تقرير: واشنطن تتبنى موقف تل أبيب في مفاوضات تبادل الأسرى

واشنطن تتبنى الموقف الإسرائيلي في مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة حماس وسلطات الاحتلال، بحيث تصر على أن تشمل المرحلة الأولى من الصفقة جميع "الأطفال والأمهات"، رغم تأكيد حركة حماس حاجتها إلى هدنة للوصول إلى جميع الأسرى وإعدادهم للصفقة التبادل.

تقرير: واشنطن تتبنى موقف تل أبيب في مفاوضات تبادل الأسرى

ماكغورك والصفدي في المنامة (Getty Images)

ذكر تقرير إسرائيلي، اليوم السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، باتت تتبنى الموقف الإسرائيلي في إطار المحادثات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تشمل وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، ولفت موقع "واللا" إلى أن الموقف الأميركي تم التعبير عنه علنا بواسطة مبعوث بايدن لشؤون الشرق الأوسط، اليوم السبت.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

يأتي ذلك فيما أعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، فقدان الحركة "الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى للعدو"، مشددا على أن "مصير الأسرى (الإسرائيليين) والآسرين لا يزال مجهولا"، فيما تقوم قطر بوساطة لإطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف إنساني لإطلاق النار، ويبدو أن الجمود أصاب جهود الوساطة في ظل التعنت الإسرائيلي.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن حركة حماس أبلغت الوسطاء أنها لا تعرف الأماكن التي يتواجد فيها جميع النساء الأسيرات وكل الأطفال الأسرى في غزة، علما بأن التقارير الإسرائيلية كانت قد أشارت إلى تباين المواقف في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي حول قبول الصفقة المطروحة على أو الإصرار عن أن تشمل المرحلة الأولى "جميع الأمهات والأطفال".

ونفت التقارير الإسرائيلية، مساء السبت، وجود أي تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حماس، مشددين على أن "إسرائيل مصممة على الالتزام بالخط الأحمر الذي حددته بأن تشمل الصفقة جميع الأمهات والأطفال في قطاع غزة. وبحسب التقارير فإن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها على استعداد لدراسة صفقة أخرى تشمل عددا أكبر من الرهائن مقابل "المزيد من التنازلات من جانب إسرائيل، بما في ذلك في عدد أيام وقف إطلاق النار".

وقال كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، خلال مشاركته في النسخة الـ19 من "منتدى حوار المنامة" الذي ينظّمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن إطلاق سراح "جميع النساء والأطفال والرضع" المحتجزين كرهائن في غزة هو وحده الذي سيؤدي إلى تهدئة القتال وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

وقال ماكغورك "سيحصل تدفق المساعدات الإنسانية والوقود ووقف إطلاق النار، عندما يتمّ الإفراج عن الرهائن". وردّ وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي على كلام ماكغورك، بالقول خلال المنتدى إنه "من غير المقبول" ربط الهدنات الإنسانية بمسألة الرهائن، مؤكدًا أن إسرائيل أخذت "2,3 مليون فلسطيني رهائن"، في إشارة إلى سكان غزة.

وأكد ماكغورك أن مسألة الرهائن تبقى "أولوية" للرئيس جو بايدن، الذي تطرق إليها في اتصال مساء الجمعة مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، فيما المسؤول الأميركي بأن الوضع في غزة "مروّع" و"لا يُحتمل"، رغم أن واشنطن تعارض وقف إطلاق نار ووتبنى الرواية الإسرائيلية وتدعم علنا إجراءات تل أبيب العسكرية في غزة.

وأكد موقع "واللا" أن تصريحات ماكغورك تمثل تبنيا كاملا للموقف الإسرائيلي في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى والرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، وأشارت إلى أن حساسية التعبير عن هذا الموقف، "قبل ساعات قليلة من وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء محادثات بشأن المفاوضات للإفراج عن الأسرى والرهائن".

وخلال "منتدى حوار المنامة"، قال ماكغورك إن إطلاق سراح "عدد كبير من الرهائن" سيؤدي إلى "هدنة كبيرة" في العمليات القتالية في غزة وزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية للقطاع. وأضاف أن "مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات ستدخل إلى غزة بشكل منتظم".

الأردن يرفض طرح انتشار قوات عربية في غزة بعد انتهاء الحرب

وادعى أن "السبيل لتحقيق تهدئة في القتال هو إطلاق سراح الرهائن - النساء والأطفال والصغار؛ جميعهم. إن العبء يقع على عاتق حماس"؛

أضاف "ليس هناك عودة إلى 6 تشرين الأول/ أكتوبر. هذا ينطبق على إسرائيل. هذا ينطبق على الفلسطينيين. لا يمكن لأي دولة أن تتعايش مع تهديدات الإرهاب مثل ما رأيناه من حماس التي انطلقت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على حدودها. وفي الوقت نفسه، فإن الفلسطينيين بحاجة إلى الأمان وحق تقرير المصير”.

من جانبه، رفض الصفدي أي امكانية لنشر قوات عربية في قطاع غزّة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقال إن الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل تهدف على ما يبدو إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة. وقال إن ذلك سيشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي في الأردن ومصر.

وتحدثت تقارير عن طروحات عديدة بشأن مصير القطاع بعد انتهاء الحرب، منها نشر قوات عربية لإرساء الاستقرار فضلًا عن دور قد تؤديه السلطة الفلسطينية في إدارته؛ واعتبر الصفدي أنه "بعد مناقشة هذه القضية مع كثرٍ ومع جميع إخواننا العرب تقريبًا، لن تتجه قوات عربية إلى غزة".

وأضاف أنه لا يمكن السماح بأن ينظر الفلسطينيون "إلينا على أننا أعداء" لهم. وسأل "كيف يمكن لأحد أن يتحدث عن مستقبل غزة، ونحن لا نعرف أي غزة ستبقى بعد انتهاء الوضع (الحالي)؟". وقال الصفدي "إذا أردنا أن نتحدث عمّا ينبغي فعله في غزة في المستقبل، فيجب علينا أن نوقف تدمير غزة".

وشدّد على أن الأولويات للتعامل مع ما يشهده القطاع هي "وقف هذه الحرب... والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية فورًا". وأضاف "ما إن نفعل كل ذلك، يجب أن تكون هناك مقاربة حاسمة لإنهاء هذا النزاع بشكل نهائي على أساس حل الدولتين"، معتبرًا أن "هذه هي الطريقة الوحيدة للتطلع إلى الأمام".

ودعا مجلس الأمن الدولي، خلال الأسبوع الماضي، إلى "هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة" لكن إسرائيل ترفض أي وقف إطلاق نار قبل الإفراج عن الرهائن.

بدوره، أكد الصفدي أن الحرب الإسرائيلية ستجلب كارثة، ليس فقط على غزة، ولكن على المنطقة بشكل عام. وأضاف أن حرب إسرائيل في غزة ليست دفاعا عن النفس وإنما عدوان سافر. وأشار الصفدي إلى أن الإسرائيليين يقولون منذ سنوات إن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي طرد الفلسطينيين من أرض أجدادهم ومحو الفلسطينيين من على وجه الأرض.

كما عرض ماكغورك ما وصفها بـ"اللاءات الخمس" للحرب: "لا للتهجير القسري، لا لإعادة الاحتلال، لا لتقليص الأراضي، لا تهديدات لإسرائيل، لا للحصار".

التعليقات