توفي مساء أمس، الأحد، الفنان اللبناني حسين منذر، الملقب بفنان الثورة الفلسطينية وقائد فرقة العاشقين المعروفة بأغانيها الوطنية.
وتلقى محبو حسين نبأ وفاته بسبب وعكة صحية أثناء تلقيه العلاج في دمشق، ونعاه كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة استرجعوا فيها تراثه الغنائي الفلسطيني.
وفي بيان صدر عن الرئاسة الفلسطينية، نعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، منذر، وقال إن "فلسطين فقدت ابنا من أبنائها المناضلين الأوفياء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الثورة الفلسطينية عبر مسيرة فنية ونضالية".
واعتبر أن منذر "شكل نموذجا فنيا سيظل خالدا في الوجدان الوطني الجمعي لشعبنا".
وأضاف في البيان "أن الفنان الراحل حول بأغانيه وأناشيده الوطنية تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ومعاركها وبطولاتها إلى صورة حية؛ من خلال فرقة العاشقين التي اقترن اسم الفنان الراحل بها".
وولد منذر في بعلبك وكان قائدا لفرقة أغاني العاشقين الفلسطينية التي تأسست في عام 1978.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فقد وضع الفنان الراحل بصماته الصوتية على ما يزيد على 300 أغنية وطنية، ومن أشهر أغانيه "من سجن عكا طلعت جنازة" و"يا طالع ع جبال النار" و"اشهد يا عالم علينا وعبيروت" و"هبت النار".
وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قد منح الفنان المناضل حسين منذر، عام 2018، وسام الثقافة والعلوم والفنون "مستوى الابتكار"، "تقديرًا لمسيرته الفنية النضالية المشرفة، وتثمينًا لعطائه الملتزم في فرقة العاشقين".
ومن كلمات أغنيته الشهيرة:
من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما
محمد جمجوم ومع عطا الزير فؤاد الحجازي عز الدخيرة
أنظر المقدم والتقاديري بحْكام الظالم تيعدمونا
ويقول محمد أن أولكم خوفي يا عطا أشرب حصرتكم
ويقول حجازي أنا أولكم ما نهاب الردى ولا المنونا
أمي الحنونة بالصوت تنادي ضاقت عليها كل البلادي
نادوا فؤاد مهجة فؤادِ قبل نتفرق تيودعونا
بنده ع عطا من وراء البابِ أختو تستنظر منو الجوابِ
عطا يا عطا زين الشبابِ تهجم عالعسكر ولا يهابونَ
وينحدر الفنان الراحل من القرى السبع اللبنانية - الفلسطينية التي حصل لاجئوها على الجنسية اللبنانية، في القرن الماضي.
وعاش منذر في دمشق التي شهدت انطلاقته مع فرقة "العاشقين"، خاصة في مخيم اليرموك الذي تركه بعد الحرب السورية.
وسبق أن قال في تصريح صحافي لجريدة "الأخبار" اللبنانية في أبريل/ نيسان الماضي: "أنا عربي وأعشق فلسطين. أعشقها عشقا لا يوصف. دمي واسمي وعنواني عربي فلسطيني أحمل بداخلي كل المكوّنات العربية".
وقال حينها إنه ورث عن والده الصوت الجبلي القوي، "الذي يحمل بين طبقاته مشاعر الثائر الفلسطيني من حب وغضب وأسى وحنين".
كما ورد في سيرته أنه تمكن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2010 من زيارة رام الله، في حدث كان استثنائيا بمسيرته وعلى المستوى الشخصي له، حيث غنى في قصر رام الله الثقافي، برفقة عدد من فناني فرقة العاشقين.
وأسس منذر فرقة "العاشقين"، بجهد شخصي عام 1978، خاصة أن لبنان كان في تلك الفترة يمر بأصعب مراحل اشتعال الحرب الأهلية، التي انخرطت فيها منظمة التحرير الفلسطينية.
ومما قاله عن تأسيس الفرقة، "جاءت فكرة تأسيس فرقة العاشقين مع الأغاني التي كتبها الشاعر أحمد دحبور وقُدمت خلال مسرحية المؤسسة الوطنية للجنون، التي ألّفها الكبير سميح القاسم وأخرجها المبدع السوري فواز الساجر".
وواكبت فرقته الغنائية العمل الثوري الفلسطيني، وأحيت حفلات في عدد من الدول العربية، لكنها انكفأت عن العمل منذ بداية التسعينيات، وتجمعت الفرقة من جديد عام 2009 وقدمت عروض على عدد من المسارح العربية.
التعليقات