الكوارث الطبيعية توقع سنويا خسائر بقيمة 520 مليار دولار

تقرير البنك الدولي: الكوارث الطبيعية تدفع نحو 26 مليون شخص إلى الفقر كل عام وتتسبب بخسائر تزيد عن 500 مليار دولار

الكوارث الطبيعية توقع سنويا خسائر بقيمة 520 مليار دولار

إعصار نرجس 2008 في ميانمار (بورما)

قال البنك الدولي في تقرير نشره اليوم، الإثنين، إن الكوارث الطبيعية تدفع نحو 26 مليون شخص إلى الفقر كل عام، وتتسبب بخسائر تزيد عن 500 مليار دولار.

وأضاف التقرير الذي نشر على هامش مؤتمر الأطراف بشأن المناخ المنعقد في مراكش بالمغرب، أن هذه الأرقام سترتفع خلال العقود المقبلة نظراً لأن التغير المناخي سيضاعف القوة التدميرية للإعصارات والفيضانات وموجات الجفاف.

وحتى الآن فإن الحسابات العالمية للأضرار التي تلحقها الطبيعة بالمجتمعات لم تأخذ في الحسبان تفاوت الثروة، بحسب التقرير المؤلف من 190 صفحة بعنوان 'بناء صمود الفقراء في مواجهة الكوارث الطبيعية'.

والمنهجية الجديدة في الحساب لها تأثيرات كبيرة على الطريقة الأفضل لإنفاق المال وكيفية إنفاقه لجعل المدن والمناطق الريفية أكثر صمودا في مواجهة مثل هذه الصدمات.

وقال كبير معدي التقرير ستيفان هاليغات 'إن خسارة دولار واحد ليس لها نفس التأثير بالنسبة لشخص غني وآخر فقير'.

وأضاف 'أن نفس الخسارة تؤثر على الفقراء والمهمشين أكثر بكثير لأن مصادر رزقهم تعتمد على أصول قليلة، كما أن استهلاكهم يكاد يصل إلى مستوى الكفاف'.

واليوم فإن قرار أية حكومة لإنشاء بنية تحتية لتجنب فيضان في مدينة ما سيفضل منطقيا المنطقة الغنية التي تكبدت خسائر في الممتلكات تقدر بعشرين مليون دولار على المنطقة الفقيرة التي لم يتعد إجمالي الخسائر فيها 10 ملايين دولار'.

وقال التقرير إن بناء السدود المانعة للفيضانات وأنظمة تصريف المياه في المناطق الأفقر 'سيولد مكاسب أقل من حيث قيمة الأصول التي كان يمكن أن تفقد، ولكنه سيولد مكاسب أكثر في رفاه العيش' بالنسبة لسكان هذه المناطق.

وخلص التقرير إلى أن تقديرات التكلفة الحقيقية للكوارث الطبيعية كانت أقل بكثير من الحقيقة.

وقدرت دراسة أجرتها الأمم المتحدة مؤخرا في 117 من الدول الغنية والنامية، إجمالي الخسائر العالمية من الأصول نتيجة الكوارث الطبيعية بنحو 327 مليار دولار (304 مليار يورو) في العام.

ولكن إذا تم احتساب الاستهلاك المفقود، عندما تصبح الأدوية والدراسة على سبيل المثال والتي كان يصعب الحصور عليها من قبل، ليست في متناول اليد ماليا، فإن إجمالي الخسائر السنوية يصل إلى نحو 520 مليارا سنويا، بحسب التقرير.

واستنادا إلى دراسة عالمية أجريت على 1.2 مليون شخص في 89 بلدا، أظهر التقرير أن رواتب 26 مليون شخص هي تحت عتبة 1.9 دولار (1.75 يورو) يوميا، وهو مقياس معتمد لمستوى الفقر.

وصرح هاليغات لوكالة فرانس برس 'هذا الرقم هو الأقل تقديرا بالتأكيد'.

وطبقا للأمم المتحدة فإن إعصار نرجس الذي ضرب بورما (ميانمار) في 2008 وأدى إلى مصرع نحو 140 ألف شخص، تسبب بخسائر وصلت إلى أربعة مليارات دولار.

كما أجبر نصف مزارعي البلاد الفقراء على بيع أراضيهم، وما لهم من ممتلكات لتسديد الديون عقب الإعصار، ما أدخلهم في صعوبات ومعاناة لا حصر لها، وهو ما جعل تكلفة الإعصار أعلى بكثير.

ولم تكن الظروف الجوية المتطرفة هي السبب في الكوارث الأقوى والأشد منذ بداية القرن، ومن بينها إعصار نرجس، وتسونامي المحيط الهندي في 2004، وزلزال في الصين وهايتي. إلا أنه ومع بدء التغيرات المناخية فإن القوة المدمرة للطبيعة ستزداد، بحسب ما يرى العلماء.

اقرأ/ي أيضًا | ما علاقة الكوارث البيئية بنشوب الحروب؟

وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في بيان إن 'الصدمات المناخية الشديدة تهدد بتدمير عقود من التقدم في مكافحة الفقر'.

وأضاف أن 'بناء الصمود في مواجهة الكوارث له جدوى اقتصادية، إضافة إلى أنه واجب أخلاقي'.

التعليقات