وصف المحللون في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء، التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه رئيس الشاباك، رونين بار، إلى المحكمة العليا، أمس، بأنه "مزلزل" و"غير مسبوق" في تاريخ إسرائيل، بعدما كشف عن النزعة الدكتاتورية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمطالبته رئيس الشاباك بالتجسس على مواطنين لمجرد أنهم يتظاهرون ضده، وأن ينصاع له وليس للمحكمة العليا في حال نشوء أزمة دستورية.
ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن "بار خاطر بنفسه وتضرر من أجل خدمات الدولة كلها، أو ما تبقى منها، وكذلك من أجل رئيس أركان الجيش ورئيس الموساد، ولاحقا من أجل المحكمة العليا أيضا".
ورأى رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، أنه "يسيطر على جهاز الأمن موالون لنتنياهو، وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زامير، إلى جانب رئيس الموساد وقائد سلاح الجو"، وأن "الجيش الإسرائيلي يشن هجمات (في غزة) بلا قيود قانونية وأخلاقية، ويقتل يوميا عشرات الفلسطينيين ويتباهى بأن تعداد الجثث ’ضغط عسكري’".
ويعتبر إسرائيليون كثيرون أن الغارات في غزة هي بموجب قرارات المستوى السياسي. لكن الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب والرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عوفؤ شيلَح، شدد على أن "أي أحد يقول ذلك لا يعرف الواقع. فالجيش الإسرائيلي هو الذي يبلور مفهوم الواقع، وهو الذي يضع خيارات العمليات العسكرية وهو الذي ينفذها. ورئيس أركان الجيش ليس ضابطا بروسيا يتلقى الأوامر ويلقي التحية العسكرية، وإنما هو جزء حاسم في وضع السياسة".
وأضاف أن "زامير قد أدرك على ما يبدو أن المستوى السياسي سعيد جدا مما يضعه أمامه، وليس لأن هذا سيعيد مخطوفين. فنتنياهو سعيد لأن هذا يضمن حربا بلا نهاية، وهو بحاجة إليها من أجل بقائه السياسي".
وتابع شيلح مشيرا إلى رئيس أركان الجيش زامير، أنه "يتعين على شخص نزيه ورئيس جهاز مسؤول عن سلامة الجمهور أن يفعل مثلما فعل رونين بار في مجاله، وأن يوضح للمستوى السياسي أن الجيش الإسرائيلي لن يغوص في وحل غزة مثلما غاص في وحل لبنان قبل أربعين عاما، ولن يمهد لاحتلال وترانسفير الذي سيؤدي إلى انهيار أسس المجتمع والدولة والجيش، ولن يستمر في توحل لا نهائي، يرافقه سفك دماء وتآكل أخلاقي. وزامير مسؤول عن الجيش مثلما بار مسؤول عن الشاباك. وإذا رأى أن لديه الواجب الذي يصفه بار، عليه أن يتصرف مثله".
التعليقات