30/01/2025 - 15:43

الاحتلال يعرقل الإفراج عن الأسرى ويضيّق الخناق لمنع الاحتفالات بتحررهم

في محاولة لمنع أي مظاهر احتفالية، نفّذ جيش الاحتلال حملة اعتقالات "استباقية" ضد فلسطينيين مع اقتراب موعد الإفراج عن 110 أسرى ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل. وتم تعزيز القوات عند الحواجز، وسط تهديدات مباشرة من الشاباك لعائلات الأسرى.

الاحتلال يعرقل الإفراج عن الأسرى ويضيّق الخناق لمنع الاحتفالات بتحررهم

(تصوير: الجيش الإسرائيلي)

شدد جيش الاحتلال الإسرائيلي إجراءاته القمعية في الضفة الغربية مع اقتراب موعد الإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ورغم إتمام عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بموجب صفقة التبادل، ووصول 3 أسرى إسرائيليين و5 عمال تايلانديين إلى إسرائيل، إلا أن القيادة السياسية في تل أبيب أصدرت تعليمات للأجهزة الأمنية بإرجاء عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وأصدر المستوى السياسي الإسرائيلي تعليمات بتأخير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وقال مصدر أمني إن حافلات الأسرى التي غادرت سجن عوفر توقفت لفترة طويلة، قبل أن تتلقى أوامر بالعودة إلى الخلف، ما يشير إلى قرار بتجميد العملية في اللحظات الأخيرة.

وقال ناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن الأخير ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، أصدرا تعليمات بتأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المقرر اليوم، "حتى يتم ضمان خروج آمن للرهائن الإسرائيليين في الدفعات اللاحقة"، وأضاف أن إسرائيل طلبت من الوسطاء "العمل على تحقيق ذلك".

ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله "كما تم تأخير الإفراج عن مخطوفينا، نحن أيضًا نؤخر إطلاق سراح" الأسرى الفلسطينيين. فيما أفادت "كان 11" بأن قرار تعليق الإفراج عن الأسرى جاء كرد على مشاهد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في خانيونس.

بدوره، أعلن مكتب إعلام الأسرى، في بيان مقتضب، أنه بعد متابعة الأمر مع الوسطاء، تقرر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في تمام الساعة الخامسة ؛ وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الاحتلال يستعد لـ"إتمام الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حوالي الساعة الخامسة".

وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذيرية عبر طائرات مسيّرة في المنطقة التي سيتم فيها تسليم الأسرى المحررين في رام الله، جاء فيها: "لن نسمح بتنظيم مظاهرات لدعم التنظيمات الإرهابية. كل من يشارك في هذه الفعاليات يعرّض نفسه للاعتقال. لقد حذرناكم، نحن نراقبكم".

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن طواقم مختصة ومؤسسات من محافظة رام الله في انتظار استقبال الدفعة الثالثة من الأسرى المحررين اليوم، في حين أفادت محلية بأن قوة تابعة للاحتلال انطلقت من سجن "عوفر" واقتحمت بلدة بيتونيا.

وأعلنت جمعية "الهلال الأحمر" أن طواقمها الطبية تتعامل مع 14 إصابة في بيتونيا بالقرب من سجن "عوفر"، خلال قمع جيش الاحتلال للفلسطينيين الذين يترقبون الإفراج عن الأسرى، بينها 3 إصابات بالرصاص الحي، ومثلها بالمطاطي، و8 حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، الخميس، إن قوات "فرقة يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)" تواصل استعداداتها لمواجهة ما وصفه بـ"الاضطرابات الأمنية" المتوقعة.

وأشار جيش الاحتلال إلى أن قواته نفذت خلال الأسبوع الماضي سلسلة اعتقالات "استباقية" طاولت فلسطينيين يُزعم أنهم "محرّضون" على "إثارة الشغب"، حيث تم نقلهم إلى التحقيق لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وأوضح البيان أن جهاز الأمن العام (الشاباك) أجرى محادثات تحذيرية مع عائلات عدد من الأسرى المتوقع الإفراج عنهم، في محاولة لردع أي مظاهر احتفالية أو حشد شعبي، في حين تم تعزيز القوات العسكرية في الضفة الغربية، خصوصًا عند الحواجز ونقاط التفتيش.

وأضاف الجيش الإسرائيلي "يواصل عملياته المكثفة لمواجهة أي سيناريوهات محتملة"، سواء كانت "هجومية أو دفاعية"، مشددا على أن قواته ستتخذ "إجراءات فورية" ضد أي محاولات للاحتجاج أو الاحتفال بتحرير الأسرى.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منازل معتقلين مقدسيين في سلوان وشعفاط في القدس المحتلة المدرجين في القوائم المنوي الإفراج عنهم اليوم، في إطار صفقة تبادل الأسرى.

وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت عددا من منازل الأسرى المقدسيين المدرجين المقرر الإفراج عنهم اليوم، عرف منهم منازل كلا من: الأسير أمير فروخ، والأسير محمد العباسي من بلدة سلوان جنوب القدس، ومؤاب أبو خضير في مخيم شعفاط.

وكانت قوات الاحتلال قد استدعت عددا من أهالي المعتقلين المقدسيين المقرر الإفراج عنهم في الدفعة الثالثة تبادل الأسرى، علما بأنه من المقرر الإفراج اليوم عن 18 معتقلا مقدسيا بينهم الأسير محمد فروخ المحكوم 19 عاما، والأسير عبد دويات المحكوم 18 عاما والذي سيتم استبعاده.

كما اقتحمت قوات الاحتلال منزلي الأسيرين مصطفى أبو ريدة في بلدة قصرة، وحسين نصار في بلدة مادما جنوب نابلس، واللذان من المقرر الإفراج عنهما، اليوم، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال هددت ذويهما وطالبتهم بعدم الاحتفال بالإفراج عنهما.

وهددت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الأسير أشرف نوفل، من قرية دير شرف غرب نابلس، باعتقال أحد أفرادها في حال الاحتفال بالإفراج عن نجلها، بحسب عاصف نوفل، نجل الأسير أشرف.

وقال نوفل إن قوات الاحتلال داهمت منزل العائلة في قرية دير شرف، وهددت أنه في حالة إقامة أي مظهر من مظاهر الاحتفالات، أو الاستقبال فسيتم اعتقال عمي وهو أسير محرر مفرج عنه خلال صفقة عام 2011.

وأضاف أن "قوات الاحتلال جمعت أفراد العائلة في ساحة المنزل، وأكدت أن المنزل مراقب عبر طائرات مسيرة، كي لا نقوم بأي من مظاهر الاحتفال"، مضيفا أن والده معتقل منذ 24 عاما، وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 40 عاما.

وتأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية في إطار نهج الاحتلال المستمر في استهداف أي مظاهر فرح فلسطينية بتحرر الأسرى، حيث كثّفت قواته في السابق من عمليات القمع والاعتقال والاعتداءات عند تنفيذ دفعات سابقة من الصفقة.

من جهته، أعلن مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال سيُفرج عن 32 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد، و48 أسيرًا من أصحاب الأحكام العالية، بالإضافة إلى 30 أسيرًا من الأطفال، في إطار تنفيذ شروط الصفقة، علما بأنه تم إقرار هذه الدفعة الاستثنائية في ظل تذرع إسرائيل بعدم الإفراج عن الأسيرة يهود، في الدفعة السابقة، لعرقلة عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أصدر تعليمات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بالعمل على منع تنظيم احتفالات في الضفة الغربية بمناسبة تحرير أسرى فلسطينيين سجون الاحتلال، وذلك بموجب صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ودعا كاتس في بيان رسمي صدر عن وزارة الأمن، جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى ضرب أي "مشارك مسلح" في تلك الفعاليات، التي تنظم ابتهاجا للإفراج عن أسرى في سجون الاحتلال بناء على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء في تعليمات كاتس أنه "يجب اتخاذ جميع التدابير لمنع تكرار الاحتفالات والمسيرات الفلسطينية الجماعية بمناسبة الإفراج عن أسرى في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المحتلة)، ومواجهة أي مسلح يشارك في هذه المسيرات".

التعليقات