14/07/2016 - 15:11

عبلين: مبادرة شبابية تحتضن لقاء فنيا في الطبيعة

في خطوة فريدة ونوعية، استضافت مجموعة شبابية من قرية عبلين، أمس الأربعاء، معرضا متنوعا شمل الفنون التشكيلية من النحت والحفر على الخشب والصخر والرسم، ونخبة من الأدباء والشعراء والمسرحيين،

عبلين: مبادرة شبابية تحتضن لقاء فنيا في الطبيعة

عبلين... لقاء فني في الطبيعة

في خطوة فريدة ونوعية، استضافت مجموعة شبابية من قرية عبلين، أمس الأربعاء، معرضا متنوعا شمل الفنون التشكيلية من النحت والحفر على الخشب والصخر والرسم، ونخبة من الأدباء والشعراء والمسرحيين، وسط توافد جمهور كبير من المهتمين والفنانين من مختلف المناطق ومتذوقي الفن التشكيلي والأدب والموسيقى، وليستمر المعرض اليوم الخميس، طارحا رسالته بكل عزيمة وإصرار.

اختتم اليوم الأول ندوات شعرية وفقرات فنية للشيخ إمام وغيرها ما أثار مشاعر الحضور ونال إعجابهم.

أقيم المعرض في حاكورة الفنان حكيم خليفة، بين أحضان الطبيعة غرب قرية عبلين، والتي حولها إلى واحة خضراء من أشجار وزراعة تقليدية وتحف وغرفة بنيت على الطراز التقليدي، ليحوّل المكان إلى صرح ثقافي من طراز خاص ينبض بوجدان الآباء والأجداد.


وفي حديثه لموقع 'عرب 48'، قال الاختصاصي النفسي وأحد المنظمين، حسين خليفة، إن 'الفكرة أطلقت بمبادرات شخصية وبالتعاون مع جمعيات تعنى بشؤون الفنون، جاءت الفكرة كحاجة موضوعية بسبب النقص الكبير في هذه الميادين لا سيما في ظل حالة الاستهلاك ومشاغل الحياة العصرية، والهدف منوراء الفكرة هو أن يتمركز عدد من الفنانين للانطلاق نحو بناء مشاريع فنية وثقافية مستقبلية تستقطب اهتمام وروح الشباب'.

وأعرب عن اعتقاده أن 'مثل هذه المبادرات الهادفة يجب أن تنتشر في بلداتنا وهي تكتسب أهمية أيضا بسبب الفراغ الثقافي والآفات الاجتماعية ومنها العنف والجريمة، ونأمل أن تكون نقطة انطلاق لتكريس وتعميم الفكرة، ونطمح أن تتحول إلى حالة ثقافية إنسانية'.


وقال الفنان التشكيلي جمال حسن، لـ'عرب 48'، إنه 'آن الأوان لإخراج الفن إلى حياتنا وعدم حصره في قاعة عروض، نريد أن تعيش الفنون فينا ونعيش فيها من خلال عرضها في الأماكن العامة والجماهيرية كألية لاستقطاب اهتمام الجيل وأوسع الفئات من جمهورنا، وكذلك عدم اقتصار عروضنا على قاعات الأفراح التي تملأ الساحات بالضجيح، وعندما يحضر الأطفال إلى هذه النشاطات الميدانية ويتأملون ريشة وأنامل الفنان والرسم والعزف والنحت أمام أعينهم يتكون لديهم فكرة حول الجهد الذي يبذله الفنان، وهذا يذوّت لديهم مع مرور الوقت قيمة الفن والفنان'.

 وحول أهمية الحدث، قال إن 'هذا الحدث هو أول عمل يشارك فيه عدد كبير كهذا في مجالات وميادين الثقافة والفنون من شعر ومسرح وأدب وموسيقى ورسم ونحت وغيرها، وبالتالي فإن جوهر الفكرة هو إخراج هذا الميدان من المستنقع الراكد لأخذ ثقافتنا وفنوننا للجمهور وعدم اقتصارها على النخبة، وهذا يلتقي أيضا مع جهدنا ونشاطاتنا في المدارس ومراكز الشبيبة ليكون للجميع في ظل أوضاع اجتماعية، اقتصادية وثقافية صعبة وقاسية'.

وقال الفنان حكيم خليفة، صاحب 'الحاكورة'، التي حوّلها إلى صرح ثقافي، إن 'هذه الغرفة في الحاكورة مستوحاة بهندستها من صلب ووجدان الآباء والأجداد، شيدت بحجارة نارية وليست من صوان، وقصدت بهذه الفكرة القول أن خير الأمور بتوازنها فلا تكن لينا فتعصر ولا تكن قاسيا فتكسر'.

وأضاف في حديثه لـ'عرب 48'، أن 'محاولة ترتيب المزرعة بهذا الشكل التقليدي جاءت نتاج توقنا للروح التي ميزت آباءنا أجدادنا وتميزهم بالعطاء والمحبة والتسامح'.

وقالت الفنانة عنان نجمي، صاحبة ستوديو عنان للفنون والإبداع، وإحدى المنظمات للقاء، إن 'الصداقة تجمعنا مع صاحب المكان، هذا المكان الذي كان رغم جماليته مهملا وغير مستغل إلا أنه بعد ترميمه وصيانته تحول إلى تحفة فنية رائعة'.

اقرأ/ي أيضًا | صوت الفلسطينية ساندرا الحاج يجتاح "فيسبوك"

وأضافت لـ'عرب 48' أن 'مثل هذه اللقاءات بين الفنانين العرب هامة جدا، فنحن لا نعرف بعضنا البعض بشل كاف، وهذه فرصة لنتعرف على بعضنا ونتعاون فيما بيننا وأن نحدث التشبيك بين مختلف أنواع الفنون. رأيت أنه من الواجب المساهمة في هذا العمل المتواضع الذي نطمح إلى تطويره، سرتني مشاركة طلابي هنا ليعيشوا تجربة ولحظات فنية في أحضان الطبيعة وسحر الفن'.

التعليقات