"أولمرت فشل في التسويق"../ ألوف بن

-

كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس":

[[مشكلة أولمرت أنه قدر بشكل جيد الأخطار الديمغرافية والسياسية التي يسببها احتلال إسرائيل للمناطق، وقام بعرض خطة جيدة لتفكيك معظم المستوطنات و"التجميع" في حدود جديدة، لكنه فشل في التسويق!

توقع أولمرت أن قادة العالم، الذين أبدوا إعجابهم بشجاعة أرئيل شارون بسبب تفكيك عدد قليل من المستوطنات، سيشترون البضاعة الجديدة بتلهف: إخراج المستوطنين من ظهر الجبل والاقتراب إلى حد كبير من الخط الأخضر. ولكن مفاجأته أن العالم لم يتحمس، وأرسله كي ينجز واجباته البيتية! "اذهب، تحدث مع أبو مازن وعد إلينا"!

من الصعب التصديق أنه للمرة الأولى منذ عام 1967 يقترح رئيس إسرائيلي الانسحاب من معظم المستوطنات، دون اصطلاحات ضبابية، ودون أن يطلب شيئا من الفلسطينيين، والعالم صامت. "عد غدا".. يقولون لأولمرت.

هناك أسباب غير متعلقة بإسرائيل في ذلك، الحكومات في واشنطن ولندن وباريس، التي فقدت التأييد الداخلي، آخذه في التفكك. إيران والعراق وأسعار النفط تشغل العالم الآن أكثر مِن: مَن سيسكن في مستوطنة "بيت إيل" أو في مستوطنة "عوفرة"!

ولكن هناك اعتباراً آخر لم يأخذه أولمرت بالحسبان وهو أن الفلسطينيين سيديرون حملة إعلامية دولية ضد خطته،
وينجحون في التأثير وغرس الاتجاه المعاكس في الرأي العام الغربي وعرض " التجميع " كمخطط إسرائيلي لمصادرة الأراضي والضم والاحتلال والاضطهاد والابرتهايد.

فبدل الحديث عن عمق الانسحاب، حولوا الحديث إلى مسألة مصداقية إسرائيل وحقها في الوجود.

حينما أعطتهم الحكومات الغربية ظهرها، بعد فوز حماس ، توجه الفلسطينيون إلى المنظمات غير الرسمية، مما سهل عليهم عرض الصهيونية كإمبراطورية الشر التي تجر الأمريكيين البسطاء.

إن المقاطعة التي فرضها اتحاد المحاضرين البريطانيين ومنظمة العمال في اونتاريو بكندا على إسرائيل هي البداية فقط، وسوف يصبح من السهل إقناع آخرين بذلك.

إسرائيل لا تزال تحت تأثير المفاجأة. وكما في قضية الجدار، فقد تبين أيضا الآن أن النقاش الداخلي في إسرائيل منفصل عن الأجندة العالمية. ما نراه في البيت كانسحاب عميق وتنازل كبير، مرتبط بالنزاع الداخلي، يعرض في العالم كإجراء قاس ضد شعب محتل ومسكين. هنا نختلف على تفكيك بؤر استيطانية تعيسة، وهناك يناقشون بجدية حل " الدولة الواحدة " الذي سيضع حدا للهاجس الإسرائيلي.

الإعلام الإسرائيلي يواجه صعوبة في صد الحملة الفلسطينية، لأن السياسة غير واضحة، كيف سيسوق "التجميع " والحكومة لم تتبناها بعد؟ ورئيس الحكومة يبدي في تصريحاته الداخلية حزما حول تنفيذ الخطة، وفي الخارج يصدر تصريحات مودة لأبو مازن!

النتيجة أن إسرائيل تتململ في تصريحات مبتذلة حول شروط الحد الأدنى للمفاوضات ولاستحقاقات خارطة الطريق، التي لا يذكرها أحد، بدل أن تعرض موقفا واضحا: قررنا انهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات والانسحاب إلى حدود جديدة، التي منها سنفاوض الفلسطينيين بعد أن يقوموا بترتيب شؤونهم الداخلية". الصهيونية صادقة في حدود أقل.

البطانة المقربة من اولمرت تهدئ، ليس هناك ما يقلق. في الامتحان الحقيقي ستقف المجموعة الدولية إلى جانب " التجميع " وإخراج المستوطنين. من الممكن أن يحدث هذا، ولكن من الممكن أيضا، وحتى تفريغ البيت الأول، أن يرى العالم في الخطوة الإسرائيلية العلاج غير الناجع للمرض ويقوم بتبني الموقف الفلسطيني، الذي يمكن تلخيصه في كلمة واحدة " المزيد"!

قرارات مقاطعة إسرائيل، بالذات في الوقت الذي تتحدث فيه إسرائيل عن انسحاب كبير، هي إشارات تحذير كبيرة، تسويق ناجح للتجميع يجب أن يقف في سلم أولويات أولمرت، وستكون زيارته في الأسبوع القادم إلى بريطانيا وفرنسا امتحانا هاما لذلك.]]

التعليقات