07/10/2021 - 14:35

فوز الروائي التنزانيّ عبد الرزاق غورناه بجائزة نوبل للآداب

فاز الروائي التنزاني عبد الرزاق غورناه، اليوم الخميس، بجائزة نوبل للآداب التي تُعتبر الأرقى بين الجوائز الأدبية.

فوز الروائي التنزانيّ عبد الرزاق غورناه بجائزة نوبل للآداب

صورة للروائي التنزاني غورناه (الصفحة الرسمية للجنة ’نوبل’ بتويتر)

فاز الروائي التنزاني عبد الرزاق غورناه، اليوم الخميس، بجائزة نوبل للآداب التي تُعتبر الأرقى بين الجوائز الأدبية.

وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف الذي تشكل رواية "باراديس (الجنة)" أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظرا إلى سرده "المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات".

وولد غورناه عام 1948 في جزيرة "زنجبار" بتنزانيا، ووصل إلى بريطانيا كلاجئ، عندما كان شابا في نهاية الستينيات.

ونشر الروائي التنزاني عشر روايات، والعديد من القصص القصيرة، فيما يبرز موضوع محنة اللاجئين واضطرابهم في معظم أعماله.

ونُشرت أشهر مؤلفاته،"بردايس"، عام 1994، وتروي قصة صبي نشأ في تنزانيا في أوائل القرن العشرين، وفاز بجائزة "بوكر"، وهي واحدة من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية، حسب ما نقلت وكالة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

"كان لدينا منظور للأدب يتركز على أوروبا"

وكانت التوقعات قد أشارت إلى أن الجائزة لهذه السنة، ستكون من نصيب آسيا أو إفريقيا، تنفيذا لوعد لم يتحقق حتى الآن بتوسيع آفاقها بعدما كانت تاريخيا، غربية جدا.

ولتجنب التسريبات، يعتمد أعضاء الأكاديمية أساليب أشبه بما في روايات التجسس، فيستخدمون مثلا أسماء رمزية للمؤلفين، ويضعون أغلفة مزيفة للكتب التي يقرأها أعضاء لجنة التحكيم في الأماكن العامة، إلاّ أن تحديد الصورة النمطية لمن سيحصل على الجائزة كان دائما مهمة سهلة، إذ من المألوف أن يكون رجلا، ينتمي إلى الغرب وغالبا إلى أوروبا، ولا تكون مؤلفاته من بين أكثر الكتب مبيعا، وغالبا ما يكون مغمورا نسبيا، يكتب أو تُترجم مؤلفاته إلى لغة يقرؤها أعضاء أكاديمية ستوكهولم.

ومن بين الفائزين الـ117 في فئة الآداب منذ بدء منح جوائز نوبل، بلغ عدد الأوروبيين أو الأميركيين الشماليين 95، أي أكثر من 80 في المئة. أما عدد الرجال من هذه اللائحة فيبلغ 101، مقابل 16 امرأة فحسب.

وكان أعضاء لجنة التحكيم يؤكدون باستمرار أن الجنسيات لا تهمهم. ولكن بعد فضيحة ضمن موجة "مي تو" هزّت الأكاديمية عام 2018 مما أدى إلى تأجيل نادر لجوائز نوبل، أعلن عن تجديد نهجها من خلال التوجه نحو مزيد من التنوع في الأنواع والقارات.

وقال رئيس لجنة نوبل، أندرس أولسون في خريف عام 2019: "في السابق، كان لدينا منظور للأدب يتركز على أوروبا، أما الآن فننظر في كل أنحاء العالم".

ومنذ ذلك الحين، تم احترام المواصفات جزئيا، إذ فازت بالجائزة امرأتان هما الروائية البولندية أولغا توكارتشوك بأثر رجعي عن عام 2018 ، والشاعرة الأميركية غير المعروفة لويز غلوك العام الماضي فيما حصل عليها رجل واحد هو النمساوي بيتر هاندكه.

منذ 2012: لا مُتوَّجين إلا من أوروبا وأميركا الشمالية

ومنذ فوز الصيني مو يان عام 2012، لم يُتوَج سوى كتّاب من أوروبا أو أميركا الشمالية، وتجلت الجرأة بالأحرى في النوع، كمنح الجائزة للمغني والشاعر والملحن بوب ديلان عام 2016.

ومع ذلك، فإن المنافسة من كتّاب القارات الأخرى كانت موجودة هذه السنة، ومن أبرز من تم تداول أسمائهم الكيني نغوجي وا ثيونغو والهندي فيكرام سيث والصينيان يان ليانكي ولياو ييوو والصومالي نور الدين فرح والموزمبيقي ميا كوتو أو حتى النيجيرية شيماماندا نغوزي أديتشي، بحسب ما أفاد نقاد وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وشدد أندرس أولسون في حديث إلى مجلة "ذي نيو ريبابليك" هذا الأسبوع على أن "الجدارة الأدبية" هي "المعيار المطلق والوحيد".

ومن الذين تُطرَح أسماؤهم أيضا ولم يحصلوا على الجائزة قطّ الياباني هاروكي موراكامي والسوري أدونيس.

وتساءلت صحيفة "داغنس نيهاتر" السويدية ما إذا كانت جائزة نوبل للآداب ستشهد "صحوة" تستند على المعايير الجديدة للتقدمية، أم ستمضي الأكاديمية في نهجها متجاهلة العصر؟

وقال الناقد الأدبي في مجلة "فوكوس"، ماتس ألميغارد "آمل في مفاجأة كبيرة، إذ من شأنها أن تجعل الأمر برمته أكثر إثارة. إذا فعلوا بالضبط ما هو متوقع، فستفقد الجائزة بريقها"، مرجحا أن يكون الفائز أوروبيا، كالروماني ميرسيا كارتاريسكو أو الفرنسي ميشيل هويلبيك.

ورأى نقاد آخرون استطلعت الوكالة آراءهم، فرصا لفوز الكندية مارغريت أتوود والمجري بيتر ناداش أو النرويجي يون فوسه، قبل أن يحظى عبد الرزاق غورناه بالجائزة.

ومن بين نحو 200 إلى 300 ترشيح يقدم سنويا إلى الأكاديمية، يتم اختيار خمسة منها قبل الصيف. ويتولى أعضاء لجنة التحكيم قراءتها بعناية وسرية تمهيدا للاختيار النهائي قبل وقت قصير من الإعلان. وتبقى المداولات سرية لمدة 50 عاما.

اقرأ/ي أيضًا | جائزة نوبل للكيمياء 2021 للألماني بنيامين ليست والأميركي ديفيد ماكميلان

ويتواصل موسم نوبل غدا الجمعة، إذ يُعلن في أوسلو اسم الفائز بجائزة السلام، في حين يُختتم الإثنين المقبل بالإعلان عن نوبل للاقتصاد.

التعليقات