الحرب تلقي بظلالها على "منتدى المستثمرين" في السعودية

رئيس المصرف الإسلامي للتنمية محمد الجاسر: "الإمكانات التي كانت تنتظر أن يتم استغلالها تتبخر مع كل هذه الصراعات وهذا المستوى من انعدام اليقين".

الحرب تلقي بظلالها على

صورة توضيحية من "مبادرة مستقبل الاستثمار" (Getty images)

أبدى مسؤولون سعوديون، الثلاثاء، أسفهم على الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الصراع في الشرق الأوسط، في حين أبلغ صندوق الثروة السيادية للمملكة الخليجية منتدى للمستثمرين أنه سيقلص استثماراته الخارجية.

ورغم عرض قدمّه مغنو أوبرا من جنوب إفريقيا ومداخلة عبر الاتصال المرئي لمالك منصة "إكس" وشركتَي "تسلا" و"سبايس إكس" الملياردير إيلون ماسك، خيّمت مسألة الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين ولبنان، على الجوّ العام في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" والذي يشار إليه أحيانا باسم "دافوس في الصحراء".

ومن المتوقع أن يجذب الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام هذا العام أكثر من سبعة آلاف مندوب، بينهم الرئيس التنفيذي لمنصة "تيك توك" شو زي تشيو والرئيسان التنفيذيان لـ"سيتي غروب" و"غولدمان ساكس".

وقال رئيس المصرف الإسلامي للتنمية محمد الجاسر في ندوة الثلاثاء إن الخليج "نقطة مضيئة في المنطقة" لكن الحروب الدائرة تشكل عبئا على النمو.

وأضاف أن "الإمكانات التي كانت تنتظر أن يتم استغلالها تتبخر مع كل هذه الصراعات وهذا المستوى من انعدام اليقين".

انعقد المنتدى العام الماضي بعد أسابيع فقط من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد حذر متحدثون رفيعو المستوى خلاله من الاضطرابات الاقتصادية في حال تمدد القتال إلى دول أخرى.

ومع مرور أكثر من عام على اندلاعه، تحققت تلك المخاوف، إذ تواصل إسرائيل عملياتها ضد حزب الله في لبنان وتتبادل الضربات مع إيران.

وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، الثلاثاء، إن المملكة تضررت حتما من القتال الدائر في المنطقة، بما في ذلك الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر.

وأوضح الفالح "نحن مركز الشرق الأوسط. ونحن نشعر بالألم الذي يحدث على المستوى الإنساني ونرى الاضطرابات في البحر الأحمر".

وأُطلقت "مبادرة مستقبل الاستثمار" عام 2017 كنافذة على العالم لأكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، فيما تحاول تنويع اقتصادها بعيدا عن الذهب الأسود تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وسلط المنتدى الضوء هذا العام على الذكاء الاصطناعي.

وخلال إحدى الجلسات، حذّر ماسك من مخاطر نماذج الذكاء الاصطناعي التي اعتبر أنها "عدمية" لأنها "ملقّنة قول أشياء مجنونة في بعض الحالات تكون مثيرة للقلق الشديد".

وشكل صندوق الاستثمارات العامة السعودي محركا لخطة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المعروفة بـ"رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد السعودي والرامية إلى تنويع اقتصاد المملكة المرتهن بالنفط.

وأعلن هذا الصندوق، الثلاثاء، أنه سيقلص حصة استثماراته الخارجية، بعدما أبرم على مدى سنوات صفقات ضخمة شملت خصوصا المجالين الرياضي والترفيهي.

وفي معرض حديثه عن نمو صندوق الثروة السيادية السعودي خلال العقد الأخير، أوضح محافظ الصندوق ياسر الرميان، أن حصة الاستثمارات الدولية للصندوق ارتفعت بشكل كبير من 2 إلى 30%.

وأكد أن "هدفنا الآن هو خفض هذه الحصة إلى ما بين 18 و20% مع ذلك، فإن القيمة المطلقة بالدولار تواصل النمو".

ويأتي تصريح الرميان وسط تزايد الشكوك حول أكثر المشاريع طموحا في المملكة الخليجية، بما في ذلك نيوم.

وفي حين امتنع معظم المتحدثين عن توجيه رسائل سياسية صريحة، استغل الخبير الاقتصادي الأميركي جيفري ساكس فرصة التحدث لتوجيه نداء قوي لإقامة دولة فلسطينية.

وقال "لماذا هناك حرب في غزة ولبنان وربما تمتد إلى إيران وإلى أبعد من ذلك في هذه المنطقة؟ لأنه من الواضح أنه لا توجد دولة فلسطينية. لأن إسرائيل تمنعها، والولايات المتحدة تمنعها، وإلى أن يحدث ذلك، فلن يكون هناك سلام في المنطقة".

ودعا رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إلى وقف إطلاق نار في غزة، مشيدا بمصر والسعودية باعتبارهما "ركيزتين أساسيتين" للأمن الإقليمي.

وقال "أؤكد أن أمن دول (الخليج) هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".

وكان الرئيس التنفيذي لمعهد "مبادرة مستقبل الاستثمار" ريتشارد أتياس قال في مؤتمر صحافي في الرياض الشهر الحالي إن التجمع لا يهدف إلى التركيز على "السياسة" ويجب أن يتناول بدلا من ذلك الاستثمارات الكبيرة "لبناء عالم أفضل".

وأوضح أتياس، المنتج السابق للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا "نحن منصة مستقلة ولا نريد أن نكون، سامحوني على هذه الكلمة، ملوثين بأي أحداث سياسية. أقوم بتنظيم الأحداث منذ 35 عاما، وتعلمت شيئا واحدا: يجب أن يستمر العرض".

التعليقات