10/08/2005 - 17:53

"اعلام" يطالب هآرتس بالاعتذار للنائب بشارة ويحذر من خطورة افتتاحيتها امس

-

أرسل مركز إعلام اليوم الاربعاء ردا إلى رئيس تحرير صحيفة هآرتس على افتتاحية الصحيفة التي نشرت امس وتم فيها التهجم على النائب عزمي بشارة ونسبت اليه تصريحا مزعوما لم يطلقه بشارة. وطالب مركز العلام الصحيفة بالاعتذار لبشارة فيما حذر المركز من خطورة ما ورد في افتتاحية الصحيفة.

وفيما يلي نص رسالة مركز اعلام الى رئيس تحرير هآرتس:

" قرأنا مليا افتتاحية الصحيفة بتاريخ 9 آب ، ونود تسجيل الملاحظات التالية:

1. لم يرد على لسان بشارة الاقتباس الذي ورد في الافتتاحية وكأن " الشاباك كانت لديه أسبابا جيدة لعدم منع العملية". الجملة المذكورة هي جملة اقتبسها بشارة من أليكس فيشمان، صحيفة يديعوت أحرونوت. وكل تفسير آخر يظهر وكأن هذا هو رأي بشارة في الموضوع يعتبر تفسيرا غير وارد. نسب هذه الجملة لبشارة يعتبر عملا صحفيا غير مهني وخطير، ناهيك عن أن أحدا لم يتوجه لبشارة لسؤاله حول "تصريحه الخطير".

2. خطورة الاقتباس غير الصحيح، لا تتوقف على عدم صحته فقط، بل تتعدى ذلك، كون التصريح المقتبس خطأ أعطى مبررا لصاحب الافتتاحية بالتهجم على عضو الكنيست بشارة. ولقد أورد المقال الاقتباس دون أي تحقق من صحته، ودون طلب أي تفسير من عضو الكنيست بشارة. في ظروف مثل هذه، حيث تتوج العنصرية بعملية قتل مباشرة، يعتبر الاقتباس غير الدقيق لعضو كنيست عربي خطأ صحفيا فادحا نتيجة أن الآراء المعادية للعرب تتغذى في مثل هذه الظروف.

3. خطورة الاقتباس تتعدى أيضا الظرف السياسي الحساس لتشمل مسا شخصيا بصورة عضو الكنيست بشارة، كون الاقتباس قد استعمل للوصول إلى نتيجة واحدة مقادها أن "القيادة العربية" هي قيادة متطرفة.

4. يعتبر هذا المس خطيرا لسببين: أولا لأنه يصدر من صحيفة تعتبر ليبرالية، وثانيا لأنه يأتي ضمن سلسلة محاولات لسحب الشرعية من القيادة العربية، عن طريق أيراد "البراهين" التي تشير إلى تطرفهم.

5. تعتبر هذه الافتتاحية الافتتاحية الثانية التي تتناول موضوعة قتل ناديا وهزار تركي ونادر حايك وميشيل بحوث، افتتاحية يوم الجمعة تناولت أيضا الموضوع ملقية كل المسؤولية على "اليمين الديني المتطرف"، بينما افتتاحية يوم الثلاثاء ألقت المسؤولية على "القيادة العربية". إذا لقد حصرت هآرتس المسؤولية في طرفين طرف يهودي (هامشي)، وطرف عربي يمثل المجتمع العربي برمته.

6. ليس فقط أن صحيفة هآرتس حملت "القيادة العربية" مسؤولية "التطرف"، بل إنها بذلك برأت تماما ساحة الدولة بسياساتها وبثقافتها السياسية الناتجة عن مثل تلك السياسات. فهل معنى ذلك أن هآرتس تحدد المتهم وتقلص ساحة الاتهام من الطرف اليهودي، وتحاول توسيع ساحة الاتهام ما استطاعت في الجانب العربي؟

7. يطلب ويتوقع الفلسطينيون داخل إسرائيل –الذين تسميهم هآرتس عرب إسرائيل- من محرري الصحيفة، أن لا يتم فقط تفهم "غضبهم وإحباطهم"، كما جاء في نفس الافتتاحية، إنما أن يتم أيضا فهم تفسيرهم السياسي لذلك الغضب والإحباط، ذاك التفسير السياسي الذي يلقي مسؤولية العنصرية على الدولة وسياساتها وعلى المجتمع الإسرائيلي بشكل عام، وليس فقط على هامش "يميني متطرف".

8. لا نتوقع ولا نطلب من "هآرتس" تبني التوجه السياسي الرئيسي في المجتمع العربي، لكننا نطلب منها:
أولا: الاعتذار لعضو الكنيست عزمي بشارة عن الاقتباس الخاطئ، وتوضيح الأمر من على صفحات الصحيفة نفسها.
ثانيا: أن تقتنع هآرتس بأن المجتمع العربي بأغلبيته يرفض التوجه لعملية القتل وكأنها عملية منفردة وشخصية، ويرفص التوجه المتنصل من مسؤولية الدولة والمجتمع اليهودي لكل عمليات القتل التي استهدفت العرب منذ أكتوبر 31 عربي، مشددين على أن القاتل زادة لم يخترع ولم يؤسس لوحده بيئة العنصرية المكونة من سياسات رسمية وقوانين ومعايير اجتماعية سائدة.

ثالثا: أن تقتنع هآرتس بأن المجتمع العربي بأغلبيته يرفض الاتهامات التي توجهها الصحيفة للقيادة العربية، وأن المجتمع العربي يرى في القيادة التي انتخبها ممثلا له ولتوجهاته السياسية.

رابعا: أن الاستنكار الحاد " للأمة ولرؤسائها" كما جاء في الافتتاحية، لا يحررهم من مسؤولية أن 63% من المجتمع اليهودي يشجع سياسات الدولة الرامية اقناع العرب بالهجرة من وطنهم.

خامسا: أن تتوقف هآرتس عن بناء محور "الاعتدال والتطرف" للقيادة العربية، المستعملة ل"محاكمة" تلك القيادة، ولإصدار اتهامات مستمرة للجنة المتابعة العليا. ففي مقالات محرريها منذ أكتوبر اتهامات مستمرة للقيادة العربية، وتحميلهم السمؤولية وكأنهم يديرون الدولة وشؤونها. وآن لهم أن يعرفوا أن القيادة العربية لا تختلف في توجهاتها وطموحاتها عن الأغلبية الساحقة من المجتمع العربي.

التعليقات