"سورية لن تصعد وإيران تتحسب وروسيا منشغلة بالسياسة"

بعد القصف الصاروخي الإسرائيلي: إيران تتحسب لمكانتها الإستراتيجية الجديدة بعد الاتفاق النووي ولن تجازف بمواجهة عسكرية مع إسرائيل بعد أن نفى ليبرمان وجود قواعد إيرانية أما روسيا فهي مشغولة بالعملية السياسية وليست معنية بجبهة جديدة بين سورية وإسرائيل

(توضيحية)

قال محللون إسرائيليون، اليوم السبت، في أعقاب القصف الصاروخي، الليلة الفائتة، والذي نسب للطيران الحربي الإسرائيلي، لمواقع عسكرية في منطقة الكسوة القريبة من دمشق، إن الهجوم يعتبر تأكيدا على الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل والتي تؤكد على رفضها إقامة قواعد عسكرية إيرانية. وفي الوقت نفسه يأتي في ظروف لا تسمح لإيران أو روسيا بفتح جبهة مواجهة جديدة، في حين من غير المتوقع أن يحصل أي تصعيد سوري.

وكتب المحلل العسكري لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أنه في حال صحت هذه التقارير، فإن إسرائيل تكون قد أكدت لكل الجهات ذات الصلة بما يدور في سورية أنها جدية في نواياها، حيث أن القصف الصاروخي يهدف لفرض الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل أمام موسكو وواشنطن والنظام السوري وحزب الله وإيران.

وبحسبه، فإن الرسالة المركزية لإسرائيل هي أنها "لن تسمح بإقامة قواعد عسكرية إيرانية من أي نوع في سورية، وأن حقيقة أن موسكو وطهران تجاهلتا هذه الرسالة في المحادثات التي أجراها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع قادة إيران وتركيا، دفعت إسرائيل إلى التأكيد على الرسالة".

ورجح المحلل العسكري أن يكون استهداف الموقع "الإيراني" قرب الكسوة ومخزن الذخيرة قرب دمشق، لم يحصل من المجال الجوي السوري، وإنما من خارجها، وبواسطة صواريخ "جو - أرض"، مضيفا أن المضادات الدفاعية السورية أطلقت صوارخ مضادة للطائرات، ولكن خلافا لادعاءات النظام السوري فإنه لم يتم اعتراض أي صاروخ، كما أن الطائرات كانت في طريقها إلى قواعدها عندما أطلقت الصواريخ المضادة للطائرات.

وتابع أنه من الجائز الافتراض أن السوريين سيحاولون تحسين قدراتهم في الرد على مثل هذه الهجمات، وأنه قد يقدمون شكوى إلى الأمم المتحدة، بيد أنه من غير المتوقع أن يحصل أي تصعيد قريبا.

من جهته أشار محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية نفت استهداف أي قاعدة إيرانية لها قرب دمشق، وأن "الحديث عن مخزن ذخيرة تابع للجيش السوري". كما أشار إلى أن القصف الصاروخي استهدف مستودع ذخيرة وقاعدة عسكرية يتواجد فيها الجيش السوري ومصنعا لإنتاج الذخيرة.

ولفت إلى أنه إذا كان وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، يصرح أنه لا يوجد قوات إيرانية في سورية، "فلماذا تنكر إيران ذلك؟"، مضيفا أن انعدام الرد الإيراني الرسمي من شأنه أن يشير إلى أن إيران في هذه المرحلة غير معنية بتحويل الهجوم إلى "اختبار إستراتيجي" قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

وتابع أن إيران باتت شريكا في العمليات السياسية الدولية، بحكم المكانة التي اكتسبتها بعد التوقيع على الاتفاق النووي، وذلك فمن الجائز الاعتقاد بأنها "ستفضل الحفاظ على مكانتها الإستراتيجية الجديد، وعدم المخاطرة في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، طالما ظلت قادرة على الإشارة إلى أن الهجوم في سورية لا يستهدف قوات أو منشآت إيرانية".

وأضاف أن هذه المكانة تعزز قوة إيران مقابل السعودية التي لم تثمر كافة محاولاتها لحل صراعات إقليمية، فالأخيرة "ليست شريكا فعالا في التسوية في سورية، كما أنه لا يلوح في الأفق نهاية للحرب في اليمن، إضافة إلى أن الأزمة التي أنشأتها في لبنان لم تؤت بأية ثمار لها".

أما بالنسبة لروسيا، فقال إنها سبق أن أوضحت لإسرائيل ما هي الخطوط الحمراء التي لا تجعل الأخيرة تتمتع بحرية العمل في سورية. وفي حال صحت التقارير، فإن الهجوم الإسرائيلي سينظر إليه على أنه تجاوز للخطوط بسبب قرب الموقع من دمشق واستهداف قاعدة عسكرية سورية، الأمر الذي من شأنه أن يفسر على أنه توسيع لجبهة المواجهة مع إسرائيل.

وتابع أنه "إذا كانت روسيا قد غضت النظر، في السابق، عن الهجمات على قوافل الأسلحة المعدة لحزب الله أو من الرد الإسرائيلي على مواقع أطلقت منها النيران باتجاه إسرائيل، فإن روسيا قد تضيق غلاف العمليات الإسرائيلية إلى درجة التهديد بمواجهات جوية، مثلما هددت طائرات أميركية وتركية تعمل في الأجواء السورية بدون تنسيق معها. بيد أن روسيا، في هذه الأيام، منشغلة باستكمال العملية السياسية، بل وأعلنت عن انتهاء المرحلة العسكرية في سورية، ومن المتوقع أن تجري جولة أخرى من المحادثات في أستانا، قبيل نهاية الشهر الجاري، كما يتوقع أن تستأنف قمة جنيف. وبالتالي فإن روسيا، التي تمكنت من فرض وقف جزئي لإطلاق النار في سورية وتعمل من أجل وقف إطلاق نار شامل، ليست بحاجة إلى جبهة مواجهة جديدة بين سورية وإسرائيل"، بحسب برئيل.

التعليقات