قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن السلطة الفلسطينية في تركيبتها الحالية غير مؤهلة لحكم غزة "في اليوم التالي" للحرب التي تشنها إسرائيل منذ 43 يوما على القطاع المحاصر، مشددا على رفضه لوقف إطلاق النار رغم أنه أقر أن الضغوطات الدولية التي تتعرض لها إسرائيل في تصاعد مستمر، مشددا على أن كمية الوقود الذي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى القطاع "محدودة جدا وضرورية لمواصلة العمليات العسكرية" للاحتلال في قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نتنياهو بمشاركة وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بالإضافة إلى الوزير في "كابينيت الحرب"، بيني غانتس، الذي شددوا على مواصلة الحرب إلى حين تحقيق أهدافها المتمثلة بإعادة الأسرى والرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة المحاصر، وتقويض حكم حماس وقدراتها العسكرية، وضمان تغيير الواقع الأمني في قطاع غزة عما كان عليه عشية هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتناول نتنياهو مسألة إدخال الوقود إلى قطاع غزة، وأوضح مدى تأثير ذلك على "الشرعية الدولية" لمواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ وقال: "المساعدات ضرورية لضمان الدعم الدولي. بدونه، حتى أصدقاؤنا سيجدون صعوبة في دعمنا لفترة طويلة وسيكون من الصعب مواصلة الحرب حتى النهاية".
وأضاف "عندما أوصى الجيش الإسرائيلي بقبول الطلب الأميركي بالسماح بدخول محدود لخزاني وقود يوميا، وافق كابينيت الحرب على التوصية الأمنية بالإجماع. هذه كمية محدودة. وبدون ذلك، من المتوقع أن نشهد تفشي الأوبئة التي ستلحق الضرر أيضًا بجنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وخلافا لمزاعم نتنياهو، أفاد موقع "واللا" بأن تصريحات نتنياهو بشأن الوقود مخالفة للحقيقة، حيث أنه سيخصص لمضخات الصرف الصحي والوقاية من الأوبئة، كما أكد نتنياهو، بالإضافة إلى "المستشفيات ومحطات تحلية المياه والمخابز وأشياء أخرى"، وأكد التقرير أن "إسرائيل وافقت على زيادة كمية الوقود التي تدخل غزة بدءا من الغد (الأحد)، لتصل لنحو 80 ألف لتر يوميا.
وتابع "القبة الحديدية السياسية تسمح لنا بمواصلة القتال حتى تحقيق النصر. هذا ليس أمرا طبيعيا. الولايات المتحدة ترسل لنا باستمرار أسلحة ضرورية، ولكن هناك أيضا وفي جميع أنحاء العالم تمارس ضغوط متزايدة ضدنا في الأسابيع الأخيرة، من المستحيل تحقيق نصر عسكري دون دعم سياسي ومن المستحيل تحقيق دعم سياسي دون مناشدة القادة والرأي العام".
ونفى نتنياهو أن تكون هناك صفقة وشيكة لإطلاق سراح أسرى ورهائن إسرائيليين في قطاع غزة المحاصر، وقال إنه "عندما يكون هناك صفقة ملموسة سنقوم بالإعلان عنها"، ويأتي ذلك فيما تتحدث التقارير عن تعنت إسرائيلي وعدم موافقتها على صفقة عرضها الوسطاء وحظيت بموافقة المسؤولين في حركة حماس.
وقال نتنياهو مخاطبا عائلات الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة بالقول: "هناك العديد من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة والعديد من المنشورات الكاذبة. حتى هذه اللحظة لم يوجد هناك أي اتفاق؛ عندما يحدث ذلك سنعلن عنه"، وفي إجابة على سؤال الصحافيين، أضاف نتنياهو "نريد عودة الجميع، أما ما إذا فعلنا ذلك على مرحلة أو مرحلتين، فسنفعل ذلك بالطريقة نجلب من خلالها عائلات بأكملها معًا".
وكرر نتنياهو رفضه تسليم الحكم في غزة للرئيس الفلسطيني محمود عباس أو السلطة الفلسطينية، قائلاً إن ذلك لا يمكن "بتركيبة السلطة الفلسطينية الحالية"، وادعى أن الرئيس الفلسطيني لم يصدر بيانا رسميا لإدانة هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيرا إلى المزاعم حول "تعليم الأطفال الفلسطينيين الكراهية" وتمويل "الإرهاب" في إشارة إلى مناهج التعليم الفلسطينية ومخصصات السلطة الفلسطينية لذوي الشهداء والأسرى.
وأكد نتنياهو أن "الحرب على قطاع غزة لن تتوقف في الوقت الحالي". وتابع "لن نوقف إطلاق النار سوى لمدة محدودة، ولن يتم ذلك إلا بعد القضاء على حماس". وأضاف أنه "حتى الآن لم يدن الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس، الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر الماضي، ولا يمكن السماح لنظام يمول الإرهابيين بحكم غزة"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية.
من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي، غالانت، إن الجيش الإسرائيلي انتقل إلى المرحلة الثانية من العملية البرية في قطاع غزة، مهددًا بتوسيع العمليات العسكرية البرية لتشمل جنوبي قطاع غزة، وقال مخاطبا قادة المقاومة: "قريبًا سيتعرّفون على قوة الجيش الإسرائيلي القاتلة في جنوب قطاع غزة أيضًا".
وأشار غالانت إلى أن "حرب إسرائيل مع حماس شاملة"، مهددا باغتيال السياسيين بالحركة أيضا.
وزعم أنه مع "كل يوم يمر تقل الأماكن التي تمكن حماس من التحرك في الجانب الغربي لمدينة غزة"، مضيفًا "حربنا مع حماس شاملة وهذا يشمل الأعضاء، ولا فرق بين مقاتل بكلاشينكوف وآخر ببدلة". وقال: "لدينا التزام عالٍ بإعادة الأسرى، وهذا واجب عليّ بشكل شخصي. حماس تلعب بمشاعر العائلات والجمهور الإسرائيلي".
بدوره، قال الوزير في كابينيت الحرب، غانتس، إنّ القتال سيستمر بقوة كبيرة، وأضاف: "يجب اتخاذ قرارات صعبة لكي نحظى بالوقت والشرعية"، في إشارة إلى إدخال الوقود والمساعدات لقطاع غزة مقابل إطالة أمد الحرب. وشدد على أنّ "مستقبل غزة قيد الدرس، لكننا لن ندير القطاع ولن نقبل أيضًا ببقاء حماس".
ورفض غانتس الحديث عن استبدال نتنياهو او حل الحكومة أو الذهاب إلى انتخابات جديدة خلال الحرب، مشددا على ضرورة تركيز الجهود لصالح العمليات القتالية والإبقاء على السياسة جانبا، وكرر دعوته لزعيم المعارضة، يائير لبيد، بالانضمام إلى حكومة الطوارئ والتوقف عن الدعوة لإقالة نتنياهو في هذه المرحلة.
التعليقات