الموظّفون

في هذا الجزء من التحقيق، نحاور بعض الموظّفين والعاملين المفصولين من القسم العربيّ في دويتشه فيله، للاطّلاع على وجهة نظرهم والاستماع إلى أقوالهم فيما يخصّ القضيّة التي أثارت العديد من ردود الفعل في ألمانيا والعالم العربيّ

الموظّفون

في هذا الملفّ من تحقيق موقع عرب 48، نخصّص المساحة للاستماع للموظفين المفصولين والعاملين من القسم العربيّ في دويتشه فيله، للاطّلاع على وجهة نظرهم حول حيثيّات القضيّة التي أثارت العديد من ردود الفعل في ألمانيا والعالم العربيّ. بعض المقابلات جاءت بأسماء مستعارة، وذلك بناءً على طلب أصحابها.

الصحافية الفلسطينيّة مرام سالم، كانت من الوجوه البارزة التي تصدّرت في وسائل الإعلام من بين الموظّفين المفصولين. مؤخّرًا، تحصّلت سالم على قرار من محكمة العمل في مدينة بون الألمانيّة، يفيد بأنّ فصلها من دويتشه فيله لم يكن قانونيًّا، وعلى دويتشه فيله إعادتها للعمل.

"لم يخبرني أحد ما هي المنشورات التي أُحاكم بسببها"

مرام سالم، الحائزة على جائزة الموظّفة المتميّزة من دويتشه فيله، وبخلاف زملائها الآخرين، لم تعرف ما هي المنشورات التي اتُّهمت على أساسها بمعاداة الساميّة. وتقول إنه "خلال التحقيق معي من قبل لجنة تحقيق خارجيّة عيّنتها دويتشه فيله، لم أُسأل عن أيّ منشور لي على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ولم أعرف السبب الذي يُحقّق فيه معي. أمّا المنشورات التي عُرِضَت أمام المحكمة من قبل دويتشه فيله ضدّي، لم يكشفها أحد لنا في البداية، إلّا أنّ المحكمة أجبرتهم على ذلك، وكانت هذه المنشورات عبارة عن انتقادات سياسيّة لألمانيا". وتضيف أن عضو لجنة التحقيق "أحمد منصور سألني عن الطريقة التي ربّاني فيها والداي، وإن كانت لديّ علاقات مع حماس، وسألني كذلك عن رأيي في حركة مقاطعة إسرائيل، وسألني أنّه في حال مات طفل يهوديّ، هل أشعر بالحزن عليه أم لا؟ وإن كنتُ أعترف بإسرائيل… أخبرته أنّني مع حلّ الدولة الواحدة".

الصحافيّة مرام سالم

أشارت مرام التي كانت تعمل في قسم الفيديو، إلى أنّه خلال التحقيق لم تكن تعرف أنّ المرأة التي كانت تكتب بروتوكول الجلسة بالألمانيّة هي بياتريس منصور، زوجة أحمد منصور، وأنّ الترجمة التي جرى اعتمادها - كون التحقيق كان بالعربيّة - كانت بحسب ما كان يمليه أحمد منصور عليها. تقول مرام إنه "يُعرَف عن أحمد منصور أنّه إسلاموفوب (كاره للإسلام)، لا أعلم كيف جرى اختياره من قبل دويتشه فيله. لاحقًا، علمتُ من زملاء بحدوث ضجة داخليّة، بالإضافة إلى نقاشات دارت حول مؤهّلات منصور واختياره لهذه المهمّة. كانت ثمّة محاولات للتنصّل منه". تعتقد سالم أنّ "دويتشه فيله وجدت نفسها في ورطة، وأرادت كبش فداء من أجل تقديمه للجمهور والإعلام الألمانيّ، بعد نشر تقرير صحيفة ’زود دويتشه تسايتونغ’، وهذا كان واضحًا من خلال قرار ثلاث محاكم كانت قد حكمت لصالح الموظّفين. لم أتوقّع أن يحصل هذا معي في ألمانيا، كنتُ أعتقد أنّنا في بلد ديمقراطيّ، وأن لا أُحاكم بسبب حريّة التعبير وأخسر عملي، وأن تقوم مؤسّستي بإلقائي تحت عجلات قطار تهم معاداة الساميّة غير الصحيحة، والتي لم تأخذ وسائل الإعلام الألمانيّة وجهة نظري فيها، ولم يتوجّهوا لي للتعليق عليها، وهو حقٌ لي".

"وسائل الإعلام في ألمانيا لا تستطيع فهم نشأتنا والصراع في الشرق الأوسط"

تواصلنا مع الصحافيّة المفصولة من دويتشه فيله، فرح مرقة، من أجل إفادتنا بروايتها في هذه القضيّة، وهي التي حصلت من المحكمة في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2022، على قرار يفيد بعدم قانونيّة فصلها من دويتشه فيله، لكنّها فضّلت عدم التصريح للإعلام بحسب ما قالته لعرب 48، إلّا بعد الانتهاء من الإجراءات القانونيّة، كون دويتشه فيله استأنفت على قرار محكمة العمل الذي حكم بعدم قانونية فصل مرقة، وهو ما يجعل القضيّة بينها وبين دويتشه فيله تستمرّ في أروقة المحاكم لشهور أخرى.

الصحافيّة فرح مرقة

في مدوّنتها التي أطلقتها بعد فصلها، نشرت مرقة، والتي كانت الموظّفة الوحيدة الرافضة للمشاركة في جلسات لجنة التحقيق، تسعة مقالات باللغة الإنجليزيّة حول تجربتها الشخصيّة في الاتّهامات المثارة ضدّها بمعاداة الساميّة. تكشف فرح للجمهور عدم قيام أيّ أحد من دويتشه فيله بالتشكيك في هذه الاتهامات أو التحقّق منها، في ما يخصّ المقالات الساخرة التي كانت قد كتبتها في صحيفة رأي اليوم قبل مزاولة عملها في دويتشه فيله، والتي جرى إخراجها من سياقها وتأطيرها على أنّها معادية للساميّة، بحسب مرقة. تقول في مدوّنتها: "أنا لست أضرارًا جانبيّة، أنا صحافيّة فلسطينيّة أردنيّة بَذَلَتْ قُصارى جهدها لتحسين حياتها وحريّتها ومسيرتها المهنيّة في ألمانيا. جئتُ إلى برلين مع أحلام كبيرة في حياة أفضل، وللتعلّم من وسائل الإعلام والسياسة الألمانيّة، لجلب هذه ’القيم العظيمة’ بعد ذلك إلى الشرق الأوسط! (...) إلّا أنّ العاصفة كانت كبيرة جدًّا هنا، وهي بعيدة كلّ البعد عن كونها منطقيّة أو عادلة".

تُشير مرقة إلى أنّ وسائل الإعلام الألمانيّة لم تتواصل معها لأخذ وجهة نظرها أو إعطائها حقّ الرد، وجرى تصويرها على أنّها كارهة لليهود. تقول إن "ألمانيا بلد له تاريخ مع اليهود، والمحرقة كانت من أبشع الجرائم التي ارتُكِبَت في القرن الماضي. ليس لديّ شكّ في ذلك أبدًا، وأنا أفهم حساسيّة الموضوع. ومن ناحية أخرى، لم أفكّر أبدًا أنّ وسائل الإعلام هنا لا تستطيع فهم نشأتنا أو فهم الصراع في الشرق الأوسط. احترمتُ تاريخ البلاد عند قدومي لألمانيا، لكنّني كنت ساذجةً بما يكفي لتوقّعي الشيء نفسه".

تتحدّث مرقة في هذه المقالات عن خلفيّتها المهنيّة في الأردن، والتحدّيات التي واجهتها كامرأة وصحافية تعمل بشكل مهنيّ في قضايا حقوق الإنسان وحريّة التعبير، وذكرت بالتفصيل قصّة المنشورات التي أُخرِجَت من سياقها في العمود الساخر الذي كانت تكتبه. كما استرجعت قصّتها مع مكان نشأتها، كحفيدة للاجئين فلسطينيّين خلال النكبة، والشعور الدائم بالظلم وعدم تحقيق العدل في عودة اللاجئين إلى وطنهم، والذي عايشته من خلال قصص جدّتها المهجّرة، وتحدّثت كذلك عن انتقالها إلى ألمانيا، والعمل في دويتشه فيله وما اكتسبته وقدّمته، مشيرة إلى فهمها وإدراكها لتعامل الألمان مع إسرائيل، والذنب التاريخيّ والمسؤوليّة تجاه اليهود، والتي تمنعهم من الإدلاء بتصريحات في ما يتعلّق بإسرائيل.

ترى مرقة أنّ التشهير بالصحافيّين والمؤسّسات الإعلاميّة الناتج عن الخلط بين اليهوديّة واليهود مع دولة إسرائيل، سيؤدّي إلى الخوف، وقمع وسائل الإعلام، والخسارة الكبرى ستكون في حريّة التعبير وحريّة الصحافة والالتزام بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطيّة، الأمر الذي يصبّ لصالح السلطات الإسرائيليّة التي تريد إبقاء أصوات بعض الشخصيّات العامّة التي تتحدّث عن حقوق الفلسطينيّين منخفضة. وخلصت مرقة في مقالاتها إلى أنّ حقوق الإنسان لجميع البشر، وسوف تستمر في الدفاع عنها، ومن ضمنها حقوق الفلسطينيّين.

"أحمد منصور سألني إن كنت أستخدم مصطلح أبارتهايد لوصف إسرائيل"

أحد الموظّفين المفصولين، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، نُشير إليه هنا باسم فريد، قال لموقع عرب 48 أنّه بعد فصله من دويتشه فيله، وذكر اسمه في وسائل إعلام ألمانيّة، أصبح يجد صعوبة في إيجاد عمل، حتّى أنّ شريكًا له في عمل آخر صار يتجنّب لقاءه. يقول فريد إنه "في مسار قضائيّ مع دويتشه فيله، ونحن الآن نتابع الإجراءات القانونيّة، مطلبي هو العودة للعمل، ليكون لديّ حجّة أفاوض بها من يتّهمني بمعاداة الساميّة". ويضيف فريد أنه "أدرك أنّ دويتشه فيله لديها المال والاستعدادات الكاملة للذهاب في مسار قضائيّ حتّى النهاية، ليحاولوا تثبيت فصلي، على أن لا يتراجعوا، إلّا أنّهم سيضطرون لتقديم تنازلات".

فريد - اسم مستعار

يعتبر فريد أنّ الكتابات التي اتُّهِم فيها بمعاداة الساميّة هي آراء سياسيّة. يقول إنّه لكونه فلسطينيًّا "انتقدتُ إسرائيل، ووصفتها بدولة إرهاب، وقارنت بما تقوم به وأحداث حصلت في الهولوكست، حتّى أنّهم قدّموا لي منشورًا وصفتُ فيه تجربتي الشخصيّة خلال تغطيتي لأحداث في فلسطين، كنتُ قد تعرّضتُ فيها لجيش الاحتلال، بالإضافة إلى الغاز المسيّل للدموع الذي استنشقه أطفال فلسطينيّون أيضًا. لقد اعتبروا منشورًا كنتُ قد كتبته بعد زيارتي مدنًا في فلسطين مثل يافا وحيفا وعكا على أنّه إنكار لحقّ إسرائيل في الوجود". تحدّث فريد عن تجربته في لجنة التحقيق الخارجيّة التي عيّنتها دويتشه فيله، وقال إن "أسلوب أحمد منصور كان بمثابة تحقيق مخابراتيّ. المسؤولة الألمانيّة كانت تسألني فقط عن عملي وعدد السنوات التي قضيتها في دويتشه فيله، أمّا هو، فقد كان يوجّه أسئلة حول رأيي الشخصيّ، مثلًا، سألني إن كنتُ أعتقد بوجود لوبي يهوديّ/ صهيونيّ في ألمانيا، أو إن كنتُ أستخدم مصطلح الأبرتهايد لوصف إسرائيل. أخبرته أنّ هذا خارج نطاق الموضوع".

وأضاف فريد أنّ "زوجة أحمد منصور كانت موجودة في التحقيق، أُخبِرنا أنّها تكتب البروتوكول، ولم نعرف أنّها عضوة في لجنة التحقيق سوى لاحقًا عندما قامت باستعراض نتائج التحقيق الذي قاموا به خلال اجتماع مع دويتشه فيله، والذي اعتذر فيه مديرها العامّ، بيتر لومبورغ، ليس فقط ليهود إسرائيل، وإنّما ليهود العالم".

وتابع فريد أن "الخوف كبير في ألمانيا في ما يتعلّق بدعم مؤسّسات ألمانيّة إعلاميّة لمؤسّسات فلسطينيّة. أصبح نجاح إسرائيل في أنّ أيّ شخص يمكنه أن يساعدها في توجيه هذه التهم المتعلّقة بمعاداة الساميّة. هناك مؤسّسات تعمل على هذا الأمر، لقد شُنَّ هجوم على سمعتي بتهم معاداة الساميّة، والجميع الآن يتجنّب العمل معي".

وخلص فريد إلى القول إنّ "معظم وسائل الإعلام العربيّة تواصلت معنا، لكنّني تجنبت الظهور في وسائل الإعلام، فأنا لا أريد خوض هذه المعارك من خلال وسائل الإعلام. حاليًّا، نعمل مع بروفيسور يهوديّ ألمانيّ على وضع تعريفات للتفريق بين العداء للساميّة ونقد إسرائيل، وتقييم الاتّهامات بشكل محايد".

"البعض فضّل عدم تغطية إسرائيل/ فلسطين"

في حديث أجراه موقع عرب ٤٨ مع موظّف حاليّ في دويتشه فيله فضّل عدم ذكر اسمه، ونشير إليه هنا باسم أمجد، قال إنه "بعد صدور تقرير صحيفة ’زود دويتشه تسايتونغ’، حدثت صدمة كبيرة وتوتّر في إدارة التحرير وبين العاملين في القناة. من الواضح أنّه لا يمكن لصحافيّ ألمانيّ رصد هذه المنشورات دون مساعدة من شخص يتقن العربيّة، وعلى الأغلب، فإنّ هذا الشخص هو من داخل مؤسّسة دويتشه فيله، وهو مطّلع على كافّة التفاصيل".

وأشار أمجد إلى أنّ الوضع العامّ في أثناء استدعاء زملائه للتحقيق كان متوترًا. وقال "كان ثمّة تخوّف شخصيّ من الاستدعاء أيضًا، وتمّت مراجعة المحتوى الشخصيّ المنشور على وسائل التواصل الاجتماعيّ في ما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة. كان ترقّبا من العاملين في القناة أيضًا في ما يخصّ سؤال ’إلى أين يمكن أن تتّجه الأمور’، خصوصًا في ظلّ الضخّ الإعلاميّ ضدّ القناة والعاملين فيها".

وأضاف أمجد أن "هذا أدّى إلى التأثير على العمل في القناة. ثمّة حذر شديد في ما يخصّ تغطية إسرائيل/ فلسطين، والبعض فضّل عدم التغطية أو صياغة تقارير. الانطباع كان سيّئًا جدًا حول توصيات ونتائج التحقيق، لا سيّما في ما يخصّ تزوير ومحاولة إعادة صياغة التاريخ – النكبة، وكذلك في ما يخصّ فصل الزملاء، والذي كان قرارًا تعسّفيًّا. ثمّة حديث عن دورات للتعريف بمعاداة الساميّة وزيارات النصب التذكاريّة للمحرقة، وكذلك إسرائيل، لكن تبيّن فيما بعد أنّها ستكون اختياريّة".

وتطرّق أمجد للقواعد السلوكيّة لدويتشه فيله، معتبرًا أنّها لا تفصل على نحو صريح بين انتقاد إسرائيل ومعاداة الساميّة. ويقول إنه "حتّى أنّها لا ترسم حدودًا واضحة المعالم لإسرائيل، لذلك، نحن لدينا كصحافيّين عاملين في القسم العربيّ مشكلة حقيقيّة باستخدام مصطلحات مثل ’الاحتلال’، أو ’جيش الاحتلال’، أو ’المناطق المحتلّة’، لا يوجد خطّ واضح في ما يتعلّق بهذا الأمر. لدينا حاجز خوف في الحديث حول هذا الموضوع، ونمارس رقابة ذاتيّة على أنفسنا، حتّى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعيّ، لأنّ إدارة القناة تعتبر ما نصرّح به على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ليس من نطاق خصوصيّاتنا. حتّى اللايك سوف نُحاسَب عليه".

وخلص أمجد إلى القول: "نحن مُلْزَمون بقبول القواعد السلوكيّة، وإن لم نفعل، فسوف يتمّ توجيه إنذار لنا، ومن ثمّ ستطبّق علينا عقوبات يمكن أن تصل إلى الفصل. ما حصل كان هزّة كبيرة أضرّت بسمعة القناة في ألمانيا والعالم، وخنقًا للحريّات، خاصّة الحريّات الصحافيّة".

"قمنا بحذف أيّ نقد لإسرائيل مهما كان بسيطًا"

وفي حديث لموقع عرب ٤٨ مع موظّفة حاليّة في دويتشه فيله، فضّلت عدم ذكر اسمها، نُشير إليها هُنا باسم ليلى، قالت إنّه "بعد صدور تقرير ’زود دويتشه تسايتونغ’، والزوبعة الإعلاميّة اللاحقة في ألمانيا، قام الكثير منّا في القسم العربيّ، إن لم يكن الجميع، بمراجعة التغريدات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعيّ. كان الأمر بمثابة رقابة ذاتيّة، إذ قمنا بحذف أيّ نقد لإسرائيل مهما كان بسيطًا، حتّى المنشورات التي احتوت على مصطلحات مرتبطة مثل ’فلسطين’. لقد كنّا بانتظار دورنا، ونسأل من هو التالي؟!".

ليلى - اسم مستعار

ليلى أكدّت ما أخبرنا به أمجد عن تجنّب تغطية الملف الفلسطينيّ/ الإسرائيليّ، أو "استضافة شخصيّات لديها تصريحات من الممكن أن تُعْتَبر إشكاليّة في ألمانيا، ونحن ليس لدينا أيّ سلطة على تصريحات ومواقف الضيوف. كذلك أصبحنا حذرين جدًّا في ذكر مصطلحات اعتبرها التحقيق أو الإعلام الألمانيّ معادية للساميّة، مثل الاحتلال أو جيش الاحتلال". وذكرت ليلى أنّه "عُقِدَت حوالي 5 أو 6 اجتماعات، منها مع الإدارة الألمانيّة للقناة، بحضور أحمد منصور ولويتهويزر - شنارينبرغر، وبعضها شملت كافّة الأقسام. الانطباع هو أنّ هذه الاجتماعات كانت فقط من أجل تهدئة التوتّر داخل القناة، خصوصًا في القسم العربيّ. كان ثمّة تهرّب واضح من المسؤوليّة خلال الاجتماعات، وتهرّب من الإجابة على أسئلة تهمّنا. أذكر أنّ أحد الموظّفين والذي تمّ فصله لاحقًا، كان حاضرًا قبل قرار فصله، وناقش مسألة أننا كصحافيّين لدينا كامل الحقّ في إبداء آرائنا الشخصيّة بعيدًا عن عملنا في القناة، لكن الإدارة أكّدت بشدّة على أنّه ليس هناك خصوصيّة لمنشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وأنّ أيّ موقف سوف يُحسب على كامل القناة، وكانت هذه النقطة إشكاليّة في الاجتماعات على وجه التحديد".

وأضافت ليلى لعرب 48 أنه "في اعتقادي أنّ هذه الاجتماعات كانت شكليّة لحفظ ماء الوجه بعد كلّ ما حصل. ثمّة تهرب واضح من المسؤولية تجاهنا في حقّنا في التعبير عن آرائنا، حتّى في إطار عملنا الصحافيّ في البرامج والتقارير. أذكر أنّ الأقسام الأخرى كالإسبانيّة والتركيّة وغيرها تضامنت معنا وأبدت اعتراضها، وهم يستخدمون المصطلحات نفسها في تقاريرهم وتغطيتهم على قنوات دويتشه فيله في أقسامهم، ولكن بلغات مختلفة عن العربيّة، ولم تكن ثمّة رقابة كما حصل مع القسم العربيّ".

وخلصت ليلى إلى القول "هناك شعور استعلاء ألمانيّ تجاهنا كصحافيّين وإعلاميّين من جنسيّات أخرى، وكأنّهم أدرى منّا، وأنّه علينا التقيّد بالتعليمات وإلّا فسوف تتمّ محاسبتنا. فرحتُ جدًّا وغيري من الزملاء بعد صدور الأحكام القضائيّة التي أنصفت زملاءنا وزميلاتنا. لقد كانوا كبش فداء لإنهاء الموضوع بأقلّ الخسائر".

  1. تحقيق خاصّ | دويتشه فيله ومعاداة الساميّة... لجنة تحقيق منحازة لإسرائيل

    تحقيق خاصّ | دويتشه فيله ومعاداة الساميّة... لجنة تحقيق منحازة لإسرائيل

    تحقيق صحافيّ لموقع عرب 48 يستقصي قضيّة دويتشه فيله ولجنة "التحقيق" وفصل موظّفين من القسم العربيّ بتهم «معاداة الساميّة». التحقيق الذي جرى العمل عليه لأكثر من سنة، يستعرض الأسس التي اعتمدت عليها التُّهم الموجّهة للموظّفين، ويغوص في كواليس القضيّة. 19/03/2023
  2. المؤسّسات

    المؤسّسات

    نستقصي في هذا الملفّ القضيّة المتعلّقة بالشراكة بين دويتشه فيله ومؤسّسات فلسطينيّة وعربيّة، بعد اتّهام هذه المؤسّسات بـ"معاداة الساميّة"، بحسب ادّعاءات لجنة دويتشه فيله. 19/03/2023
  3. تقييم التحقيق

    تقييم التحقيق

    يقيّم الخبير والأكاديميّ موشيه تسوكرمان "تقرير لجنة التحقيق المستقلّة في اتّهامات معاداة الساميّة" في دويتشه فيله، ونفحص مدى مصداقيّة اللجنة في توجيه تهم معاداة الساميّة للموظّفين المفصولين. 19/03/2023
  4. لجنة التحقيق

    لجنة التحقيق

    هذا الجزء من التحقيق يراجع مواقف وعلاقات أعضاء لجنة التحقيق الخارجيّة المكلّفة من قبل دويتشه فيله، والتي جرى التحقيق فيها مع موظّفين في القسم العربيّ بتهم تتعلّق بـ"معاداة الساميّة". 19/03/2023
  5. مساءلة وردود

    مساءلة وردود

    في هذا الجزء من التحقيق، نجري مساءلة صحافيّة، حيث توجّهنا بالأسئلة إلى أكثر من جهة؛ سواء من أعضاء لجنة التحقيق، أو من بعض الموظّفين المفصولين من دويتشه فيله 19/03/2023
  6. خلاصة التحقيق

    خلاصة التحقيق

    يستعرض عرب 48 في الجزء الأخير خلاصة التحقيق الذي أجراه حول قضيّة فصل الموظّفين العرب من دويتشه فيله، بالإضافة إلى الطريقة التي جرى فيها التحقيق من الموظّفين بتهم معاداة الساميّة. 19/03/2023

التعليقات