31/10/2010 - 11:02

مكابرة مكْلفة.. / أسعد تلحمي

مكابرة مكْلفة.. / أسعد تلحمي
يكابر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في ادعائه انه توقع صمود المقاومة اللبنانية امام آلة الحرب العسكرية التدميرية.. وهو يتنّح في البحث عن مزيد من الفظائع العسكرية، في لبنان وفلسطين على السواء، أملاً في تركيع الشعبين الصامدين.
يعرف اولمرت ان مفتاح وقف الحرب ليس بيده. فالحرب اميركية ووقفها لن يتأتى إلا بقرار اميركي..

فقد أكد كبار المعلقين ان زيارة رايس الى تل أبيب جاءت لتوبيخها اولاً على عجزها عن هزم المقاومة اللبنانية ولتحذيرها من مجرد التفكير بوقف الحرب قبل ان ترى صورًا تكوي وعي الرأي العام العربي في المشرق كله، صور قتل المقاومين وقادتهم.. حتى ان احد مقربي اولمرت قال ان الاخير سيتعرض الى تهديد رايس بوقف المساعدات الاميركية للدولة العبرية في حال تجرأ على اقتراح وقف النار..!

الحرب اذن امريكية وقرار افشال مؤتمر روما كان اميركيًا.. الحرب اميركية ضمن مشروع واشنطن "لشرق اوسط جديد" يحل محل مشروع "اشاعة الديمقراطية" في البلدان العربية بعد ان لم ترق نتائجها في بعض البلدان (فلسطين) تحديدًا لواضعيه.

قدمت رايس لاسرائيل حبلا طويلاً لتواصل جرائمها، بات كثيرون في العالم وليس في منطقتنا فحسب يراها جرائم حرب. حبل اراده اقطاب المؤسسة العسكرية المؤثرون اكثر من اي وقت مضى على القرار السياسي. حبل التفت احد المعلقين البارزين الى التحذير من مغبة ان يلتف حول رقبة اسرائيل فيكبدها خسائر بشرية فادحة.

61 يومًا مرت على الحرب على لبنان تمرغ فيها انف الجبروت والغطرسة على نحو غير مسبوق. اضطر خلالها اقطاب الدولة العبرية الى مراجعة حساباتهم فخفضوا سقف اهدافها فيما الاعلام العبري يقوم بدور قذر تعدى دور البوق الارتهاني للمؤسستين العسكرية والسياسية والسير وراءهما بلا بصيرة، وانتقل الى بلورة مزاج عنصري حاقد على العرب بالحض على ابادة شعب ومسح قراه عن وجه البسيطة وجعل لبنان ارضًا محروقة واقتصادًا مدمرًا علّ في ذلك ما يشفي غليل من ايقن زيف اسطورة "الجيش الذي لا يقهر". اما اليسار الصهيوني فزاد ارتباكًا بل ان بعضه يعض اصابعه ندمًا على الانتماء الى هذا المعسكر.!!

تريد اميركا، من خلال اداتها الطيعة اسرائيل، تمرير مشروع جهنمي، من خلال تدمير فلسطين ولبنان واستباحة دم شعبيهما، قوامه بسط الهيمنة الاسرائيلية - الاميركية على المنطقة او بكلمات اقل دبلوماسية وضع المنطقة تحت اقدام الدولة العبرية.

لكن اميركا التي لم تتعظ بعبر حربها الاجرامية على العراق وغوصها في المستنقع متكبدة الخسائر تغرر باسرائيل المتغطرسة بايهامها اياها بأن المشروع قابل للتحقيق وان الفرصة مواتية.

وتركب اسرائيل رأسها رغم قناعة اركانها في قرارة انفسهم بأن المقاومة تسطر ملحمة صمود ولن تخنع في وجه اعتى الات الحرب والتدمير.. تركب رأسها معتمدة على المدد المالي والعسكري والسياسي من اميركا لكنها، عاجلاً ام آجلاً، ستصحو على حقيقة ان الشعوب عصية على جبروت الاحتلال وبطشه...

التعليقات