اغتيال العالم النووي الإيراني البارز فخري زادة واتهامات لإسرائيل

اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة | وزير الخارجية الإيراني: "دلائل جديّة" على دور إسرائيلي في الاغتيال

اغتيال العالم النووي الإيراني البارز فخري زادة واتهامات لإسرائيل

من المكان (وكالة أنباء "فارس")

وزير الخارجية الإيراني: "دلائل جديّة" على دور إسرائيلي في الاغتيال | نتنياهو يلمح ولا تعليق أميركيًا | رئيس الأركان الإيراني: الاغتيال "ضربة قاسية وثقيلة" للقدرات الدفاعات الإيرانية | "نيويورك تايمز" عن 3 مصادر استخباراتية: إسرائيل تقف وراء الاغتيال


أعلنت وزارة الدفاع الإيرانيّة، اليوم، الجمعة، اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زادة، قرب العاصمة، طهران.

ونقل موقع "نيويورك تايمز" الأميركيّ عن 3 مصادر استخباراتيّة أميركية وإسرائيليّة أن إسرائيل تقف وراء الاغتيال. وتابع أنه "من غير الواضح إلى أي مدى كانت الولايات المتحدة على علم بالاغتيال سلفًا".

ولمّح رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، لاغتيال فخري زادة، قائلا إنه "لا يستطيع الإعلان عن كل إنجازاته هذا الأسبوع"، بينما امتنع البيت الأبيض عن التعليق.

بينما نقلت هيئة البث الرسميّة (كان 11) عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه بدون فخري زادة سيكون من الصعب "الدفع بالبرنامج النووي الإيراني".

وقال رئيس الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إنّ الانتقام من متسببي اغتيال فخري زاده "بات على جدول الأعمال".

فخري زادة - الأوّل من اليمين
فخري زادة - الأوّل من اليمين

3 أو 4 قتلى من المنفّذين

وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانيّة أن الاغتيال جرى على مرحلتين أولهما انفجار سيارة في ساحة "الخليج الفارسي" أثناء مرور موكب فخري زادة؛ ثانيها تقدّم أحد المهاجمين من سيارة فخري زادة وأطلق النار عليه، عند الثانية والنصف عصر اليوم، الجمعة.

وبحسب "تسنيم" نقل فخري زادة إلى المشفى بطائرة مروحيّة.

وبحسب تقرير لوكالة "فارس" قُتل "ثلاثة أو أربعة أشخاص قيل إنهم من الإرهابيين".

جواد ظريف: دلائل إسرائيلية

وكتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في حسابه على "تويتر" إن "هناك دلائل جديّة على دور إسرائيلي في الاغتيال".

ودعا جواد ظريف "المجتمع الدولي – وخاصّة الاتحاد الأوروبي – إلى إنهاء المعايير المزدوجة المخزية وإدانة إرهاب الدولة هذا".

وقال وزير الدفاع الإيراني في تغريدة على موقع "تويتر" إنّ اغتيال فخري زادة يظهر "عمق كراهية الأعداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، بينما علّق رئيس البرلمان الإيراني بالقول "إنّا مِن المجرمین منتقمون".

رئيس الأركان الإيراني: الاغتيال "ضربة قاسية وثقيلة"

من جهته، أعلن رئيس الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، إنّ فخري زادة استطاع أن يرفع القدرة الدفاعية للبلاد "إلى مستوى مقبول من القدرة الردعية"، وكشف باقري عن منصب غير معروف سابقًا لفخري زادة، هو رئيس مؤسسة الأبحاث والإبداع بوزارة الدفاع وعدّه "أحد كبار المديرين في التصنيع الدفاعي في البلاد، الذين كانوا مصدرًا للعديد من الخدمات خلال حياته المباركة واستطاع رفع القدرة الدفاعية للبلاد إلى مستوى مقبول من الردع".

وتابع أن الاغتيال "ضربة قاسية وثقيلة للمجمع الدفاعي للبلاد"، إلا أنه توعّد بأنّ "ردا قاسيا سيكون بانتظارهم".

وأشار موقع "واللا" الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي، في الأسابيع الأخيرة، تقضي بالاستعداد لاحتمال هجوم أميركي في إيران، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني/يناير.

فشل محاولات الموساد لاغتياله سابقًا

وفشل الموساد في السابق في اغتيال فخري زادة، فذكر الكاتب يوسي مليمان في كتاب "جواسيس غير مثاليين" أن فخري زادة يعتبر "دماغ ومدير البرنامج النووي العسكري الإيراني" ويضيف أن الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) فشلا في السابق في تحديد موقعه.

واغتال الموساد سلسلة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين منذ منتصف كانون ثانٍ/يناير 2007، دون أن تعلن إسرائيل ذلك رسميًا.

وهدّد نتنياهو عام 2018 علنًا، باغتيال فخري زادة بعد كشف صورته علنًا في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه سرقة الأرشيف النووي الإيراني.

بروفايل إسرائيلي لفخري زادة

ونشرت وسائل إعلام إسرائيليّة حينها تفاصيل عن فخري زادة (57 عاما)، منها أنّه محاضر في كلية الفيزياء في جامعة الإمام حسين في طهران، وهو خبير في الفيزياء النووية. وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه، وذلك باعتبار أنه "العقل المدبر للمشروع النووي العسكري الإيراني".

وتدعي الأجهزة الاستخبارية أن فخري زادة يعتبر المسؤول العلمي الإداري للمشروع النووي العسكري الإيراني، التابع لوزارة الدفاع الإيرانية وحرس الثورة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن زادة باحث مطلع على معلومات هائلة في الفيزياء النووية والكيمياء، الضرورية لبناء قنبلة نووية، ويتمتع بقدرات إدارية مثيرة، ويعتبر مخلصا للثورة الإيرانية وحرس الثورة.

وتطلق الاستخبارات الأميركية عليه لقب "عبد القدير خان الإيراني"، نسبة إلى عبد القدير خان مصمم المشروع النووي الباكستاني الذي زود إيران بدوائر الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم.

وأضاف التقرير، أن زادة عمل حتى العام 2003 في مناصب بحثية وإدارية عليا، وخاصة في إطار "الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية". وبعد الكشف عن مفاعل التخصيب في نتنز، غيرت إيران الاتجاه. وفي هذه المرحلة تم فصل المشروع النووي لأغراض الطاقة عن المشروع العسكري السري.

وادعى التقرير أنه تم فصل المنشآت النووية المكشوفة، مثل بوشهر ونطنز، التي كانت تحت رقابة دولية وثيقة، وواصلت إيران العمل في مسار سري لهدف آخر، وهو تطوير أسلحة نووية. بحسب التقرير. وفي هذا الإطار، منح زادة منصبا مركزيا.

وأشار التقرير إلى أن المراقبين انتبهوا لدور زادة منذ العام 2005، وتحول إلى هدف مطلوب للاستجواب من قبل مراقبي الأمم المتحدة، بشبهة أنه المسؤول عن "مجموعة السلاح"، الطاقم المسؤول عن تطوير أجهزة التفجير الذرية.

نتنياهو عارضًا صورة فخري زادة عام 2018 (رويترز)
نتنياهو عارضًا صورة فخري زادة عام 2018 (رويترز)

وأشار التقرير إلى أنه بفضل جهود المعارضة الإيرانية والموساد الإسرائيلي في الكشف عن البرنامج النووي الإيراني، تم جمع مواد كثيرة عن زادة، من خلال الرصد والمكالمات الهاتفية واصطلاب المعلومات الاستخبارية والبحث في دليل الهاتف لطهران، وبضمنها عنوان "المركز للجاهزية والتكنولوجيا الدفاعية الحديثة" الذي يترأسه، ومكتبه في المدخل الثاني لمبنى محاط بكاميرات تصوير، وعنوان بيته في شارع "شهيد مهللاتي" في طهران"، ورقم هاتفه الشخصي.

وبحسب الاستخبارات الأميركية فإن زادة هو المسؤول عن شراء تكنولوجيا نووية من خارج إيران، بينما ادعت إيران أن المشتريات التي قام بها كان بغرض إجراء تجارب علمية عادية بحكم منصبه في الجامعة.

ونظرا لأن إيران منعت الوصول إليه أو استجوابه من قبل المراقبين، فقد تم تصنيف زادة في تموز/يوليو 2008 في قائمة "الشخصيات التي لها دور في البرنامج النووي الإيراني، وفرضت عليهم عقوبات شخصية، كما تم تجميد ممتلكاته في أوروبا والولايات المتحدة، ونشر رقم جواز سفره لمنع دخوله إلى دول معينة.

ونقل التقرير ما نشرته "دير شبيغل" الألمانية، والذي جاء فيه أن زادة هو رئيس الذراع السري للمشروع النووي العسكري، والذي يطلق عليه "المجال لتوسيع تطبيق تكنولوجيا متطورة" (FEDAT).

وبحسب التقارير الاستخبارية، فإن الحديث عن بنية تنظيمية، تتألف من 12 دائرة بحث، تشتمل على كل التخصصات المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية، كما تشتمل على "المشروع 111"، المسؤول عن المرحلة النهائية في إنتاج قنبلة نووية، وملاءمة القنبلة لرأس متفجر على صاروخ.

التعليقات