يصل وفدان أميركي، وإسرائيلي برئاسة رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، إلى العاصمة القطرية الدوحة، الأحد، لبحث سبل تحريك المفاوضات، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ووقف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال مكتب نتنياهو في بيان أصده مساء اليوم، إنه "بتوجيه من رئيس الحكومة، سيغادر رئيس الموساد، دافيد بارنياع، يوم الأحد، للاجتماع في الدوحة مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز، ورئيس وزراء قطر".
وذكر البيان أن الأطراف "ستناقش خلال اللقاء الخيارات المختلفة لـ’تحريك’ المفاوضات، من أجل إطلاق سراح المختطفين (الرهائن الإسرائيليين في غزة) من أسر حماس، على خلفية التطورات الأخيرة".
وبعد وقت وجيز من ذلك، قال بيان آخر صدر عن مكتب نتنياهو، إنه "يرحّب باستعداد مصر للدفع نحو اتفاق لإطلاق سراح المختطَفين"، مشيرا إلى أنه "عقب اللقاءات التي جرت في القاهرة، أصدر رئيس الحكومة تعليماته لرئيس الموساد، بالذهاب إلى الدوحة، والدفع بسلسلة من المبادرات المدرَجة على جدول الأعمال، بدعم من أعضاء الكابينيت".
وأفادت القناة الإسرائيلية 12، بأن مكتب نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بأن هناك محاولات لـ"تحريك صفقة صغيرة"، تشمل إطلاق سراح 4 من الرهائن المحتجزين في غزة.
كما أشارت في تقرير إلى أن "الصفقة الصغيرة" ستتضمّن أسبوعان من وقف إطلاق النار.
وأعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم، الخميس، أنه سيتم استئناف المفاوضات؛ علما بأن المفاوضات متوقفة منذ مدة طويلة في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة، وكذلك في لبنان.
ورحّب مقرّ عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان، باستئناف المفاوضات، وطالب نتنياهو بمنح الفريق الإسرائيليّ المفاوضّ، تفويضا كاملا "للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين الـ101 دفعة واحدة".
ووفق البيان، فإن "المماطلة" في المفاوضات السابقة، قد أودت بحياة ستة رهائن، وبالتالي يجب التوصل إلى اتفاق فوري لإعادة جميع الرهائن.
وأضاف البيان أنه: "يجب الاستفادة من إنجازات قوات الأمن والجيش الإسرائيلي في حرب الجنوب، وأهمها القضاء على (زعيم حركة حماس، يحيى) السنوار".
بن غفير وسموتريتش يرفضان استئناف المفاوضات
وأعلن الوزيران المتطرّفان في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، في بيانين منفصلين، رفضهما لاستئناف المفاوضات، ومعارضتهما الشديدة، لتوجّه رئيس الموساد المرتقب للدوحة.
وقال بن غفير في بيان، في وقت متأخر من مساء الخميس، إن "إرسال أعضاء الوفد المفاوض، لم تتم بناء على رأي جميع أعضاء الكابينيت".
وشدّد البيان على أن بن غفير "عارض إرساله، لأنه في المرحلة الحالية التي تواجه فيها إسرائيل حماس، خاصة بعد اغتيال السنوار، يُمنع إعطاؤها الأكسجين، وإنما الاستمرار في العمل على هزيمتها".
وذكر أن "هذا هو الطريق الآمن والصحيح الذي سيؤدي إلى النصر، وعودة المختطفين إلى ديارهم، وليس طريق الصفقات التي تسمح لحماس بإعادة تنظيم قواتها في قطاع غزة، حتى تتمكن من إيذاء جنودنا، واستعادة قدراتها العسكرية".
من جانبه، قال سموتريتش إن "استمرار مشاركة قطر في مفاوضات عودة المختطفين، خطأ فادح"، مضيفا: "أنا آسَف جدا لقرار رئيس الحكومة، بالموافقة على رحلة رئيس الموساد للمفاوضات مع قطر" التي قال إنها "دولة عدو تدعم حماس، وتدعم مواقفها في المفاوضات، وهدفها منعنا من تدميرها".
وشدّد سموتريتش على أنه "لن نعيد المختطفين إلا باستسلام حماس عبر استمرار الضغط العسكري، كما يفعل مقاتلونا حاليا في شمال غزة"، حيث تُتركَب إبادة جماعية، وتهجير إضافيّ في القطاع.
وفي وقت سابق الخميس، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع تحدث للقناة 13، مساء اليوم، أنه "من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي قريبًا إلى الدوحة لاستكمال المفاوضات"؛ علما بأن التقارير الإسرائيلية أشارت إلى إعداد مقترح إسرائيلي - مصري لعقد صفقة تبادل محدودة تشمل هدنة لأيام، في محاولة لتحريك المفاوضات سعيا للتوصل إلى صفقة أكبر.
وقال رئيس الوزراء القطري "هناك فريق مفاوض من الولايات المتحدة سيزور الدوحة بجانب الفريق المفاوض من الطرف الإسرائيلي وسيتم بحث ما هي السبل التي يمكن إحداث اختراق من خلالها في هذه المفاوضات"، وأكد أن الدوحة "أعادت التواصل" مع الحركة بعد استشهاد رئيسها، يحيى السنوار، في رفح.
وردا على سؤال حول ما إذا تواصلت قطر مع قادة حماس بعد مقتل السنوار؟ قال: "لقد عاودنا التواصل مع ممثلي المكتب السياسي (لحماس) في الدوحة. لقد عقدنا بعض الاجتماعات معهم في الأيام القليلة الماضية". وأضاف "أعتقد أنه حتى الآن، لا يوجد وضوح بشأن الطريق للمضي قدما".
بدوره، قال بلينكن الخميس إن الولايات المتحدة منفتحة على "خيارات مختلفة" لإنهاء الحرب في غزة بعد أشهر من الجهود للدفع باتجاه مقترح أميركي لوقف إطلاق النار. وقال: "نحن ندرس خيارات مختلفة. لم نحدد بعد ما إذا كانت حماس مستعدة للمشاركة، لكن الخطوة التالية هي جمع المفاوضين (...) سنعرف أكثر بالتأكيد في الأيام المقبلة".
التعليقات