات عسكرية جرى تجريبها في الهجوم السابق. وهم يدركون إمكانية استهدافهم وماذا سيحدث لهم. وهم لا يريدون حربا مباشرة. ويوجد فرق بين هجوم واحد وبين حرب".
وتطرق يدلين إلى كلمة نتنياهو، أمس، التي أقر خلالها بأن إسرائيل اغتال شكر في بيروت، لكنه لم يتطرق إلى اغتيال هنية، وتحدث عن حرب طويلة.
وقال يدلين في هذا السياق إن "نتنياهو لم يكن مقنعا بسبب حديثه عن حرب طويلة ولا نهائية. فهناك مسألة إعادة المخطوفين، اتفاق مخطوفين (أي تبادل أسرى). وقال نتنياهو إنه ’لو وافقت على الضغوط لوقف الحرب، لما قتلنا هذا وذاك’. حسن جدا، لكن ماذا سيحصل بالنسبة للمخطوفين؟ فبسبب عدم موافقتك التوصل إلى صفقة وعرقلتها، نحن ننجر اليوم نحو الإستراتيجية الإيرانية. ونوسع الحرب في غزة إلى الجبهة الشمالية، وربما نوسع الحرب في غزة إلى حرب مع إيران. ويتم استدراجنا إلى الإستراتيجية الإيرانية لحرب استنزاف مقابل سبع جبهات".
وأضاف يدلين أن "نتنياهو متأثر باعتبارات سياسية بكل تأكيد. فطالما الحرب مستمرة، رئيس الحكومة باق في منصبه".
التعليقات