31/10/2010 - 11:02

الدكتورة إسترينا / وليد أيوب

الدكتورة إسترينا / وليد أيوب
تكاد دولة إسرائيل أن تكون تحوّلت إلى بؤرة فساد عامة وطامّة تجمّع فيها كلّ الفاسدين والمفسدين، حتى ليبدو أن الطيّبين الغلابا من بسطاء المواطنين أضحوا لا يجدون لهم مكانا يمكن استنشاق الهواء النقيّ فيه، بل نكاد نتخيّل أن أولياء الله الصالحين الكثيرين المقبورين في هذه الديار بدأوا يتذمّرون ويحاولون الخروج من قبورهم والهرب إلى مكان آخر على أرض ما فتئت غير موبوءة على الكرة الأرضية، ويستنجدون، لذلك، أتباعهم من المؤمنين..

فقد لا يتّسع موقع إلكتروني لاستيعاب نصف قصص الجريمة والفساد وغياب الكرامة والضمير، بدء من رأس الدولة أو رئيسها دونما انتهاء بموظّف صغير في إمكانياته كبير في راتبه في شركة الكهرباء، مثلا، أو في أحد البنوك..

ولقد سمعنا وعشنا وشفنا في حقبة دولة إسرائيل الفتيّة ما لم نره ولم نسمع به فيما مضى من غابر الأيام، لا من حيث النوع ولا من حيث الحجم ولا من حيث العدد.. بل إننا لم نعد نستهجن شيئا ولا تفاجئنا أيّة موبقة، فكلّ شيء جائز وكلّ ما يخطر على البال، وما لا يخطر، وارد.. لكن ما طغى وزاد أضعافا مضاعفة عن غيره وبات يطفو على السطح دونما وازع من خشية هو الإجرام الفاحش، من مضاجعة القاصرات إلى اغتصاب الإناث، من جميع الأعمار، إلى ممارسة أعمال مشينة، إلى اغتصاب الأولاد، إلى ممارسة الجنس "الأورالي" عنوة، متمثّلين بالمواطن رقم واحد موشي كتساف وبالمواطن الذي يعتبر نفسه رقم واحد حاييم رامون اللذين سقطا، على ما يبدو وعلى ما يشهدون، كما سقط المغتصب رقم واحد بيني سيلع.

تلا هذا، من حيث الحجم والعدد، ألإجرام "المالي" الذي يشمل السرقات والرشاوى والإختلاسات، والذي لصق، على ما يبدو أيضا وعلى ذمّتهم، برئيس الوزراء ووزير ماله وبحبيب قلبه تساحي هنغبي.. وغيرهم الذين ارتضوا أن ينضمّوا إلى مجموعة لصوص الليل والنهار من أمثال لصوص فروع البريد ومحطات الوقود، ومن أمثال أشهرهم المدعو فركش.

والحالة هذه، فإنّك لن تحظى برؤية إسرائيلي واحد يفغر فاه استهجانا لأن "المنجّرة حالها" لمنصب وزيرة السياحة، إسترينا ترتطمان، تحمل شهادات أكاديمية لم تعلّقها تواضعا في صدر صالون البيت.. وهي، وإن كانت مجرد "حلمت" بهذه الشهادات، وصدّقت الحلم، وإن كان أترابها من الجيل ذاته والبلاد ذاتها التي سوّقتها إلى بلاد الحليب والعسل، ما زالوا أحياء يرزقون وشبابا لمّا يخرفوا، وبالتالي لن يستطيعوا أن يشهدوا لصالح إثبات ادّعائها، فإن جريمتها هي من النوع الخفيف الذي لا يضرّ كثيرا قياسا بضرر الآخرين..

ما أهبل هؤلاء "الأشقياء" في وسائل الإعلام الذين فضحوا طابق إسترينا (إستر مرّتين، أو إستر خاصتنا).. فقد نؤكّد أنهم لم يتنبّهوا إلى أنها ربيبة كاره العرب ليبرمان، وأنها، كما وليّ نعمتها، ترسم إلى ترانسفيرهم إلى ما وراء حدود الدولة العبريّة.. إنها تملك حلا لتنظيف البلاد المقدّسة من العرب لتغدو إسرائيل يهوديّة "عالصافي"، فما الذي أراده هؤلاء البلهاء؟.. كان يجدر بهم أن يمنحوها الدكتوراة وأن لا يكتفوا بلقب أكاديمي أول أو ثان.. فماذا يضيرهم حتى يفضحوا طابقها ويفنسوها؟.. لو كانوا من العقلاء، ومن محبّي صهيون، لكانوا ارعووا وضبّوا الطابق بل روّجوا لها وهلّلوا للدكتورة إسترينا. أما نحن العرب، فقد كنّا على أتمّ الإستعداد لنصرتها وإجارتها فقط لو أنها وضعت الهمزة على رأس الألف في إسمها، فكتب "أسترينا".

التعليقات