12/08/2024 - 12:02

نوم الأطفال (جيل الولادة حتى 3 سنوات)

النوم مبني من دورات، كل دورة مكونة من عدة مراحل رئيسية (مفصلة بالرسم ادناه). مدة كل دورة تختلف حسب الجيل، وتتراوح بين 40-120 دقيقة. بنهاية كل دورة نوم الجسم يستيقظ

نوم الأطفال (جيل الولادة حتى 3 سنوات)
د. حنان خوري-حداد

 

 

د. حنان خوري- حداد 

باحثة كبيرة في قسم "البحث والتطوير" بشركة تطوير علاج خلوي. Cell therapy

مستشارة نوم وفطام أطفال

 

 

ما هو النوم؟

النوم هو حالة طبيعية من الراحة الجسدية والعقلية. خلال النوم، يستريح الجسم ويجدد طاقته، ويقوم الدماغ بعمليات مختلفة مثل، تنظيم الذاكرة وتنظيم العواطف. لدى الأطفال أهميات إضافية للنوم ونذكر منها:

- تطور الجهاز العصبي الذي يحدث خلال النوم حتى جيل 3 سنوات.

- إفراز هورمون النمو الذي يحدث بالساعات الأولى من الليل أثناء النوم العميق.

دورات النوم:
النوم مبني من دورات، كل دورة مكونة من عدة مراحل رئيسية (مفصلة بالرسم ادناه). مدة كل دورة تختلف حسب الجيل، وتتراوح بين 40-120 دقيقة. بنهاية كل دورة نوم، الجسم يستيقظ، ولكن غالبا، وخاصة بالليل،  يدخل الشخص لدورة النوم التي تليها، وأحيانا الأطفال لا ينجحون بوصل دورات النوم (نوم متواصل)، ويحتاجون لمساعدة كي يعودوا للنوم ثانية.

لدى طفلي صعوبات بالنوم، ماذا يمكن أن أفعل؟   

يمكن اتباع عدة خطوات بسيطة من شأنها المساعدة على تنظيم النوم لدى الأطفال، والتقليل من أو حتى التغلب على صعوبات النوم. فالخطوات التالية مجتمعة تبني روتينا ثابتا للطفل. بناء روتين يومي مهم جدا

لمساعدة الطفل على معرفة ما سيحدث خلال اليوم،  ويجعله أكثر هدوءً، ويحضّر جسمه لكل جزء من اليوم (مثل الشعور بالتعب وقت النوم، والجوع وقت الطعام). الخطوات تتضمن:

1- ضبط الساعة البيولوجية (تنظيم الليل والنهار):

 الساعة البيولوجية هي نظام داخلي في الجسم ينظم العديد من العمليات الفسيولوجية وفقًا لدورة 24 ساعة، وتتحكم في أنماط النوم والاستيقاظ، تناول الطعام، إفراز الهرمونات، ووظائف أخرى. الساعة البيولوجية تتفاعل مع الضوء والظلام لتنسيق الإيقاع اليومي. ولهذا من المهم الحفاظ على بيئة ضوء وظلام لدى الأطفال حسب نهار وليل، هذا يعني أخذ القيلولات في النهار  في بيئة مضاءة، والحفاظ على الظلام (أو إضاءة خافتة) بساعات الليل، حتى لو أن الطفل مستيقظ، يُنصح بالبدء بتنظيم الليل والنهار (ضوء وظلام) من جيل الولادة لغاية الثلاثة شهور.

2- يجب التأكد بأن الطفل "تعبان ونعسان" بالمستوى المطلوب وقت النوم (إن كان قيلولات أو ليل). إذا لم يكن الطفل بمستوى التعب الملائم, سيستصعب النوم، ومن شأن المحاولات في التنويم أن تكون طويلة ومرفقة بمقاومة الطفل. وما المقصود بمستوى التعب الملائم:

يتضمن أيضا عدم الانتظار لمرحلة الإرهاق. أنا شخصيا في عملي أصادف الكثير من الأهل يظنون أن إرهاق الطفل سيجعله ينام أسرع أو أفضل، ولكن العكس هو الصحيح، وذلك لأن حالة الإرهاق تؤدي لارتفاع في هورمونات الإجهاد (ستريس) وتتناقض مع حاجة الجسم للهدوء والاسترخاء لكي ينام، فالطريقة المثالية للوصول لدرجة التعب المطلوبة هي اتباع "نافذة اليقظة" الموصى بها خلال النهار (مفصل في الجدول).

3- التأكد من أن الطفل يحصل على سعرات حرارية كافية خلال النهار، مما يقلل من احتياجه للاستيقاظ ليلا للرضاعة أو شرب الحليب. فبشكل عام من جيل 5-8 أشهر الطفل بحاجة لوجبتين بالليل (أو أقل)، وحتى جيل سنة وجبة واحدة ليلا. من المتوقع الا يحتاج الطفل وجبات ليلية بعد جيل السنة.

 للتنويه- أنا لا أنصح بالتوقف من الإطعام الليلي قبل التأكد من سبب طلب الطفل للطعام (جوع أو وسيلة تهدئة)، وإعطاء بديل للطفل بحسب حاجته.

4- التأكد من أن الطفل فعّال بما فيه الكفاية خلال النهار (بما يتناسب مع جيله). مثلا طفل في جيل النصف سنة يتمكن من النوم على بطنه وعلى ظهره ويتقلب، بينما طفل في جيل السنتين بحاجة للعب كثيرا، للقفز والركض. الحركة والفعالية خلال النهار، تمكن من جودة نوم أعلى.

هل اتباع هذه الخطوات يضمن التخلص من صعوبات النوم؟

هذه الخطوات من شأنها تحسين نوم الطفل، ولكنها لا تضمن التغلب التام على صعوبات النوم، بالأخص بالحالات التالية:

1- الطفل دون جيل 5-6 أشهر. جسم الطفل ليس ناضجا للنوم المتواصل بالليل (مثل إفراز كاف لهورمون الميلاتونين)، لا يملك الآليات للتهدئة الذاتية، ويمر بالكثير من قفزات النمو ومع كل قفزة من شأن النوم أن يتأثر. لهذا الطفل بهذه الأجيال بحاجة لمساعدة دائمة من الأهل على النوم.

2- فوق جيل ال- 6 أشهر، وجود عوامل تَعَلُق لدى الطفل، عوامل التي بدونها لا يستطيع الطفل النوم، متل الحاجة إلى الهز، الحملان، الرضاعة (كوسيلة تهدئة وليس كوجبة)، هذه العوامل ممكن أن تسبب صعوبة بالنوم واستيقاظ متكرر خلال الليل (بعد كل دورة نوم)، مما يتطلب تدخل من الوالدين ليتمكن من النوم ثانية، هذه الظاهرة منتشرة ومتعبة جدا.

وأخيرا...

وفقا للأبحاث، فإن 80% من الأطفال لديها صعوبات نوم بجيل 1-2 سنوات، يستمرون مع صعوبات نوم لجيل متقدم،  لهذا أحث كل أهل لطفل مع صعوبات نوم (فوق جيل ال-6 أشهر) أن يعملوا بشكل فعال للتغلب على هذه الصعوبات عن طريق التوجه لاستشارة نوم (أو بشكل شخصي بحالة وجود المعرفة والآليات اللازمة)، وعدم الافتراض بأن الصعوبات ستمر مع الوقت.

تحرير: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48

التعليقات