نوبل للسلام للصحافييْن الفيليبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف

حصل الصحافيان؛ الفيليبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف، على جائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة.

نوبل للسلام للصحافييْن الفيليبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف

الصحافيان الفائزان بالجائزة (الصفحة الرسمية للجنة ’نوبل’ بتويتر)

حصل الصحافيان؛ الفيليبينية ماريا ريسا والروسي دميتري موراتوف، على جائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة.

وجاء فوز الصحافيان بجائزة هذا العام، من أصل 329 مرشحا من مدافعين عن حرية الصحافة إلى معارضات بيلاروسيات، ونشطاء بيئيين.

وأعلنت لجنة نوبل أن الصحافيان مُنحا الجائزة؛ مكافأة على "كفاحهما الشجاع من أجل حرية التعبير" في بلديهما.

وأضافت رئيسة اللجنة، بيريت ريس أندرسن في أوسلو، أن ماريا ريسا ودميتري موراتوف "يمثلان جميع الصحافيين المدافعين عن هذا المثل الأعلى في عالم تواجه فيه الديمقراطية وحرية الصحافة؛ ظروفًا غير مواتية بشكل متزايد".

وفي 2021، شاركت ريسا البالغة من العمر 58 عاما في تأسيس المنصة الرقمية للصحافة الاستقصائية "رابلر"، التي سلطت الضوء على "حملة نظام (الرئيس الفيليبيني، رودريغو) دوتيرتي المثيرة للجدل والدموية لمكافحة المخدرات"، كما قالت لجنة نوبل.

وقالت ريسا إن منح جائزة نوبل للسلام لصحافيين يثبت أن "لا شيء ممكن بدون الحقائق". وأضافت في مقابلة أذاعتها على الهواء مباشرة عبر موقعها للإعلام الاستقصائي أن "عالمًا بلا حقائق يعني عالما بلا حقيقة وبدون ثقة".

أما موراتوف فهو أحد مؤسسي صحيفة نوفايا غازيتا ورئيس تحريرها. ونوفايا غازيتا من الأصوات القليلة التي لا تزال مستقلة في روسيا حيث تواجه المعارضة قمعا كبيرا.

وكشفت الصحيفة خصوصا "الفساد والعنف الذي تمارسه الشرطة والاعتقالات غير القانونية والتزوير الانتخابي ومواقع التصيد ودفعت ثمنا باهظا"، بحسب اللجنة التي أوضحت أن ستة من صحافييها فقدوا حياتهم بينهم آنا بوليتكوفسكايا التي قتلت قبل 15 عاما.

وأعلن موراتوف أنه يهدي الجائزة للصحيفة ولمعاونيه الذين قُتلوا بسبب عملهم وتحقيقاتهم. وقال: "لا استحق هذا بمفردي. إنه امتياز لنوفا غازيتا ولمن ماتوا دفاعا عن حق الناس في حرية التعبير".

وأضاف: "بما أنهم ليسوا معنا قررت (لجنة نوبل) بوضوح أن أقول للجميع (...) ها هي الحقيقة، إنها لهم"، موضحا أنه "لم يتمكن من الرد على الهاتف عندما تلقى المكالمة من لجنة نوبل لأنه كان يعمل ولم يكن لديه الوقت لقراءة نص الإعلان".

من جانبه، هنأ الكرملين، موراتوف الذي وصفه بأنه "شجاع وموهوب".

وقال الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوار بعد الإعلان عن منح الجائزة لصحافيين: "في هذه اللحظة هناك شعور بالفرح وآخر بالإلحاح... الفرح لأنها رسالة رائعة وقوية للغاية لصالح الصحافة. تحية طيبة جدا لصحافيين ... يمثلان جميع الصحافيين على هذا الكوكب الذين يخاطرون لتعزيز الحق في المعلومات". وأضاف: "وفي الوقت نفسه هناك شعور بالإلحاح لأن الصحافة تضعف ولأن الصحافة تتعرض للهجوم والديموقراطيات كذلك".

ورأى أن "المعلومات المضللة والشائعات تضعف الصحافة بقدر ما تضعف الديموقراطيات وأن الوقت قد حان للعمل".

وقالت ريس أندرسن إن "لجنة نوبل النروجية مقتنعة بأن حرية التعبير وحرية المعلومات، تساعدان على إبقاء الجمهور على اطلاع. هذه الحقوق هي شروط أساسية مسبقة للديموقراطية ولتجنب الحروب والنزاعات".

واضافت أن "الصحافة الحرة المستقلة والواقعية تعمل على الحماية من إساءة استخدام السلطة والأكاذيب والدعاية للحرب".

وقبيل إعلان نتيجة هذا العام، كانت من الأسماء المطروحة دائما "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحافيين".

وفي تاريخها الممتد 120 عاما، لم تكافئ جائزة نوبل للسلام يوما، الصحافة المستقلة التي تسمح بمحاسبة صانعي القرار وتساعد على التخلص من المعلومات المضللة التي يتم تداولها بشكل خاص على الشبكات الاجتماعية.

ومُنحت جائزتا العلوم والأدب في ستوكهولم إلى رجال فقط هذا العام، لكن جاء تتويج الصحافية الفلبينية اليوم، لتكون المرأة الولى التي تدخل في سجّل الحاصلين على الجائزة، هذا العام.

وتُسلَّم الجائزة التي تتألف من شهادة وشيك بقيمة عشرة ملايين كرونة وهو ما يعادل 980 ألف يورو، تقليديا في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر بذكرى وفاة ألفريد نوبل.

وبعد جائزة السلام وهي الوحيدة التي التي تُمنح في العاصمة النروجية، سيعود موسم نوبل إلى ستوكهولم لمنح جائزة الاقتصاد، الإثنين المقبل.

وفاز الروائي التنزاني عبد الرزاق غورناه، أمس الخميس، بجائزة نوبل للآداب التي تُعتبر الأرقى بين الجوائز الأدبية.

التعليقات