صدور كتاب "الحضور الكنعاني في روايات صبحي فحماوي" لجميل كتّاني

عالج الكتاب مسألة توظيف التاريخ الكنعاني في ثلاث روايات للكاتب صبحي فحماوي، هي: قصة عشق كنعانية (2009)، وأخناتون ونيفرتيتي الكنعانية (2020)، وهاني بعل الكنعاني (2022).

صدور كتاب

جزء من غلاف الكتاب

صدر مؤخَّرًا عن دار "جليس الزمان"، في عمّان، كتاب جديد للناقد والأكاديمي جميل كتّاني، بعنوان "الحضور الكنعاني في روايات صبحي فحماوي".

وعالج الكتاب مسألة توظيف التاريخ الكنعاني في ثلاث روايات للكاتب فحماوي، هي: قصة عشق كنعانية (2009)، وأخناتون ونيفرتيتي الكنعانية (2020)، وهاني بعل الكنعاني (2022).

وقام الكاتبُ من خلالها "بتسليط الضوء على الحضارة الكنعانية بكلّ ما تحمله من ملامح الحضارة، والرقيّ، والازدهار، والتسامح، والمحبة. كما هدف البحثُ إلى الكشف عن الوسائل والتقنيات التي وظفها الكاتب لنقل الحضارة الكنعانية إلى القارئ المعاصر، وإلى ملامح هذه الحضارة، وما اشتملت عليه من جوانب إنسانية وحضارية وأخلاقية، وإلى كيفية التصدي للدعاية الصهيونية-الغربية التي مورست من أجل إسكات التاريخ الفلسطيني والإعلاء من شأن التاريخ اليهودي-الغربي".

وأشار إلى أنَّ "البعد الكنعاني في روايات صبحي فحماوي يُشكِّلُ موتيفًا واضحًا؛ فالقارئ لأعمال فحماوي الروائية والقصصية يلاحظ مدى تأثّر الكاتب بالتاريخ الكنعاني بكلّ ما يشتمل عليه من حضارة ورقيٍّ وازدهار؛ إذ لا تكاد رواية من رواياته تخلو من العودة إلى التاريخ الكنعاني، والكشف عن عظمة هذه الحضارة وازدهارها قبل آلاف السنين، حيث امتدّت رقعتها الجغرافية لتغطّي مساحات شاسعة من بلاد الشام وإفريقيا وأوروبا. كما ألهمت الحضارة الكنعانية الشعوب والحضارات الأخرى في التحضر والتقدم في مجالات التجارة، والكتابة، والصناعة، والزراعة".

وأوضح أن "استكشاف الحضارة الكنعانية والعودة إلى التاريخ الكنعاني، شكّل هاجسًا قويًّا لدى صبحي فحماوي، أراد من خلاله التعريف بهذه الحضارة العظيمة التي قطعت شوطًا كبيرًا في التجارة، والفن والمعماري، والتقدم الزراعي، والصناعي. وهو بذلك يتصدى لمحاولات التهميش والطمس التي مورست ضد هذه الحضارة من قبل الدراسات الغربية، وفي طليعتها الدراسات التوراتية التي قامت بتشويه الحقائق التاريخية، منذ مطلع القرن العشرين، من أجل تسويغ الوجود اليهودي على أرض فلسطين، وإثبات أحقية اليهود في هذه البلاد. بالمقابل".

وأضاف أن "هذه الدراسات، قامت بإسكات التاريخ الفلسطيني، وتجاهل الحضارة الكنعانية التي امتدت لفترة زمنية طويلة، وكان لها تأثيرها الواضح على الشعب اليهودي، الذي بقي على هامش الحضارة الكنعانية لفترة طويلة".

ويُقدِّمُ الفصل الأول، "لمحة تاريخية عامة حول الحضارة الكنعانية؛ فيتطرق إلى سبب تسمية الكنعانيين بهذه التّسمية. كما يتطرق إلى أشكال الحضارة الكنعانية في شتى الميادين؛ الصناعية، والزراعية، والتجارية. كذلك، الجوانب الحضارية والإنسانية والأخلاقية التي ميزت الشعب الكنعاني. بالمقابل، وجودُ العبرانيين على هامش الحضارة الكنعانية، ومدى تأثرهم بمنجزات هذه الحضارة التي أخذوا منها الكثير، وقاموا بتقليد الكنعانيين في شتى المجالات الحياتية والمعيشية".

ويستعرض الفصل الثاني "توظيف الكاتب لعتبات النصّ في استعراضه للحضارة الكنعانية. فعتبات النصّ هي البوابة والمدخل الذي من خلاله يمكن فهم النص والتفاعل معه. يرصد الفصل عتبات النص المختلفة؛ كالعناوين، والاقتباسات، والإهداءات، وغيرها، ومدى مساهمتها في تشكيل وجهة نظر الكاتب بما يتعلق بإلقاء الضوء على الحضارة الكنعانية في فلسطين، والكشف عن خبايا هذه الحضارة التي تمَّ إسكاتها عبر التاريخ من قبل الغرب بما يخدم اختلاق إسرائيل القديمة وتضخيم التاريخ اليهودي، ونسج الخرافات والأكاذيب من قبل الدراسات التوراتية، كوسيلة لإثبات الشرعية في احتلال فلسطين، وتجريدها من سكانها الأصليين".

ويلقي الفصل الثالث "ليلقي الضوء على التوظيف الأسطوري في الروايات الثلاث، حيث قام الكاتب بتوظيف الأساطير والآلهة التي آمن بها الكنعانيون بشكل مكثّف من أجل الكشف عن معتقداتهم بما يخصّ الحياة، والموت، والوجود، والخَصب، والنّماء. كذلك، للتعبير عن الصراعات بين الكنعانيين والعبرانيين، كمعادل موضوعيّ للصراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل".

أمّا الفصل الرابع، "فيتطرق إلى المدينة الكنعانية من أجل إلقاء الضوء على الحركة والنشاط الذي تميز به الكنعانيون، وقدرتهم الفائقة في بناء المدن. كما يستجلي الفصل طبيعة العلاقة التي ربطت بين هذه المدن، وسبل العيش فيها، ونظام الحكم، والعلاقة بين الحاكم والرعية، إضافة إلى كيفية نشوء هذه المدن، وطرق العيش التي اعتمدها الكنعانيون".

ويتطرق الفصل الخامس إلى "الجوانب الثقافية، والأخلاقية، والحضارية عند الشعب الكنعاني؛ كقيم التسامح والمحبّة التي سادت بين الناس في ذلك العصر، والتطور العمراني بكلّ أشكاله وملامحه، والازدهار التجاري عند الكنعانيين، والتبادل التجاري بينهم وبين الثقافات الأخرى، ومدى مساهمة الكنعانيين في تنشيط التجارة وتصدير بضاعتهم إلى أماكن بعيدة".

ويأتي الفصل السادس والأخير، "ليبيّن الآليات والوسائل التي استطاع الكاتب من خلالها الربط بين الماضي والحاضر، وتقريب الماضي إلى الواقع المعاصر، من خلال ربط الأحداث بعضها ببعض، ومن خلال إجراء مقارنات ومقاربات بين الماضي والحاضر. كلّ ذلك، من أجل إبراز أهمية الانكشاف على التاريخ الكنعاني كوسيلة لفهم الواقع الراهن، ولاستقاء العِبَر والدُّروس من الأحداث التاريخية، وتأكيد الهُويّة الفلسطينيّة من خلال الاتّكاء على عراقة الماضي وأصالته".

التعليقات