31/10/2010 - 11:02

وزير القضاء القماط/ وليد أيوب

-

وزير القضاء القماط/ وليد أيوب
وافقت الحكومة، بالإجماع أو "بيه إحاد"، على تعيين البروفيسور دانيئيل فريدمان وزيرا للقضاء خلفا للوزير المستقال صاحب اللسان الطويل حاييم رامون، دونما معارضة أو احتجاج أو تحفّظ حتى من الوزير الواعد حاله بهذه الحقيبة الرفيعة مئير شيطريت الذي انكفأ على قفاه فلم نسمع له حسّا.. كما أقرت الكنيست هذا التعيين بأغلبيّة 50 صوتا ضدّ 24 وامتناع عضو كنيست واحد..
وبرغم أنه "ملناش في هاي اللعبة"، إلا أننا نرى إلى تسجيل رأينا من باب أننا جزء من هذه الدولة، حتى لو أنهم لم يعترفوا بنا متساوين، وبالتالي سيطالنا هذا التعيين بشيء من إيجابيّات البروفيسور ومن سلبيّاته ايضا التي نخالها كثيرة كونه يحمل نفس آراء رئيس الحكومة إيهود أولمرت وهذا ما جعل الأخير يختاره.
فقد نؤكّد أن ميل رئيس الوزراء إلى تعيين فريدمان دون غيره جاء لرغبة أولمرت في لجم وكبح جماح قضاة المحكمة العليا وعلى رأسهم رئيستها دوريت بينيش، حيث لم يخف الوزير الجديد، في مناسبات عديدة وفي مقالاته وتصريحاته، مواقفه الحاسمة ضدّ المحكمة العليا بل ضدّ الجهاز القضائي برمّته.
يبغي أولمرت أن يقوم فريدمان بتسكير ملف رئيس الوزراء الذي هو قيد البحث وعلى وشك الإنفتاح في تهم جنائية قد تودي بالرجل وتلحقه بسابقيه رئيس الدولة والحبيب رامون.. وهو يبغي جعله، الوزير الجديد، قماطا (حفاظا) يستر به ما علق في ممارساته المشبوهة من وسخ..
لكأن القماط أضحى أداة لدى المتحضّرين من العالم الأول، في أمريكا وإسرائيل، لإخفاء الوسخ ولمنع الروائح الكريهة من الإنتشار في الأجواء، فلم يعد مقتصرا على الأطفال والمرضى من مستعملي مادة "الفوسيد".. فقد لجأت سيّدة الفضاء الأمريكية المغدورة في قلبها، ليسا نوماك، إلى القماط لتضمن عدم التوقّف في الطريق لقضاء الحاجة في مشوارها الطويل، 1500 كم، إلى النيل من غريمتها كولين ستيفمان التي اكتشفت أنها تشاركها في رجلها حبيبها وليام أوفلين.
يتوقّع المحلّلون، كما قد نعتقد، أن تعيين فريدمان، برغم باعه الطويلة في المجال القضائي وخبرته الأكاديمية، سيفتح حربا تبدو ساكنة في الراهن بينه وبين الجهاز القضائي الذي سيحاول ترويضه وفق رؤيته، وأن معركة شديدة ستنشب بين الوزير الجديد وبين رئيسة المحكمة العليا بينيش، سيحاول كلّ منهما أن يثبت قوّته.. كما يتوقّع أن تكون المواجهة حامية الوطيس حاسمة، علما أن فريدمان يملك دعم الحكومة ورئيسها، فيما تملك رئيسة المحكمة دعم القضاة والجهاز وكثيرا من انحياز الشارع الذي ما فتئ يرى إلى المحكمة العليا قلعة صافية من الشبهات، تنشد العدل ولا تمسح جوخا لا لرئيس حكومة ولا لرئيس دولة ولا للناطور.. هكذا يعتقدون هم ولا نبصم نحن على ذلك.

التعليقات