تقرير: اعتقالات في دمشق على خلفية اغتيال سليماني

كشف تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، نشر اليوم، الثلاثاء، عن حملة طاولت عددًا من عناصر أجهزة الأمن والعاملين في شركة طيران، نفذها النظام السوري، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية في بغداد، الجمعة.

تقرير: اعتقالات في دمشق على خلفية اغتيال سليماني

الغارة الأميركية على موكب سليماني (أ ب)

كشف تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، نشر اليوم، الثلاثاء، عن حملة طاولت عددًا من عناصر أجهزة الأمن والعاملين في شركة طيران، نفذها النظام السوري، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية في بغداد الجمعة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين اثنين، أن أجهزة النظام السوري، اعتقلت عددًا من عناصر أجهزة الأمن والعاملين في شركة طيران. وكان سليماني قد وصل إلى دمشق من بيروت الخميس الماضي، قبل أن ينتقل إلى بغداد.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن طائرة "أجنحة الشام" السورية الخاصة، انتظرت بضع دقائق إلى حين وصول سليماني، وأقلعت من مطار دمشق في حدود الثامنة والنصف مساء.

ونقل دبلوماسي عربي عن مسؤولين عراقيين، أن "تحقيقات جرت في بغداد ودمشق حول احتمال تسريب اسم سليماني إلى الجانب الأميركي للتأكد من وجوده على متن الطائرة قبل إقلاع طائرة مسيّرة ‘درون‘ لاستهدافه لدى وصوله إلى العاصمة العراقية".

وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات طالت عناصر في الأمن السوري وعاملين في شركة "أجنحة الشام" كانوا مطلعين على وجود سليماني في الطائرة التي أقلعت من العاصمة السورية، دمشق.

ولفتت الصحيفة إلى أن العاصمة السورية شهدت في السنوات الماضية سلسلة من الاغتيالات لقياديين محسوبين على إيران.

يشار إلى أن موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، كان قد نقل عن مصدر مطلع في حزب الله اللبناني، ترجيحاته بأن سليماني كان تحت المراقب منذ وصوله إلى العاصمة السورية، دمشق، من طهران، الخميس الماضي، وحتى وصوله مطار بغداد الدولي واغتياله، فجر يوم الجمعة الماضي.

وذكر المصدر ذاته أن سليماني وصل إلى مطار دمشق صباح الخميس الماضي، وانتقل مباشرة في سيارة إلى العاصمة اللبنانية بيروت دون أن يجري لقاءات في دمشق. وكان هدف الزيارة إلى بيروت، الاجتماع مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

وبحسب المصدر فإنه لدى وصول سليماني إلى مطار دمشق سافر على متن طائرة "أجنحة الشام" المدنية الخاصة إلى بغداد، وكان من المقرر أن تنطلق الطائرة في تمام الساعة الثامنة والثلث مساء، إلا أن تأخرت لسبب مجهول حتى الساعة العاشرة والنصف، وذلك بحسب البيانات العامة لشركة الطيران.

وكانت صحيفة "العربي الجديد"، قد ذكرت يوم السبت الماضي، أن المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية العراقية تكشف أن واشنطن نجحت في اختراق الدوائر المقربة لسليماني في العراق، والحصول على موعد وصول سليماني والطائرة التي كان يستقلها، وحتى السيارة التي جاءت إلى مدرج الهبوط في مطار بغداد لتقلّه مع سيارة أخرى خصصت لمساعديه، حتى استهدافهم بعد خروجهم من حرم المطار تحديدًا، الذي كان يغصّ بالركاب القادمين إلى بغداد والمغادرين لها، في منطقة كانت احتمالات تأثر المدنيين فيها بالضربة الوشيكة صفرًا.

وتصاعدت حدة التوتر في العراق والمنطقة، إثر اغتيال سليماني في غارة أميركية أثارت غضب العراق، حيث صوت البرلمان، الإثنين، على قرار يدعو الحكومة إلى إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد، وقالت الحكومة لاحقا إنها تعد الخطوات الإجرائية والقانونية لتنفيذ القرار.

في المقابل، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفرض عقوبات على العراق إذا طالب برحيل قوات بلاده بطريقة غير ودية، وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

تتبادل الولايات المتحدة وإيران، حليفتا بغداد، التهديدات بعد اغتيال سليماني، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلاد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.

التعليقات