الراصد 5: الأكاديميا في إسرائيل تحت بساطير العسكر

-

الراصد 5: الأكاديميا في إسرائيل تحت بساطير العسكر
المركز الجامعي " يهودا والسامرة" في أريئيل مثال واضح للعلاقة بين الأكاديمية الإسرائيلية وبين أجهزة الاحتلال. تأسست كلية " يهودا والسامرة" سنة 1982، وتعتبر أكبر كلية في إسرائيل حيث يدرس فيها قرابة 9000 طالب في عشرين موضوعا مثل: الاقتصاد، علوم الحاسوب، الهندسة، العلوم الاجتماعية، بيولوجيا، ومواضيع أخرى. وقد أقيمت الكلية برعاية جامعة بار إيلان، وغالبية أساتذتها ينحدرون من هذه الجامعة.

في سنة 2001 قررت حكومة أرئيل شارون رفع مكانة الكلية إلى جامعة، وقد اعتمد هذا القرار على تفسيرين: الحاجة لتقوية جهاز التعليم العالي في المنطقة، والرغبة في دعم الكتل الاستيطانية في " يهودا والسامرة"( أي الضفّة الغربيّة المحتلّة) بواسطة تحويل مدينة أريئيل إلى مركز أكاديمي.

عارض المجلس الإسرائيلي للتعليم العالي (هيئة مدنية مؤلفة من شخصيات أكاديمية ويترأسها وزير المعارف) بشدة هذا القرار، إلا أن هذا الاعتراض بقي بدون صلاحية، وذلك لكون الكلية موجودة في الأراضي المحتلة وخارج صلاحيات مجلس التعليم العالي الإسرائيلي، وهي تتبع لمجلس التعليم العالي لـ " يهودا والسامرة"، وهذا الأخير هو هيئة أغلبية أعضائها من الجيش ومن قوات الأمن، ويترأسها جنرال قيادة منطقة المركز في الجيش.

إذًا، فإن القرار في تحويل مكانة الكلية إلى مركز جامعي لم يكن بدوافع أكاديمية، بل خدمة لاحتياجات سياسية لتمكين الاحتلال ودعم المستوطنات، ذلك أن الهيئة التي دعمت المبادرة وشجعتها هي جزء لا يتجزأ من جهاز الأمن والاحتلال الإسرائيلي.

في آب 2007 أطلقت كلية أريئيل على نفسها اسم مركز جامعي، وأعلن رئيس الكلية كوهن أورغد- وهو عضو كنيست سابق عن حزب الليكود، ويضع على ساعده سوارا برتقاليا طبعت عليه كلمات" يهوديّ لا يطرد يهوديّا"-، أنّ يوما سيأتي وستكون هذه الكلية شبيهة بجامعة برينستون الأمريكية.

وبالرغم من هذا الإعلان (عن التحوّل إلى مركز جامعي) لا يوجد حتى الآن أي معنى عمليّ له، لأنّ مجلس التعليم العالي في إسرائيل صرّح بأنه لن يعترف بالألقاب التي ستمنحها الكلية. وفي أعقاب هذا التصريح جرت في الكلية عدة مظاهرات تواجه خلالها مؤيدو القرار ومعارضوه.
.

التعليقات