31/10/2010 - 11:02

رمضان رايس../ أحمد أبو حسين

رمضان رايس../ أحمد أبو حسين
إختلف "العرب والمسلمون" ( كما سيكتب في تاريح العرب في السنة السادسة من الألفية الثالثة ) حول الأول من رمضان وخضع لإجتهادات العلماء "المذهبيين"، وكاد أن يتفجر خلاف "إجتهادي" آخر عن أن التدخين لا يسقط الصيام، إلا أن الخلاف "المفتعل" بين قطر والأردن بسبب عدم انتخاب ممثل الأخيرة رئيسا لهيئة الأمم المتحدة حال دون "نشاط فكري وأخلاقي" حول هذه الموضوعة "الإستراتيجية.. والمآربية"..

وليس لدي أدنى شك ان هذا "المجتهد" مدخن شره، له مآربه الخاصة، وقد حظي "إجتهاده" بضرورة النظر بمنطقه على الأقل من قبل بعض "الصائمين المدخنين" وهم كثر، ومنهم من يصوم فعلا، ومنهم من "يصوم" لكنه يدخن خلال "بياض النهار" كلما سنحت له الفرصة.. لا علاقة بين هذا "التقليعة" وأحداث 11 ايلول، لكن لا عجب أن تقوم أمريكا كوندليزا رايس بصياغة دين جديد للعرب وفق المواصفات الأمريكية، ولا غرابة أن يوافق "الوزراء العرب المجتمعون في القاهرة" لو مارست الست رايس ضغوطا في هذا الإتجاه.

وبعدها سيظهر وزير خارجية دولة عربية "معتدلة" في مؤتمر صحفي يتحدث بواقعية وعقلانية وحكمة وتجربة سنوات ليقول لنا بلغة العارف بخبايا الأمور: " أنها أمريكا يا أولاد"..

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن رايس شاركت في إفطار رمضاني مع الوزراء العرب، ونقل على لسانها بعد عشائها المبكر أن المناقشات وهدف اللقاء بالحرف الواحد:" إيجاد حكومة فلسطينية تحترم مبادئ اللجنة الرباعية"، و"كيفية تدعيم الحكومة اللبنانية في مواجهة مشكلة الدولة داخل الدولة ". ونقلت الوكالة أن رايس قالت أن "سوريا لا تدعم القوى المعتدلة وهي ممر للأسلحة من إيران إلى حزب الله وأنها تواصل تهديد إستقرار لبنان"..

ومثلما سيذكر المؤرخون أنه في السنة التي إختلف حكام العرب فيها حول الأول من رمضان، اختلف العرب ( الحكام) على العدوان على لبنان، فمنهم من ساند المقاومة ومنهم من تآمر عليها، واشتد الاختلاف حول النصر والهزيمة فأجمع أغلبيتهم على هزيمة المقاومة برغم أن إسرائيل إعترفت بهزيمتها، وما زالت تدلي كل يوم بشهادات من المعركة عن إخفاقاتها العسكرية والإستخباراتية والإدارية.. وعندما حشدت المقاومة اللبنانية أكثر من مليون في الضاحية الجنوبية لبيروت احتفالا في النصر كثرت موائد الإفطار الجماعي في بيروت والقاهرة لإستثمار العدوان، والمشاركة الفعلية عن قصد أو غير قصد ( إن الله يعلم ما في الأرحام برغم وجود ماكنة الأولتراساوند ) في عز شهر رمضان الفضيل تسويق الهزيمة الإسرائيلية وتحويلها إلى نصر قابل للاستثمار السياسي والإنصياع الكامل للسياسة الأمريكية.

لا موافقة على حكومة إتحاد وطني في لبنان، ولا حكومة وطنية فلسطنية ملتزمة ببنود وثيقة الأسرى، والسلام مع سوريا غير واقعي كما يصرّح أولمرت.. هذه هي مدرسة كوندليزا رايس "المعتدلة" و "العقلانية" التي لا تريد دولاً عربية قوية وعادلة وقادرة، بل تريد دولاً تنصاع لها ولأولمرت.

أمام هذا المشهد الإنحطاطي الذي يريد للعرب أن يبقوا مهزومين لا مجال لنا سوى رفض هذه السياسة الهوجاء والتمسك بالهوية العربية الجامعة بين شعوب المنطقة العربية..

ملحوظة :- ورد خطأ في خبر في وكالة الصحافة الفرنسية عن أنه دارت مناقشات على مائدة الإفطار، لكن الحقيقة تقول انه لم تكن مناقشات ولا يحزنون، وأن الوزراء العرب كانوا منهمكين في "لهط" الطعام فيما كانت كوندليزا تقرأ على رؤوسهم تعليمات أمريكية جديدة..



التعليقات