11/08/2019 - 12:00

مواجهات عنيفة في الأقصى عقب اقتحام الاحتلال لباحاته

اقتحم عشرات المستوطنين، نحو الساعة الـ١١ من ظهر اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن تم إخلاؤه من المصلين.

مواجهات عنيفة في الأقصى عقب اقتحام الاحتلال لباحاته

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، الأحد، المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على حشود المصلين، بالضرب وإطلاق قنابل غاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات.

وأكدت المصادر الفلسطينية إصابة العشرات من المصلين، بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك.

في المقابل، ادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إصابة أربعة من عناصرها بجروح طفيفة، في مواجهات مع المصلين الفلسطينيين الذين تجمهروا قرب باب المغاربة في محاولة للتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

يشهد المسجد الأقصى، في الوقت الحالي مواجهات داخل باحاته ومرافقه، بعد إدخال قوات الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين، واستخدامها قنابل الغاز لتفريق المصلين والمرابطين الذين احتشدوا لصد تلك الاقتحامات.

وبعد صلاة العيد مباشرة، اقتحمت قوات الاحتلال للمرة الأولى باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما احتشد المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال على أبواب المغاربة والحديد والقطانين، في محاولة لدخول الأقصى، بينما احتشد في المقابل حراس الأقصى والمرابطون قرب باب المغاربة وهم يهتفون للمسجد الأقصى ويكبرون.

ولاحقًا، اقتحم ٤٥٠ مستوطنًا، في تمام الساعة الـ١١ من ظهر اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن تم إخلاؤه من المصلين. وأصدرت شرطة الاحتلال بيانا جاء فيه أنه "عقب تقدير موقف للأجهزة الأمنية، تقرر فتح بوابات الأقصى" أمام المستوطنين، بعد منعهم صباحا من ذلك.

ونفذ المستوطنون اقتحامهم عبر مجموعات، وهرولوا خلال دقائق من باب السلسلة، وسط تجدد المواجهات، فيما أغلقت تلك القوات باب المغاربة، بعد تمديد فتحه أمام هؤلاء المتطرفين لمدة ساعة تقريبا. وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى، وسط هتافات التكبير من قبل المصلين.

وبعد ساعة، تراجعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن قرار السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بعد مواجهات واسعة مع الفلسطينيين، أسفرت عن إصابة 37 شخصًا. 

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (كان) أن "الشرطة أعادت ظهر الأحد منع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى بعد فترة قصيرة من السماح لهم بذلك، إثر تجدد المواجهات" احتجاجا على اقتحام المستوطنين ساحات المسجد بحماية قوات كبيرة من الشرطة. 

وزعم قائد "لواء القدس" في شرطة الاحتلال، دورون يديد، أن أكثر من 60 ألف مصل مسلم كانوا في ساحات المسجد الأقصى، لذلك عملت الشرطة على الموازنة من خلال "السماح لقسم من اليهود بدخول الأقصى فيما أجلت دخول الجزء الآخر".

وأعترف أن الشرطة استخدمت القوة لتفريق المصلين، لإجبارهم على إخلاء المكان والسماح للمستوطنين باقتحام باحات، فيما قال وزير الأمن الداخلي، إن الأحداث في الأقصى كانت متوقعة منذ أيام، معتبرًا أن مسؤولي الأوقاف حرضوا المصلين على منع المستوطنين من اقتحام الأقصى.

وعلى الصعيد الميداني، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه حتى الساعة ١٢:٣٠ ظهرًا، تعاملت طواقمه في داخل باحات المسجد الأقصى مع ٦١ مصابًا فلسطينيا، سواء بالأعيرة المطاطية أو بشظايا قنابل الصوت، وأخرى اختناقًا بالغاز، بينها إصابة طفل بشظايا قنبلة صوت، تم نقل ١٦ منها للمستشفيات.

وأصيب عشرات الفلسطينيين، وبينهم مفتي القدس، محمد حسين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، بتجدد اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أعادت فتح بوابات المصلى القبلي بعد إغلاقه لساعات، وانسحبت من محيط المكان، كما اُعتقل خمسة مصلين لم تعرف هويتهم بعد، خلال عملية الاقتحام المتواصلة لساحات الأقصى.

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس إن "إصابات وقعت في صفوف المصلين عرف من بينهم رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب"، دون تفاصيل.

وأوضحت جمعية الهلال الأحمر أن الطواقم "نقلت ١٥ إصابة من المسجد الأقصى إلى مستشفى المقاصد وإصابة لمستشفى هداسا عين كارم"، وأضافت أن "الإصابات وصفت بالمتوسطة، جراء الاعتداء بالضرب، ما تسبب بكسور وجروح". 

واعتدت قوات الاحتلال على الطواقم الطبية حيث أصيب مسعف بقنبلة صوت في اليد وسط اعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال خلال المواجهات، كما تم الاعتداء على صحافيين ومنعهم من القيام بعملهم.

يأتي ذلك بعد أن أدى أكثر من ١٠٠ ألف مصل صلاة عيد الأضحى المبارك في رحاب المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع النداءات المتكررة للبقاء بداخله، تحسبا لدعوات المستوطنين باقتحامه، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.

وأفاد المصادر الفلسطينية بأن المصلين تصدوا لمحاولات عشرات مستوطنين اقتحام الأقصى، عقب تجمهرهم عند باب المغاربة، للاحتفال بما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".

وكان مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، قد أعلن قبل يومين تأخير صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك للساعة السابعة والنصف صباحا بدلا من الساعة السادسة والنضف، بعد تهديدات الاحتلال ومستوطنيه باقتحامه في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

مكتب نتنياهو ينفي إيعازه بإغلاق الأقصى أمام المستوطنين

وسبق وأن طالبت جماعات ومنظمات "الهيكل" المزعوم الإسرائيلية، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، والشرطة، بالسماح لليهود باقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى. 

وأكدت التقارير الصحافية الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال قررت عدم السماح للمستوطنين اقتحام ساحات المسجد الأقصى أول أيام عيد الأضحى، ووفقًا للتقارير، فإن القرار الذي صادق عليه نتنياهو، اتخذ عقب مشاورات أمنية بمشاركة وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، ومسؤولين في جهاز الأمن العام (ألشاباك)، الذين أوضحوا لنتنياهو "صعوبة السماح للمستوطنين اقتحام الأقصى لتزامن ذكرى ‘خراب الهيكل‘ مع أول أيام عيد الأضحى".

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت صباح اليوم، المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى إثر حشود المصلين الفلسطينيين، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية حسب صحيفة "معاريف" أن سبب منع دخول المستوطنين هو الاحتمالية العالية لوقوع مواجهات. 

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، عن مصدر بالشرطة الإسرائيلية، أن القرار بمنع اقتحامات المستوطنين تم اتخاذه بواسطة القيادة السياسية، غير أن مقربين من رئيس الحكومة، نفوا ذلك وقالوا إن القرار اتخذ بتوجيهات الأجهزة الأمنية.

ونقل الموقع عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن منع دخول المستوطنين، جاء بناء على تقدريرات الشرطة، مشددا على أن نتنياهو لم يصدر أبدًا تعليمات بمنع اقتحامات المستوطنين للأقصى في ما يسمى بـ"ذكر خراب الهيكل".

الأردن يطالب بوقف فوري لانتهاكات الاحتلال

دان الأردن بشدة استمرار "الانتهاكات" الإسرائيلية في القدس، وعبرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان عن إدانتها "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية السافرة ضد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والتي كان آخرها اليوم (الأحد) اعتداء القوات الإسرائيلية على مصلين وطواقم إدارة أوقاف القدس داخل الحرم الشريف".

وعبر الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة عن "رفض المملكة المطلق لهذه الممارسات العبثية والاستفزازات غير المسؤولة في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وحمل القضاة "الحكومة الإسرائيلية نتائجها بالكامل وما نجم عنها من عنف وتوتر شديد".

وطالب السلطات الإسرائيلية "بالوقف الفوري لهذه الممارسات"، داعياً "المجتمع الدولي للتحرك والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية".

وأشار القضاة إلى أن الوزارة وجهت مذكرة احتجاج رسمية "عبر القنوات الدبلوماسية على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة وطالبت السلطات الإسرائيلية باحترام حرمة المسجد ومشاعر المصلين".

ومساء السبت، اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، على فلسطينيين، شاركوا في مسيرة تندد باقتحام مستوطنين لأحياء في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ورددوا شعارات عنصرية في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، (9 آب حسب التقويم العبري، وهو اليوم الذي يشهد سنويًا اقتحامات ضخمة من مستوطنين للمسجد).

وعلى إثر ذلك، أغلقت شرطة الاحتلال محيط باب العامود بالسواتر الحديدية أمام المقدسيين والمصلين الفلسطينيين، بعد تصاعد الدعوات من أجل التصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى المبارك. 

التعليقات