اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس، اليوم الإثنين، شابين في العشرينات من العمر، بزعم التورط في إضرام النار بـ"منزل مستوطن" في حي الشيخ جراح، نهاية الأسبوع الماضي، فيما أعلنت عن تعزيز قواتها في الحي الذي تسكن فيه عشرات العائلات الفلسطينية المهددة بالتهجير والإخلاء من منازلها.
واستأنفت قوات الاحتلال الاعتداء على المقدسيين في الشيخ جراح بقنابل الصوت والمسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم عقب تجديد عضو الكنيست الفاشي، الكاهاني إيتمار بن غفير، اقتحامه للحي، مساء الإثنين، برفقة عدد من أنصار اليمين الإسرائيلي المتطرف.
واعتقلت الشرطة 9 أشخاص بزعم تخريب مركبات في المنطقة و"الإخلال بالنظام العام" وإلقاء الحجارة على قوات الأمن، في حين ادعت أن أحد عناصرها احتاج إلى رعاية طبية، عقب إصابته بالحجارة.
هكذا يُعتدى على أهالي حيّ الشيخ جراح
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 14, 2022
صرخة من أهالي الحيّ: "إحنا مش عاملينلهم إشي... إحنا بباب دارنا... شبابنا اعتقلوهم"
للمزيد حول التطورات في الشيخ جراح: https://t.co/hGrAEac2pE pic.twitter.com/3ubIKvh5jJ
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 4 أشخاص على الأقل من جراء اعتداءات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين في حي الشيخ جراح، إحداها نتيجة الضرب، وبقيتها نتيجة الاعتداء بالضرب ورش غاز الفلفل. وأوضح أنه نقل إصابتين إلى المستشفى فيما جرى معاجلة إصابتين ميدانيا.
وفي مؤتمر صحافي عقده المتطرف بن غفير من الحي، قال إنه يرفض مغادرة الشيخ جرّح رغم اقتراحات التسوية التي عرضت عليه، وقال إن التسويات تشمل مقترح رئيس بلدية الاحتلال في القدس، بالإضافة إلى عرض بأن يقوم أمن مؤسسة "التأمين الوطني" المجاورة بحرس عائلات المستوطنين في الحي، فيما ينص المقترح الثالث على نقل عائلة المستوطن (الذي أحرق "منزله") لمكان آخر على حساب الدولة، إلى ما بعد شهر رمضان، إلى حين "إخلاء منزل عائلة سالم" من الحي المقدسي.
وقالت الشرطة، في بيان، إنها قررت "تعزيز أنشطتها العلنية والسرية" في الشيخ جرّاح، وإشراك القوات الخاصة في هذه الأنشطة العدوانية التي تستهدف المقدسيين في الحي. فيما أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليئون، التوصل إلى اتفاق مع قائد شرطة الاحتلال في المدينة، على "زيادة قوات الشرطة في الشيخ جراح بشكل كبير لزيادة الشعور بالأمن" لدى المستوطنين.
وادعت الشرطة أن المعتقلين متورطون بـ"إضرام النار في منزل (يقطنه مستوطن) في الشيخ جراح باستخدام زجاجات حارقة"، وقالت إن أحد عناصرها "أصيب بسبب استنشاق الدخان إثر دخوله إلى المنزل الذي كان خاليا من الأشخاص".
الفاشي بن غفير يعود مجددا إلى #الشيخ_جراح وشرطة الاحتلال تعمل على تفريق المقدسيين بالقنابلhttps://t.co/hGrAEac2pE pic.twitter.com/EM0ch4NbE1
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 14, 2022
وزعمت أن التحقيقات التي أجريت بمشاركة الشاباك وجلسة تقييم الأوضاع التي أجراها قائد الشرطة في المدينة المحتلة "كشفت عن شبهات أولية بالحرق العمد بواسطة إلقاء الزجاجات الحارقة على منزل المستوطن"، كما زعمت أنها عثرت على "حوالي ثماني زجاجات حارقة بالإضافة إلى قبعة من الجورب وقفازات في منزل أحد المشتبهين".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية، قد ذكرت أمس، الأحد، أن جهاز "الشاباك"، انضم إلى التحقيق في مزاعم إضرام النيران بمنزل المستوطن. وأضافت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تعدّ إحراق منزل المستوطن عملية "على خلفية قومية" تستهدف المستوطنين، زاعمة أنها تحقق في تسع حالات سابقة تم فيها إحراق سيارة المستوطن ذاته.
الاحتلال يصعد هجومه على #الشيخ_جراح: اعتقال شابين بزعم حرق "منزل مستوطن" https://t.co/hGrAEac2pE pic.twitter.com/TeJk4YOP3E
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 14, 2022
في المقابل، أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس، أنه "أوعز لقسم الأمن التابع للبلدية بإقامة منظومة أمنية مبتكرة في الشيخ جراح، تضمن سلامة سكان الحي (في إشارة إلى المستوطنين) ويضمن تقديم المشاغبين إلى القضاء". بالإضافة إلى اتفاقه مع الشرطة على تعزيز تواجد عناصرها في الحي "بشكل كبير".
وفيما يطالب عضو الكنيست الفاشي، إيتمار بن غفير، بوضع حراسة دائمة بالقرب من منازل المستوطنين في الحي المقدسي، أشارت التقارير الإسرائيلية إلى تسوية بينه وبين المسؤولين في حكومة الاحتلال لـ"تجنب التصعيد"، بعد أن كان الأخير قد فجّر مواجهات في الشيخ جراح بين المستوطنين وعناصر الشرطة من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى، بعد أن أقام خيمة له على أرض فلسطينية في الحي الفلسطيني.
وتشمل التسوية "الالتزام بوضع كاميرات أمنية إضافية بالقرب من منازل اليهود (المستوطنين) في الحي"، علما بأن بن غفير عاد إلى الحي اليوم، ونصب خيمته مجددا، بعد أن فشل عناصر شرطة الاحتلال في إزالتها، تماشيا مع رغبة عناصر اليمين الذين تجمعوا إثر دعوات المنظمات الاستيطانية وأنصار اليمين المتطرف للتجمهر بالحي.
من جانبه، تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اليوم، للاعتداءات في الشيخ جراح، في تصريحات يستدل منها الرضوخ لمطالب اليمين المتطرف وبن غفير، بتعزيز التواجد الأمني للتضييق على المقدسيين في الشيخ جرّاح، على الرغم من وصفه للأخير بـ"المحرض والمستفز ويتحرك بدوافع سياسية".
وقال بينيت إن "إحراق منزل مستوطن أمر لا يمكن تصوره أو قبوله"، وأكد "أن الشرطة تقوم الآن بزيادة مستوى الأمن وستتولى تأمين جميع سكان المدينة (في إشارة إلى المستوطنين)"، وأضاف أن حكومته تعمل على فرض الاستقرار في المدينة المحتلة و"جلب الأمن لسكانها".
وفي وقت سابق اليوم، اتهم وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، عومير بار-ليف، بن غفير، بـ"الاستفزاز" عقب اعتدائه على عناصر شرطة في الشيخ جراح؛ وقال في تغريدة على تويتر: "لم يقم أبدا عضو كنيست في إسرائيل برفع يده ضد ضابط شرطة". وأضاف "يعود الفضل لقوات الشرطة العاملة بقوات حازمة في منطقة الشيخ جراح الحساسة رغم الاستفزازات".
ورد بن غفير في تغريدة على بار-ليف قائلا: "لعلك تحاول التهرب من المسؤولية بأنك أعطيت أمرا غير قانوني بانتهاك حصانتي وتفكيك مكتبي ومهاجمتي". وأضاف مخاطبا وزير الأمن الداخلي: "(أنت) الوزير الأكثر فشلًا في تاريخ إسرائيل، اذهب إلى المنزل".
كما اتهم بن غفير عناصر الشرطة الإسرائيلية بالتعامل معه "بوحشية وعنف". وقال: "لا يُسمح للشرطة بلمس عضو كنيست، ومن الواضح لي أن لديهم أمرا من الأعلى بتفكيك غرفتي البرلمانية. سنعود (إلى الشيخ جراح) حتى عودة الأمن".
والغرفة البرلمانية التي يشير إليها عضو الكنيست المتطرف هي الخيمة التي أقامها على أرض خاصة تعود لعائلة سالم الفلسطينية بحي الشيخ جراح. وأدت إقامة الخيمة الى مواجهات أصيب خلالها 31 فلسطينيا، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، واعتقال 18 آخرين، بحسب شرطة الاحتلال في القدس.
ويحاول مستوطنون إخلاء عائلة سالم من المنزل الذي تقيم فيه منذ ما قبل العام 1948. وكانت سلطة التنفيذ والجباية الإسرائيلية قد أنذرت بإخلاء عائلة سالم من منزلها خلال الفترة الواقعة بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل المقبلين، فيما تؤكد عائلة سالم على أن المنزل بملكيتها وأن اعتزام طردها منه غير قانوني.
التعليقات