تحليلات: التسريبات حول هجمات ضد إيران لخدمة مصالح نتنياهو السياسية

نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق: "أخشى أن الحديث لا يدور فقط عن كشف الهجمات الإسرائيلية وإنما عن مبادرات أمنية هدفها خدمة احتياجات سياسية"* "الثرثرة الإسرائيلية بعد هجمات ناجحة، قد تجبي لاحقا ثمنا باهظا"

تحليلات: التسريبات حول هجمات ضد إيران لخدمة مصالح نتنياهو السياسية

رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو (أ ب)

اتهم نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست يائير غولان، من حزب ميرتس، اليوم الإثنين، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأنه بادر إلى كشف الهجمات الإسرائيلية في إيران، وآخرها التفجير في منشأة نطنز، قبيل فجر أمس، من أجل خدمة مصالحه السياسية، في أعقاب تعثر مساعيه بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غولان قوله إن "نتنياهو فقد سحره. وأخشى أن الحديث لا يدور فقط عن كشف الأنشطة الإسرائيلية وإنما عن مبادرات أمنية هدفها خدمة احتياجات سياسية. فبعد الجولة (الانتخابية) الثالثة، كانت كورونا حبل النجاة. وهل إيران هي (حبل النجاة) بعد الجولة الرابعة؟ وفي وضع كهذا، أدعو (المستشار القضائي للحكومة أفيحاي) مندلبليت إلى إخراج نتنياهو إلى وضع تعذر قيامه بمهامه الآن".

وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، نقلا عن مسؤولين أمنيين، أن التسريبات الأخيرة حول هجمات منسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية لم تُنسق مع أجهزة الأمن وكبار المسؤولين الأمنيين، ولم يتم المصادقة عليها مسبقا.

وبحسب تسريبات إلى وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية، آخرها تسريب مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة "نيويورك تايمز"، الليلة الماضية، فإن الموساد هو الذي نفذ التفجير في نطنز، أمس. والأسبوع الماضي تسربت معلومات لوسائل إعلام أميركية تفيد بأن وحدة كوماندوز إسرائيلية نفذت التفجير في السفينة "سافيز" الإيرانية، التي تعتبر سفينة عسكرية ولأغراض التجسس وتعطيلها.

وأضاف موقع "يديعوت أحرونوت" أن التسريبات مستمرة اليوم أيضا. "وهذه العمليات المنسوبة لإسرائيل تجري بين حين وآخر ولكنها تحت ’سقف الضجيج’، لأن تسريبا أو تلميحا حيالها يُفسر أنه تبني مسؤولية إسرائيل و’تستوجب’ إيران بشن هجوم انتقامي".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، اليوم، إلى أن الهجمات الإسرائيلية ضد إيران "تستوجب من إسرائيل تيقظا استخباراتيا وعسكريا بمستوى مرتفع، وفي موازاة ذلك اتخاذ قرار حول كيف تعتزم مواصلة هذه المعركة المتصاعدة، التي تعقدت على خلفية العلاقات المتعثرة مع إدارة بايدن".

وأضاف ليمور في تلميح إلى التصريحات والتسريبات أنه "من أجل ضمان أداء سليم في الجانب الإسرائيلي على الأقل، المطلوب هو أن يضع صقور الحكومة الفؤوس جانبا ويديروا جبهة منسقة، وقبل تشكيل حكومة جديدة". وأشار إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي موجود الآن في حالة تأهب "لامتصاص" ضربة وسط تقديرات بأن إيران سترد على الهجمات الإسرائيلية.

ورجح ليمور أنه "إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن التخريب في منشأة التخصيب، فإنه تم نقل تقرير بشأنه إلى الأميركيين". وأضاف أن الإدارة الأميركية عبرت عن استياء من الهجمات الإسرائيلية ضد إيران في الأسابيع الأخيرة، وأنه تمثل ذلك بتسريبات معلومات حساسة إلى وسائل إعلام أميركية، "وعلى ما يبدو بهدف التلميح لإسرائيل بأن الولايات المتحدة ليست معنية بأن تعرقل إسرائيل محاولاتها لفتح صفحة جديدة مع طهران. وليس واضحا كيف سيكون رد فعل إدارة بايدن على التخريب الحالي، الذي يأتي في توقيت حساس، بعد أيام من استئناف المحادثات بين إيران والقوى العظمى".

ورأى المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، في مقال بعنوان "رهان خطير"، أن "الانطباع هو أن إسرائيل تفعل أي شيء من أجل تعطيل الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية في الطريق إلى إحياء الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات المفروضة على طهران".

ولفت آيخنر إلى أن الهجوم في نطنز جاء في توقيت حساس، في موازاة وصول وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى إسرائيل، في أول زيارة لمسؤول في إدارة بايدن. "زيارة أوستن تحمل رسالة، مفادها أن الولايات المتحدة تريد التأكد من أن إسرائيل لا تعتزم استهداف جهودها باستئناف المسار الدبلوماسي مقابل إيران في فيينا. وثمة من يرى بزيارة أوستن، في التوقيت الحالي، محاولة أميركية للجم إسرائيل".

وأضاف آيخنر أن "إسرائيل تقوم هنا برهان خطير: من شأن هجمات محتملة في المستقبل ضد إيران أن تشعل المنطقة فيما ليس لدى إسرائيل دعم أميركي... وإحدى المشاكل هي أن الثرثرة الإسرائيلية بعد هجمات ناجحة، قد تجبي لاحقا ثمنا باهظا. ومن الجائز أن الهجوم في نطنز، إذا نُسب لإسرائيل، ستثير أفكارا أخرى في البيت الأبيض حول كيفية التعامل معها".

التعليقات