21/08/2015 - 13:19

حيفا: الذكرى السنوية الأولى لرحيل سميح القاسم

تخللت الأمسية فقرات فنية من شعر وموسيقى ومسرح ورقص ومعرض رسم مِن وحي أشعار سميح القاسم، بالإضافة إلى عرض فيلم قصير توثيقي لمئات الفعاليات التي أقيمت في أرجاء المدن والمناطق المختلفة، محليا وعالميا، تخليدا لذكرى الفقيد.

حيفا: الذكرى السنوية الأولى لرحيل سميح القاسم

صور من الأمسية

'بعد موتي ستذكرون حياتي... ويعود الماضي عى وَقْعِ آتِ... في بــلادِ الأحياءِ أحيَيتُ مَوتي... وسـأحيا في عالمِ الأمواتِ!'، على وقع كلمات الشاعر سميح القاسم هذه اجتمع العشرات من الشعراء والأدباء وأصدقاء الراحل في الأمسية الخاصة التي أقيمت مساء أمس الجمعة، إحياءً للذكرى السنوية الأولى على رحيل الشاعر القاسم، وذلك في مسرح الميدان بمدينة حيفا، حيث حضر فنانون بالإضافة إلى ممثلي جمهور ومندوبين عن السلطة الفلسطينية.

تخللت الأمسية فقرات فنية من شعر وموسيقى ومسرح ورقص ومعرض رسم مِن وحي أشعار سميح القاسم، بالإضافة إلى عرض فيلم قصير توثيقي لمئات الفعاليات التي أقيمت في أرجاء المدن والمناطق المختلفة، محليا وعالميا، تخليدا لذكرى الفقيد.

'مؤسسة باسم سميح القاسم'

افتتحت الأمسية الطفلة لانا خليل من كفر ياسيف بإلقاء مميز لقصيدة الراحل الشاعر سميح القاسم 'تقدموا تقدموا'، والتي أبهرت الحضور في إلقائها المميز للقصيدة، ومن ثم قدم مندوب الرئاسة الفلسطينية، د. أسعد عبد الرحمن، كلمة قال فيها 'بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكافة الهيئات المنظمة وعن دولة فلسطين وهيئاتها، شرفني الأخ الرئيس أن أنقل
إليكم أمرين اثنين أولهما: التعازي المقرونة بالمحبة والمودة وبالاستمرار الدفاق أمام فقدان العزيز الغالي الكبير سميح. الأمر الثاني هو أن الأخ الرئيس ونحن أيضا بالنيابة عن مؤسسة فلسطين الدولية التي كان سميح أحد مؤسسيها وعضوا في مجلس أمنائها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، سنعمل كل ما نستطيع من أجل دعم مؤسسة باسم سميح القاسم، مؤسسة تعنى بجوانب عديدة مما يجب أن يعاد فيه الفضل لصاحب الفضل علينا، سميح الذي أعطى للقضية وأعطى للإبداع الكثير'.

'لن تكسروا أعماقنا حتى لو أغلقتم مسرحا أو مدرسة'

ومن ثم تحدث نجل الشاعر سميح، وطن القاسم، مؤكدا أنه لو كان سميح حيا لصرخ أولا ضد الهجمة الشرسة على مسرح الميدان ولقال 'لن تكسروا أعماقنا حتى لو أغلقتم مسرحا أو مدرسة'، وشكر مسرح الميدان وجميع الفنانين والطاقم الذي سعى لتنظيم أمسية إحياء ذكرى مرور عام على رحيل الشاعر القاسم، وقال في كلمته ' قبل عام وفي مثل هذه الأيام والساعات كنا، الوالدة والأخوة والعائلة والأصدقاء، في غرفة المستشفى بصفد مع الحبيب والأب سميح، كنا نحاول أن نخفف عنه وطأة المرض، وكان بين الحين والآخر وكأنه يستدرك ويسأل عن أحوال الأصدقاء والأقارب، ويطلب أغنية وسيمفونية، ثم يطلب أن يسمع نشرة أخبار ليتابع أخبار غزة والعراق متناسيا ألمه ومرضه'.

وطن القاسم: 'مات أبي مبتسما كما أراد'

وتابع 'كانت تلك الساعات تمر علينا كأنها كابوس لا ينتهي، ونحن ندرك أن الوقت يمر ونحن عاجزين عن فعل أية شيء لنبعد ملاك الموت عن أبي، إلا أن إيماننا وإيمان سميح القاسم بأنه 'لكل أجل كتاب'، وبأنه 'إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون'. لقد شارك والدي الحياة وكان مبتسما كما أراد، 'يوم تغادر روحي فضائي لشيء يسمونه الموت آمل ألا تفارق وجهي ابتسامة، ورغم الحزن والألم إلا أن هذا والحب الذي أحاطنا به أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني والعربي وكل الناس التقدميين الصادقين أدركنا أن سميح القاسم لن يموت وأنه إن غاب جسدا إلا أنه حي يرزق في قلوب ووجدان الملايين'.

الأديب فياض: 'أتمنى أن تبعث حيا من جديد'

وقدم صديق الراحل سميح القاسم، الأديب توفيق فياض، كلمة إلى سميح القاسم، قال فيها 'لقد كنا أصدقاء لمدة خمسين عاما، لم نترك زاوية في حيفا لم نجلس بها، قد تكون صورتك هذه المعلقة أنا من صورك إياها، يا صديقي لقد منحتني هدية هذه العصا، وعندما سألتك لماذا يا سميح تمنحني هذه العصا فأجبتني تضربني إذا خنت، فكلهم خانوا'.

وتابع الأديب فياض 'لقد خنتني أنت ومحمود درويش وغادرتما دوني، أتمنى أن تبعث حيا لأضربك وأقول لك لماذا خنتني ورحلت عني'.

وقدمت الفنانة هبة بطحيش فقرة فنية، كما قدم الفنان وهيب حبيش وصلة إيقاع على صدى صوت الشاعر سميح القاسم في إلقائه قصائد مختلفة.

التعليقات